الكاتب والمحلل السياسي احمد الصفدي لوطن: رد الاحتلال على الهجوم الايراني بيد أمريكا ونتنياهو يطمح لتوريط واشنطن في الحرب مع ايران

14.04.2024 01:06 PM

رام الله - وطن: شنت إيران فجر الأحد هجوما بالصواريخ والطائرات المسيرة، على دولة الاحتلال، ردا على قصف قنصليتها في دمشق، واغتيال مجموعة من قادتها في سوريا، وهو ما طرح تساؤلات حول تداعيات هذا الرد الإيراني.

وقال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الصفدي، إن رد إيران على دولة الاحتلال هام جدا سياسيا ومعنويا ويظهر أن إيران تتحلى برباطة جأش ولا تتعامل مع القضايا بعاطفة انما تنصب أهدافها باستراتيجية.

وأوضح خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" ضمن موجة "غزة الصامدة.. غزة الأمل" عبر شبكة وطن الاعلامية، أن إيران قبل أن تنفذ ردها على الاحتلال استندت الى الامم المتحدة بحقها في الرد على قصف السفارة الايرانية في دمشق ضمن المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة.

وأشار الى أن إيران أرادت أن تضرب أهداف ومواقع عسكرية مثل موقع " نوفاتيم " والمطارات العسكرية وهي تريد بذلك ارسال رسالة واضحة بان القواعد التي انطلقت منها الطائرات لقصف السفارة مستهدفة.

وبين أن الرد الايراني داعم معنويا تجاه من يقولون بان غزة واليمن ولبنان سيتركن وحدهن.

وذكر أن الاحتلال لا يحق له الان الرد على الهجوم الإيراني لأنه هو من من بادر باستهداف 7 من أعضاء السفارة الايرانية واغتيال العديد من الإيرانيين في لبنان ودمشق، منوها الى أن الاحتلال والولايات المتحدة ستبتلعان الضربة يسوقونها على انها انتصار للدفاعات الأمريكية.

وتطرق الصفدي الى أن استعانة الاحتلال بالولايات المتحدة عسكريا يظهر عجزه خاصة بعد طلب فزعتها في 7 أكتوبر أمام فصائل المقاومة الامر الذي يتطلب استحقاقات سياسية ستضغط فيها الولايات المتحدة على الاحتلال بعدم الرد على الهجوم الإيراني ما يبرز تنامي الردع الإيراني.

واستذكر الصفدي حرب 1991 حينما وجهت العراق صواريخها الى الأراضي الفلسطينية المحتلة وطلبت الولايات المتحدة من دولة الاحتلال عدم الرد.

وحول تداعيات الهجوم الإيراني، توقع الصفدي ان يتم لاحقا الحديث عن صفقة دولية تشمل قطاع غزة، خاصة في ظل التوقعات بازدياد الضغوطات داخل دولة الاحتلال بالإضافة الى ضغط أهالي الاسرى لدى المقاومة، ورغبة الولايات المتحدة بعدم التصعيد.

وقال الصفدي إن الرد الايراني حسب ما ذكرت البعثة الدبلوماسية الإيرانية انتهى الا في حال أعاد الاحتلال أو الولايات المتحدة استهداف إيران او أي من مصالحها، فهذا سيستدعي استهداف مصالح الولايات المتحدة، وهذا ما دفع واشنطن الى الإعلان بأنها ليست شريكا في أي هجوم قد تشنه إسرائيل وقد لاقى نتنياهو ذلك الموقف بالتفهم، فيما ستلاقي دولة الاحتلال مزيدا من الضربات من الحلف كلبنان واليمن الذين لا يريدون توجيه الأنظار عن غزة التي لا تزال منتصرة سياسيا.

وأكد الصفدي أن أمريكا تعلم بان نتنياهو يريد أن يجرها للرد والرد الاخر مع إيران لازاحة التركيز عن فشله في قطاع غزة باتجاه توريط الولايات المتحدة في حرب مع إيران ومد أمد عدوانه على غزة لتحقيق مصالح شخصية، مبينا أن امريكا اعلنت توقعها بان الرد الايراني لن يحمل خسائر لعدم جر المنطقة في حرب إقليمية تتضرر فيها مصالح أمريكا العسكرية.

ولفت الى أن الولايات المتحدة معنية بإبرام صفقة بين الاحتلال والمقاومة أكثر من قبل ضمن المصلحة الانتخابية الامريكية وذلك لتبريد الساحات وكسب الجماهير والجاليات العربية في الانتخابات، منوها أن رد الاحتلال على الرد الايراني بيد أمريكا الان.

تصميم وتطوير