المقدسية نجلاء عبد اللطيف .. تحارب الاستهلاك لبيئة خالية من النفايات

23.03.2021 10:18 AM

وطن - مي زيادة: هل تعلم أن النفايات أحد المسببات لظواهر الاحتباس الحراري والتغيير المناخي، فالنفايات البيئية التي تتكون من مواد عضوية وغير عضوية من مخلفات المنازل والمصانع وتذهب مباشرة إلى مدافن النفايات، التي بدورها تزيد من انبعاث غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون اللذَين يساهمان بشكل كبير في زيادة تأثير الغازات الدفيئة.

هل جربت نمط حياة خالي من النفايات وأن تعيش بنمط استهلاكي دائري وليس خطي؟، وهل تؤذيك مكبات النفايات والنفايات الملقاة في الشوارع، وهل جعلتك تفكر كيف تكون فردا في المجتمع يتحمل مسؤوليته تجاه الطبيعة والبيئة المحيطة به؟.

الشابة والناشطة البيئية نجلاء عبد اللطيف (26 عاما)، مقدسية من سكان وادي الجوز، تحاول منذ أربع سنوات الوصول لمرحلة "صفر نفايات" ونشر الثقافة البيئية في المجتمع الفلسطيني، من خلال التقليل من النفايات واتباع اساليب مختلفة من اجل اعادة تدويرها.

وتحدثت الناشطة البيئية المقدسية نجلاء لوطن عن تجربتها والغاية التي تريد ان تصل لها من اتباعها لهذا النمط المعيشي، فتقول: أرغب بالتقليل من تأثيري السلبي على البيئة من خلال تقليل الاستهلاك بشكل عام وتقليل إنتاج النفايات من حياتي اليومية.

وتوضح أن مبدأ "صفر نفايات" هو أن أعيش بطريقة متماشية مع الطبيعة وأن يكون نمط استهلاكي بشكل دائري (وليس خطي)، أي عدم استخدام الحاجات التي قد تؤدي في نهايتها الى النفايات، بل اعادة استخدام الموجود قدر الإمكان، وإطالة بعمر ممتلكاتي، وإيجاد حلول بديلة عن إلقاء النفايات في الحاويات. وبهذه الطريقة أكون منتجة اكتر من مستهلكة، فأعتمد على نفسي، وانتج طعامي ومستحضراتي بنفسي حتى لا اصل لمرحلة الاستهلاك الزائد.

وتضيف الناشطة البيئية أن اعتمادها نهج "الصفر نفايات" في حياتها أدى إلى الحد الكبير من الاستهلاك، إلا عند الضرورة. لأن النفايات الهائلة هي نتيجة الاستهلاك المفرط.

وتذكر نجلاء بعض الأمثلة على طرق بسيطة للحد من النفايات كـ"تحويل مخلفات الأكل لسماد طبيعي مفيد للتربة، وصناعة مواد تنظيفية وتجميلية بنفسي، إنتاج طعامي بنفسي، بحيث لا أعتمد نهائياً على الطعام المصنّع أو الوجبات السريعة المغلفة والمعلبة، أشتري أكياس وأواني خاصة عند تبضع الحاجات الغذائية، أرفض استعمال مواد مدة حياتها قصيرة كي أتجنب رميها بعد استعمال قصير، إعادة استعمال المواد الموجودة لدي في البيت إلى أقصى حد ممكن، لا اقوم بشراء ملابس جديدة بل أقوم بإعادة استخدام الملابس الموجودة، وربما استعير من أقاربي، وشراء ملابس مستعملة".

عن الدافع لانتهاج هذا النط والتفكير به، تقول الناشطة البيئية: وصلت لمرحلة يأس من وجود النفايات في كل مكان، في الحاويات، الشوارع، الطبيعة.

واضافت "أن المشاكل البيئية كثيرة ويجب أن يكون هناك حلول، لتقليل الانبعاثات والصناعات الملوثة، واللجوء الى حلول طاقة بديلة ومتجددة، وشعرت بأنه تقع علي مسؤولية فردية تجاه البيئة المحيطة وتجاه الأرض التي نعيش عليها وتعطينا الحياة. "

وتضيف "في فلسطين والعالم العربي بشكل خاص أزمة نفايات كبيرة. فإلى جانب القاء النفايات في الشوارع، فإننا لا نمتلك أنظمة للتعامل مع النفايات بشكل فعال أو أي إمكانيات لإعادة التدوير، وهذه المشاكل تزيد خطورة النفايات باعتبارها أحدد مسببات الأزمة المناخية التي تهدد العالم والبشرية". 

وتلفت الى أن "إحدى أكبر مسببات إنتاج النفايات هو الاستهلاك المفرط وغير الضروري، للأسف نحن نعتبر مجتمع استهلاكي، نستهلك دون التفكير الى أين سيؤدي المطاف بهذه النفايات التي تنتج عن استهلاكنا المفرط، لذلك قررت أن لا أكون جزء من هذه المشكلة، لا أريد أن أكون مساهمة بتراكم النفايات الهائل".

وتشير الناشطة البيئية إلى أنها عممت تجربتها عبر تأليف محتوى لمدونتها ( Zero Waste Palestine، صفر نفايات فلسطين)، فمن خلال المدونة أسلط الضوء على الأخطار البيئية الناتجة من النفايات وأكتب عن طرق ممكن أن نقلل بها انتاج النفايات بمحتوى ملائم للوطن العربي وفلسطين، لنشر ثقافة في سلوكيات صديقة للبيئة بالابتعاد عن الاستهلاك المفرط.

وتحتوي المدونة على وصفات بسيطة لإنتاج مواد صحية وطبيعية ونصائح تدوير وإعادة استخدام في الحياة اليومية، للابتعاد عن الاستهلاك واستخدام البلاستيك. وتبين أننا لدينا القدرة كأفراد لتقليل تأثيرنا على البيئة من خلال تغيير انماط واساليب استهلاكنا اليومية.

وتتمنى نجلاء بأن يحصل تغيير جذري في سلوكنا البيئي وان يكون نابع من داخل مجتمعنا، وأن نصل لحالة اجتماعية يكون لكل فرد في فلسطين وعي ذاتي عن خطورة النفايات والاستهلاك على البيئة، والرغبة الشخصية بعيش نمط حياة صديق للبيئة.

كما اتمنى إن نصبح مجتمع عربي وفلسطيني قدوة في الوعي البيئي. وان نحب الارض والبيئة بقدر ما نحب الوطن. لأنه في النهاية، ما مغزى ان نحمي ارضنا ووطننا، إذا لم نحافظ على البيئة التي نعيش فيها؟.

 

للاطلاع على المدونة (Zero Waste Palestine، صفر نفايات فلسطين) 

تصميم وتطوير