ماذا يحدث عندما يوظف السياسيون الإقتصاد والنفط لجني أرباح سياسية؟

05.04.2016 09:01 PM

كتب أ.د. علي الهيل
إنخفضت أسعار البترول اليوم أكثر، من الأيام السابقة، ترقباً ربما لمؤتمر الدوحة النفطي الشهر القادم، الذي سيجمع الشتيتينِ؛ السعودية و روسيا.  الهدف؛ الإتفاق على تجميد الإنتاج عند مستوياته السابقة قبل التدهور الأخير في أسعار النفط. الغاية؛ للتقليل من التخمة النفطية الكونية، على أمل إرتفاع سعر البرميل عن مستوياته الحالية.
السعودية إستخدمت سلاح النفط للإضرار بخصومها نتيجة الوضع في سوريا و اليمن.  الإقتصاد و الثروات الطبيعية و غيرها من عوامل، غالباً ما يوظفها السياسيون في الحالات الخاصة كتأرّم الأوضاع و الخلافات و الحروب على أساس أن الحرب خدعة.  الهدف؛ الضغط على الخصم بين أهداف أخرى.
الآن، تشعر السعودية و حلفاؤها النفطيون أن الوقت قد حان للإنفاق مع روسيا في ضوء اللقاء الناجح الأخير بين وزير النفط السعودي و نظيره الروسي.  ما من شك في أن تجميد الإنتاج من قِبل أكبر دولتين منتجتين للنفط؛ السعودية و روسيا سيؤدي إلى تناقص التخمة النفطية نتيجة إغراق السوق العالمية بكميات ضخمة من النفط مما أدى إلى نشوء التخمة و بالتالي إنخفاض سعر البرميل النفطي.
سياسياًّ، روسيا تحتاج السعودية و بلدان الخليج العربي رغم ما يبدو من خلافات سياسية و أيديولوجية على السطح.  بدا ذلك واضحاً من الزيارات المتبادلة بين مسؤولين سعوديين و خليجيين إلى موسكو.  السعودية و حلفاؤها في المقابل تحتاج روسيا نتيجة انخفاض مستوى الحماس الأمريكي للتفاعل مع شؤون المنطقة العربية و الخليجية منها.  عكست الزيارات وداّ ديبلوماسياًّ واضحاً بين المسؤولين العرب و الرئيس فلاديمير بوتين.  من المعلوم أن السياسة تقوم أصلاً على تقاطع المصالح، و كلا الطرفين في حاجة إلى التخلص من التخمة النفطية عن طريق التجميد لترتفع الأسعار و لو تدريجياًّ.  ثمة من يرجح أن يصل البرميل إلى خمسين دولاراً مع بداية الربع الأخير من هذا العام، إنْ نجح مؤتمر الدوحة.  كل المؤشرات السياسية من موسكو و الرياض تشير إلى نجاح المؤتمر، و تقلل من إحتمالات الفشل التي يتشاءم حولها البعض نتيجة رفض إيران فكرة تجميد الإنتاج.
أستاذ جامعي و كاتب قطري

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير