شابات من غزة يبتكرن جهاز لتعقب الطاقة الشمسية

أروى عاشور – غزة – وطن: يعاني قطاع غزة من أزمة الكهرباء منذ أكثر من 15 عاما، الذي الأمر يدفع الكثير من الشباب والخريجين إلى ابتكار حلول بديلة لمحاولة توفير التيار الكهربائي لمنازلهم.

الخريجة روان صالح، من كلية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وصاحبة مشروع تعقب الطاقة الشمسية، تقول لوطن إن المشروع هو عبارة جهاز يعمل على تعقب ضوء الشمس على مدار اليوم والساعة وذلك لتحسين كفاءة توليد الطاقة الشمسية بنسبة كبيرة.
وتضيف صالح إن المشروع ساهم في توليد الطاقة الشمسية بنسبة 20-30 % من الخلايا الشمسة الثابتة، حيث يتم تحريك الخلايا الشمسية لتتبع حركة الشمس والاستفادة من أشعتها المباشرة بأقصى كفاءة.

وحول بداية فكرة ابتكار المشروع، تكمل صالح "لاحظت وجود لوحات طاقة شمسية في إحدى المزارع في غزة، لكنها ثابتة ولا يتم الاستفادة من أشعة الشمس على مدار اليوم، ومن هنا بدأت العمل على هذا المشروع".

وتشير صالح إلى أن الجهاز يتكون من نظام تحكم تلقائي يعتمد على أنظمة تعلم الآلة في تحريك الخلايا الشمسية بدقة وفعالية نظراً لأن الخلايا الثابتة سابقاً كانت لا تستفيد بالكامل من إمكانية الشمس بسبب تغير محور وزاوية أشعتها في اليوم والفصول المختلفة من السنة.

ويعتبر نظام تتبع الأشعة الشمسية من الأنظمة الذي يشتهر استخدامها في العديد من دول العالم، لتوليد الطاقة الكهربائية من أشعة الشمس بشكل مباشر، خصوصا في الأماكن ذات الاشتداد الشمسي العالي، كما تستخدم في الإضاءة الشمسية والتدفئة.
وتفيد بأن النظام يسمح بتعديل موضع الوحدات الشمسية بناءً على تغيرات في زاوية الشمس وظروف الإضاءة، ما يحسن أداء الخلايا الشمسية في ظروف مختلفة، إذ تُربط الخلايا الشمسية بمحرك للتحكم بالمحور الأفقي ومحرك للتحكم بالمحور العمودي.

وتوضح صالح أن محاور الجهاز تتحرك بالاعتماد على أربع حساسات للضوء مثبتة على أطراف الخلايا الشمسية لتحديد أكبر مصدر ضوء تتعرض له الخلية المرتبطة بلوحة "الأردوينو" التي تربط بين القطع الإلكترونية ويتحكم بها عن طريق البلوتوث بتطبيق عبر الهاتف المحمول، ما يسهل على المستخدم التحكم بالحركة ومشاهدة إحداثيات الخلايا وكمية امتصاص الخلايا للطاقة.

وواجهت الخريجات مجموعة من المعيقات، أولها عدم توفر العديد من الأدوات اللازمة للمشروع في قطاع غزة، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي المستمر الأمر الذي أدى إلى تأخر الإنجاز في المشروع.

وتطمح صالح برفقة زميلاتها أن تقوم إحدى الشركات المتخصصة بتبني فكرة المشروع، والعمل على تنفيذه على أرض الواقع ليساهم بشكل كبير في حل مشكلة الكهرباء في قطاع غزة.