الصحفيون الشباب غائبون عن مراكز صنع القرار في إدارات المؤسسات الإعلامية

20.12.2020 03:30 PM

وطن: أكد ضيوف حلقة برنامج "شباب كافيه" غياب الشباب عن مراكز صنع القرار في المؤسسات الإعلامية الفلسطينية، جراء عدم وجود رؤيا لدى إدارات تلك المؤسسات لدمج الشباب في المراكز العليا أو لغياب المناصب الشاغرة التي تمنح الشباب فرصة للوصول الى تلك المراكز، إضافة إلى ارتفع نسبة البطالة في صفوف خريجي طلبة الإعلام مقابل محدودية فرص التوظيف لدى المؤسسات الإعلامية.

واستضافت حلقة جديدة من برنامج "شباب كافيه" الذي يقدمه الزميل نزار حبش، عبر شبكة وطن الإعلامية، رئيس وحدة العلاقات العامة والإعلام في وزارة الإعلام نداء يونس، ورئيس تحرير موقع "دوز" جلاء أبو عرب، وعدد من طلبة وخريجي كليات الإعلام.

وفي تعليقها على أهمية وجود الصحفيين الشباب في مراكز صنع القرار في المؤسسات الإعلامية، قالت نداء يونس قالت، نعم اتفق مع ذلك بشكل جزئي، لأن الشباب يعكسون الحداثة والتطورات التكنلوجية في وسائل الإعلام، بينما الجيل القديم قد لا يمكنه ذلك.

وأوضحت أن المشكلة في غياب الشباب عن مراكز صنع القرار تعود لعدم وجود رؤيا لدى إدارة المؤسسة أو لغياب وجود مواقع شاغرة لهذه المناصب، فالرؤيا لدى بعض المؤسسات الإعلامية تكون منغلقة على وجود الشباب وأحيانا تكون منغلقة تجاه سيادة جنس على جنس أخر، فمثلا حتى عام 2013 لم يكن نساء في مواقع رئيس التحرير في فلسطين، وبعد ذلك التاريخ عندما أصبحت نساء في رئاسة التحرير لمس صناع القرار بتغيير في المحتوى.

وأكدت أن الخريجين خصوصا الخريجات يعانين كثيرا في الحصول على فرص للتدريب وللتوظيف.

وحول غياب القضايا التي تخص الشباب في موقع وزارة الاعلام الإلكتروني، قالت إن وزارة الإعلام تعمل في ثلاثة أطر وهي "القانوني، والسياساتي، والتراخيص"، أما ما يخص الشباب نفترض أنه يوجد وزارات أخرى تختص بالشباب مثل وزارة الريادة والتمكين، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة.

وأضافت يونس أن الأطر التي تعمل بها الوزارة لا يوجد فيها تمييز تجاه الشباب.

وفي تعليقها على تعيينها رئيسة تحرير موقع "دوز"، قالت جلاء أبو عرب، اعتقد أن البيئة التي تم تعيينها فيها في هذا الموقع كانت غير اعتيادية بعيدا، ولم تضع معيار الأقدمية في ذلك. مضيفة: "كنت متدربة في المؤسسة نفسها وكان هناك زملاء ورئيسة تحرير، حيث تدرجت الى مراسلة حتى وصلت رئاسة التحرير، وهذا من النادر أن يحدث في فلسطين".

ورأت أبو عرب أن الأسباب وراء غياب الشباب عن مواقع صنع القرار في المؤسسات الإعلامية، يعود لغياب الثقة بوجود الشباب في هذه المواقع.

وأيدت ما يقوله البعض بأن المؤسسات الاعلامية تخسر الشباب لأن تركيزها يقتصر على المواضيع السياسية، فيما تغيب القضايا التي تهم الشباب.

وفي التعليقات التي أبداها الطلبة والخريجين المشاركين في الحلقة، قال طالب الإعلام محمد ظاهر، إن كثير من الشباب الخريجين لا يوجد لهم فرص عمل، واتجهوا للعمل في مجالات أخرى، بالتالي نحن نريد فرصة عمل، ونرى أن فكرة وجود الشباب في مراكز صنع القرار في المؤسسات الاعلامية غير مطروحة في الأصل.

أما الطالبة راية البرغوثي، فرأت وجود تقصير في تسليط الضوء على الشباب، مؤكدة أن برنامج "شباب كافيه" من البرامج القليلة التي تركز على قضايا الشباب.

من جانبها، وافقتهم نداء يونس الرأي حول غياب الشباب عن المراكز العليا في المؤسسات الإعلامية، بالإضافة الى عدم وجود فرص توظيف للشباب.

وبشأن ربط حرية الرأي والتعبير بوجود الشباب بمراكز صنع القرار في المؤسسات الإعلامية، استبعدت ذلك. وقالت يونس إنه لا يوجد رابط بين حرية الرأي والتعبير وغياب الشباب عن المؤسسات الاعلامية سواء بالتوظيف أو الوصول الى مراكز صنع القرار.

من جانبها، أكدت جلاء أبو عرب أن عدم وجود قانون حق الحصول على المعلومات، أثر سلبا على عمل الصحفي في اتمام عمله بمهنية عالية، لان هذا القانون يلزم الجهات بتوفير المعلومة للصحفي. بالإضافة الى ذلك، سقف الحريات يؤثر على بشكل سلبي على حرية الرأي والتعبير لدى الشباب الذين يتصفون بالجرأة.

ونشرت شبكة وطن الإعلامية استطلاعا للرأي على موقعها الإلكتروني حول "هل يغطي الإعلام الفلسطيني هموم وقضايا الشباب؟"، حيث أجاب "5%" بنعم، فيما أجابت الأغلبية العظمى "95%" أجابوا بـلا.

وفي تعليقها على الاستطلاع، قالت يونس "أوافق الشباب بأن الاعلام لا يغطي اهتماماتهم، وانا اعدكم بتبني هذا الاستطلاع وتعميمه على وسائل الإعلام المختلفة".

ورأت أن السياسات غائبة في الجامعات حول قبول الطلبة، حيث لا يوجد دراسات لحاجة السوق للتخصصات، بالتالي هذا يؤدي الى فائض في الخريجين مقابل عدد محدود من وظائف وسائل الإعلام.

وقالت "الأصل أن يكون أي تخصص بناء على دراسات وحاجة السوق، وأن يتم إغلاق تخصص لسنوات او التوجه لتطويرها وفق حاجة السوق، ونحن مع إغلاق بعض التخصصات الإعلامية التي فيها بطالة.

وحول كيفية تناول العديد من القضايا في المؤسسة الإعلامية، أوضحت أبو عرب أن جميع الموظفين في المؤسسة التي تعمل بها من فئة الشباب، بالتالي تكون أفكارهم تهم الشباب، حيث يتم اعتمادها أو إجراء تقييم لها.

وفي مداخلتها حول غياب فرص التدريب للطلبة، تساءلت الطالبة هبة سليمان "لماذا لا تعمل وزارة الإعلام على هذا الجانب؟".

أما الطالب عماد شاهين فرأى أن سبب البطالة في صفوف خريجي الإعلام يعود لأن جزء من العاملين في هذا الحقل هم من غير خريجي الإعلام فقد يكونوا قد تخرجوا من كليات وتخصصات أخرى، وأخذوا شواغرا بدلا من خريجي الإعلام.

بدورها، رأت الطالبة سماح منصور أن المؤسسات الإعلامية لا تثق بقدرات الخريجين، ولا يتم منحهم فرصا للتدريب.

وقالت نداء يونس أن لدى وزارة الإعلام برنامج تدريبي للطلبة، والكثير منهم يأتون بكتب من كلياتهم ويتم استيعاب جزء منهم في وزارة الإعلام، ولكن لدينا قدرة استيعابية محدودة، لقلة الإمكانات وصغر المكان التي لا تستوعب عددا كبيرا من الخريجين، كما أن التدريب يكون في جوانب محدودة مثل العلاقات العامة وتنظيم المؤتمرات الصحفية وغيرها.

وأبدت دعمها لفكرة تأسيس أكاديمية لتدريب خريجي الإعلام، كما دعت خريجي كليات الإعلام إلى ابتكار أفكار حول إنشاء مراكز تدريب في الإعلام الحديث.

وفي تعليقها على وجود واسطة في التدريب في المؤسسات الإعلامية، نفت أبو عرب أن ذلك يحدث في مؤسساتها، وقالت: نحن في دوز لا يوجد لدينا واسطات حيث دربنا خلال ست سنوات أكثر من 600 خريج.

وحول أكاديمية وطن للتدريب، قال الزميل فارس المالكي إنه عندما يأتي الطلبة والخريجين للتدرب، يكونوا بحاجة لاكتساب المهارات المختلفة في الإعلام، لأن الجامعات تركز على الجانب النظري، بالتالي نعمل على تزويدهم بالمهارات المختلفة، بالتالي يصبح لديهم فرصة أكبر في الحصول على الوظيفة.

وفي نهاية الحلقة، دعت الطالبة مريم حمد الله، وزارة الإعلام ونقابة الصحفيين للاهتمام بقضايا الشباب، وتناول مشاكلهم وإيجاد حلول لها.

بينما تمنت اباء ابو شمة من الجهات المسؤولة أن توفر فرص تدريب وتوظيف أعلى لتخفيض نسبة البطالة في الإعلام.

تصميم وتطوير