زينب الغنيمي تكتب لوطن من غزة: العدوان الصهيوني مستمرٌّ بوتيرة عالية ولا يبدو أنّه سيتوقّف

06.03.2024 09:10 AM

اليوم الخمسون بعد المائة لحرب الإبادة على غزة، 4 مارس 2024

واهمون هم من يعتقدون أن حكومة الحرب الصهيونية ورئيسها المجرم نتنياهو سيتوقفون عن عدوانهم الهمجي. إنّ ما يجري في الواقع أنه وبرغم مرور مائة وخمسين يومًا على بداية العدوان الإسرائيلي فإن شدّته لم تخف، سواء لجهة سقوط المزيد من الشهيدات والشهداء، أو حجم الإصابات وأعداد الجرحى، أو على مستوى الاستمرار في تدمير المدن والقرى والمخيمات من الشمال حتى الجنوب ومن الشرق للغرب. وقد تتنوّع أساليب العدو، لكنّ النتيجة واحدة وهي أننا نعيش تحت التهديد اليومي بالقتل سواء عبر القصف أو القنص أو من خلال استمرار الحصار وقتل الناس جوعًا ومرضًا.

ونحن المحاصرون في قطاع غزة ننام ونصحو يوميًا على إيقاع أصوات القذائف أو الصواريخ المستهدفة لأحد المنازل أو السيارات أو مراكز الإيواء، أو نقاط وصول المساعدات ويتكرر مشهد جثامين الشهيدات والشهداء وصراخ الجرحى ونداءات ذويهم على محطات التلفزة، أما المراسلون ووزارة الصحة فلا جديد في تقاريرهم سوى تحديث أرقام الضحايا المرتفعة.

كلّ الأصدقاء والصديقات الذين نجحت في التواصل معهم اليوم قالوا نفس العبارات وأنهم يتابعون يوميًا نفس المشاهد للمجازر التي يرتكبها الجيش الصهيوني. قال صديقي من ليبيا نحن نرى مشاهد مروعة تحدث عندكم ولا نملك لكم سوى الدعاء بالنجاة والسلامة. وقالت صديقتي التي تعيش في سوريا "لن أسألك عن ما يجري عندكم لأنني أراه على التلفاز يوميًا"، وقالت أنها تعرف معاناتنا جيدًا لأنها تشبه ما عانوه أثناء حصار مخيم اليرموك من قتل وتدمير وتجويع.

نعم، للأسف هذا قدر شعبنا في رحلة نضاله الطويلة من أجل استرداد حقوقه الوطنية المشروعة؛ أن يدفع أثمانًا باهظة في كل أماكن تواجده منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية بدءًا من سبعينيات القرن الماضي في الأردن مرورًا بلبنان وتونس وسوريا، والداخل المحتل وحتى يومنا هذا، بالرغم من تنوّع شكل المواجهات ووجوه الأعداء.
أما صديقاتي وزميلاتي اللواتي نزحن نحو الجنوب ونجحت في التواصل معهن فما زلن ينتظرن شأن باقي الناس انتهاء العدوان والعودة لبيوتهن، ودائمًا يبدأ الحديث وينتهي بالبكاء وبالحسرة على ما نعيشه من ألمٍ وقهر وإحساسٍ بالعجز.

ولكن بالرغم مما نعيشه مازلنا جميعنا وكافة الزميلات في مؤسساتنا لم نيأس ولم نفقد إصرارنا على الاستمرار بتقديم خدمات مراكزنا بقدر ما نستطيع، والتواصل مع النساء وعائلاتهن لتقديم الدعم والمساندة لهن، ولن نتوانى عن دورنا طالما بقينا على قيد الحياة.

زينب الغنيمي، من مدينة غزة تحت القصف والحصار

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير