طالب الحرية لن يغلق طريقه شيء.. رسالة الى كيان الاحتلال

09.03.2016 07:25 PM

كتبت: ريم مسروجي

آمنتم منذ اليوم الأول بالحديد والنار، آمنتم بضرورة وجودكم على هذه الأرض وضرورة محونا ونسف تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، واتبعتم منذ يومكم الاول على هذه الأرض ذات الطريقة، جئتم في عام 1948 عصابات إرهابية اعتمدت القتل والتخويف، وعولتم على هروب النابس مجرد سماعهم عن بطشكم وما تفعلون من جرائم بشعة بحق الناس.

وفي العام 1967 أيضاً أجرمتم بذات الطريقة، جئتم على هذا الشعب المنهك المثقل بالهموم وحملتم حديدكم وناركم وأشهرتموها في وجوهنا، قتلتم وشردتم واستبحتم الحرمات واغتصبتم المقدسات، لم يجد هذا نفعاً، فبدأت حركات المقاومة، الشعبي منها والمسلح، وبدأت العمليات تقض كيانكم الهزيل وتزعج من كان منكم في سبات عميق، فبدأتم بأخذ الإجراءات الصارمة، وخبتم في هذا أيضاً.

وفي عام 1973، بعد الحرب المقدسة بـ 6 سنوات فقط، كادت مملكتكم أن تزول لولا عمالة من كان ولي الأمر، كادت ناركم أن تخمد ومجدكم أن يخبو، واستمريتم في مجازركم في كافة أنحاء الوطن وفي لبنان وفي مصر وفي سوريا وفي الأردن، لولا اعتمادكم على أذنابكم وعملائكم، وبعد ذلك بدأ شهداؤنا يرتقون فهم الذين آمنوا بحقنا في الدفاع عن أرضنا وبقدرتنا على استعادتها، فارتقى شهداء يوم الأرض وارتقت دلال المغربي، وغسان كنفاني، وأبو جهاد وناجي العلي ولينا النابلسي، وعلى دربهم ارتقى كل الشهداء، وما زالت قافلة الشهداء تنبض دماً لأجل الأرض، أتسمعون؟؟ لأجل هذه الأرض، فعشقنا لها غريب وحبنا لها في قاموسكم غير معهود، لا أعرف كيف أصفه لكم ولا كيف أعبر عنه، ليس هذا موضوعنا، ولكن موضوعنا هو أن هؤلاء الشهداء الذين بدأوا بالتضحية منذ اليوم الأول لاحتلالكم وحتى يومنا هذا، لماذا لا يرتدعون، لماذا لا تؤثر بهم دباباتكم ونيرانكم وزنازينكم،, وهدمكم البيوت ومنعهم من النفس؟ سؤالي لكم، لماذا تصرون على استخدام نفس أدوات القمع والإجرام منذ مجيئكم حتى اليوم؟، استعملتم هذه الأساليب ولم تجد نفعاً، حاولتم طمس هويتنا وقلتم كانت أرضاً خاوية، أرضاً بلا شعب، واليوم هذه الأرض التي بلا شعب يسكنها 5.5 مليون فلسطيني، حاولتم قلع جذورنا وطمس تاريخنا وتهجيرنا وقلتم الجيل الثالث سينسى، واليوم وبعد 67 عام من احتلالكم للأرض، تجدون طفلاً في مخيم شاتيلا من الجيل السادس عندما يسألونه من أين أنت؟؟ يقول من المنشية !!! تستمرون اليوم بنفس النهج، تقررون اليوم ترحيل أهالي الشهداء إلى غزة!!! أعجب لحالكم، هناك مثلاً شعبياً فلسطينياً سأقوله لكم علكم تستفيدون، بقلك: " اللي بجرب المجرب عقله مخرب " ألم تفعلوا هذا من قبل؟ ألم تهجروا؟ ألم تقتلعلوا الناس من جذورها؟؟ وتستمرون بنفس النهج وتقررون اليوم سد الفجوات في جدار الفصل العنصري!!! ألم تتعلموا من الشهيد عمر النايف؟ ألا ترون كيف كان في سجنه وهرب منه؟ ألا تتعلمون أننا طلاب حرية وطالب الحرية لن يغلق طريقه شيء؟ وتقررون أيضاً إسكات الأصوات الإعلامية " المشاكسة "، ألم تفعلوا هذا سابقاً؟ ألم تتعلموا دروساً تجعلكم تفكرون بطريقة مختلفة؟ لما العجب؟ فالعنصرية تجري في عروقكم والعنجهية طريقكم والصلف منهجكم. تعتقدون أنكم شعب الله المختار، وتعتقدون أن الله وعدكم بهذه الأرض وكأن لديه مكتب عقارات!!!

سأقول لكم شيئاً وأجري على الله، الشعب الفلسطيني شب على آيات مقدسة وعلى أحاديث وحتى أغاني تستهين بالموت في سببيل الله والوطن، قال تعالى:" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون"، وآيات آخرى تحث على الصبر ويبشر الصابرين بالجنة والناس تربت على أغاني مثل لو "هدوا البيت مش خايف لو كسروا عظامي ماني زاحف رح ألم عظامي يابلدي رح ألم عظامي يابلدي وأصنع مقلاع وحجر" وأخرى "يا ام الشهيد وزغردي، كل الشباب اولادك"، كيف تعتقدون أو تفكرون أنكم ستنالون من هذا الشعب عظيماً وصبراً؟ هل بقي طرق قمع وضغط وقهر أكثر من تلك التي جربتموها في السابق؟ أقول لكم، لن يفيدكم، لن يفيدكم! ما لم تعطوا هذا الشعب حريته وحقوقه لن يصمت ولن يكل ولن يمل حتى يحرر أرضه كاملة من بحرها إلى نهرها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير