يوم الأسير الفلسطيني

15.04.2016 08:19 PM

كتب جمال أيوب
يحيي الشعب الفلسطيني ذكرى يوم الأسير الفلسطيني ، وبدأ الفلسطينيون بإحياء هذه الذكرى منذ 17/4/1974، وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني (محمود بكر حجازي) في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني . ففي هذا اليوم ، يعبر الشعب الفلسطيني والمتضامنين مع نضاله العادل عن استمرار النضال والكفاح في سبيل حرية الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال الصهيوني.
تعودت البشرية على اختيار أيام من السنة لإحياء ذكريات ومناسبات واحتفالات من مختلف الأشكال ,ولكن الشعب الفلسطيني تميز باختيار أيامه كلها كأيام كفاحية وفي ظل الحالة الكفاحية التي عاشها ويعيشها الشعب الفلسطيني .فيوم الأرض حدد في ظل المجابهات العنيفة مع الاحتلال الاستيطاني ويوم الشهيد ويوم الأسير ,وذكرى المجازر وذكرى النكبة وذكرى وعد بلفور وغيرها كلها أيام كفاحية وأقرت خلال تصاعد حالات النضال الفلسطيني المتواصل في وجه الهجمة الاستيطانية الاستعمارية للاستيلاء على فلسطين وتحويلها إلى وطن قومي لليهود بناء على سياسة الدول الاستعمارية في بدايات القرن الماضي .
ويرتبط تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة بشكل وثيق بتاريخ الصراع الطويل مع الحركة الصهيونية ، ولاحقاً مع الاحتلال الارهابي الصهيوني على ارض فلسطين عام 1948 والذي نتج عنه تهجير ثلثي الشعب الفلسطيني من أرضه بعملية تطهير عرقي منظمة ، قامت بها الميليشيات الصهيونية والمتعاونين معها من دول الامبريالية العالمية ، وصولاً إلى احتلال ما تبقى من فلسطين عام 1967 على يد الكيان الصهيوني ، والتي ما تزال تحتل هذه الأرض حتى يومنا هذا. و رغم ما تكبده الشعب الفلسطيني بشرائحه المختلفة من ويلات السجون والاعتقال ، إلا أن تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة كان وما زال عاملاً مؤثراً في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة وتصديها للاحتلال وقوى الظلم التي تآمرت على فلسطين وشعبها الأصيل.
ويأتي يوم الأسير في هذا السياق وهو تكثيف لمعاناة الفلسطينيين من الأسر المتواصل لآلاف وآلاف من رجاله ونسائه عبر مراحل النضال الطويلة والذي شمل أكثر من مئة إلف أسير ,كما هو تعبير عن تضامن الجماهير الفلسطينية المكافحة مع طلائعها من المناضلين الذين وقعوا في الأسر .
وفي جوهر الأمر هو رفض للاحتلال واجراآته ضد مناضلي الشعب الفلسطيني ورفض لموقف الاحتلال ونظمه القانونية التي تجيز له احتجاز مناضلي الحرية وراء القضبان لأسباب تتعلق بالمقاومة .
إن الشعب الفلسطيني يصطف وراء مناضليه جميعا بمن فيهم الذين وقعوا في الأسر ,وهو بهذا يشرّع الدوافع الكامنة صراحة وضمنا في سلوك المناضلين الذين يقاومون الاحتلال ,وينظر لهم صراحة بأنهم أسرى الحرية ويرفض كل تبريرات وتفسيرات العدو التي نظمها أو ورثها من الاستعمار البريطاني وما سبقه أو تلاه

من أوامر عسكرية بريطانية أو صاغها  جيش العدو الصهيوني وطبّقها بقوة الاحتلال منذ ذلك الوقت وحتى اليوم .
إن شعبنا لا يعطي أية شرعية للاحتلال وبالتالي ومتلازما مع هذا الموقف فانه لا يعترف بمشروعية الأسباب التي تدفع الاحتلال لاعتقال المناضلين ومن والاهم أو من يشتبه الاحتلال بأنهم يؤيدون النضال الفلسطيني ضده مهما كانت الوسائل النضالية المتبعة ومهما كانت النتائج المترتبة من هذا النضال في صفوف العدو .
ومهما كانت ظروف الاحتفال بمثل هذا اليوم في الظروف الحالية ,فان موقف الشعب الفلسطيني وضميره لم يتغيرا نتيجة الحالة التي تمر بها قوى الحركة الوطنية والإسلامية الفلسطينية من الانقسام الخطيرة عن أهداف الشعب الفلسطيني , وسيظل الأسرى الفلسطينيين حالة من الوجع الفلسطيني ...

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير