احذورا الهبل الفيسبوكي .. !بقلم : لارا كنعان

31.03.2013 02:26 PM
وصلنا اليوم عام 2013 و أصبحنا على أطفالنا يستبدلون ألعابهم، وقضاء وقتهم في لعب كرة القدم أمام منازلهم لنراهم يحملون "الأيباد والأيفون و الجلاكسي"،كما وانتشر الفيس بوك و التويتر، ليصبح واحد من أهم مصادر المعلومات و الأخبار التي يتواصل عن طريقها أغلب الناس، و حتى الصحفيين.
هذا ما جعلني في وقت سابق و اصراري في وقت لاحق على التعقيب بخصوص هذا الأمر وتحديدا الفيس بوك حيث أن نسبة كبيرة من العرب عامة وفي فلسطين خاصة،يستخدمون الفيس بوك دون أدنى وعي لذلك الوقت المهدور ،في حين أن الدول الغربية متيقظة لهذا الاخطبوط الاعلامي وهنا أخص بالذكر"اسرائيل" حيث نشرت الصفحات التي تقوم باظهار صورة الاسرائيلي بأنه ضحية الارهاب الفلسطيني.
وبصورة المدافع عن أرضه وحقه فتراه لاسرائيلي يستخدم الغزو الثقافي أيضاً داعماً نفسه بالنقاشات المستجدية للعاطفة الانسانية.
وعلى عكس الشباب العربي الذي يدخل الصفحات ليكتب سيلاً من الشتائم وكأن الشخص الآخر يأبه أو يلتفت لهذه الشتائم، وخير مثال صفحة أفيخاي أدرعي "المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي" التي تحوي الآلاف من المعجبين و يكتب فيها باللغة العربية "ليس كرماً منه، و ليس لأن هناك يهود ينطقون اللغة العربية" بل لزعزعة و اختراق العقل الباطن للشباب العربي عندما يقرأ كلمات أدرعي التي تمجد اسرائيل،و تظهرها بالمظهر الانساني المحارب للارهاب،ويرسخ مصطلحات في العقول العربية عن قصد.

من يتصفح تلك الصفحة يجد خلف كل منشور يضعه سيل من الشتائم و لا مبالاة بالرد من قبل أدرعي، متجاهلين قوة التأثير التي "تعشعش" في العقل الباطن لدى القارئ العربي دون وعي.
في المقابل تجد أيضاً صفحات تشترك بها بسبب اسمها المُشرف او الوطني او حتى باسم فلسطين، أو تنظيم معين ... فتجد في الغالب أخبار كاذبة أو منشورات تشتم احدى الفصائل،و التعليقات "حدث بلا حرج"، هذا ما يسمى بالهبل الفيسبوكي غير المسؤول، غير الواعي.

وهنا عزيزي القارئ ان كنت لا تصدقني ضع خبر أو اشاعة كاذبة في إحدى الصفحات التي يتواجد بها عدد كبير من المعجبين "حيث أن الحصول عليهم ليس بالامر الصعب" وستجده في مساء اليوم ذاته أصبح خبر يتداوله و يبهّره بعض المستخدمين، و يحلله "المحللين الشارلك هولمزيين الفيسبوكيين" ، والطامة الكبرى حين تجد هذه الأخبار الكاذبة أو المبهّرة يتداولها بعض الصحفيين مستندين على "شاهد فيسبوكي ما شافش حاجة" .


علينا جميعاً أن نتعاون لنتدارك هذه الترهات و نتجنبها و ننشر بكل ما أوتينا من طاقة لتوعية الشباب الذي يستخدم "الفيس بوك و التويتر" ، وأن يحذر كل شخص منا و يتأكد قبل نقل المعلومة أو الخبر من صحته، و أن يتذكر دائماً أنه قد يتسبب بقتل أو تدمير شخص أو سمعته، أو أن يكون سبب في أذى الآخرين، والا سنجد أنفسنا موحلين في مستنقعات الغوغائية و الضلالية، في حين عجلة التطور تمضي فتسحبنا مبعثرين "مجعلكين" وحتى مذنبين في حق بعضنا البعض،غارقين في سبات عميق من التخلف، "لذا احذروا الهبل الفيسبوكي و اقتضى التنويه".

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير