"لا اتوقع أن تعمّر حكومة (التغيير) الإسرائيلية طويلا، ونتنياهو يسعى لإسقاطها من خلال مسيرة الأعلام"

باحث في الشأن الإسرائيلي لوطن: بينيت "رجل إسرائيل الكبرى" وهو أخطر على الفلسطينيين من نتنياهو

09.06.2021 11:55 AM

رام الله- وطن: قال رازي النابلسي الباحث والمحلل في الشأن الإسرائيلي، إن حكومة التغيير بالنسبة للوضع الداخلي الاسرائيلي تجمع اقصى اليمين بأقصى اليسار ولها هدف واحد ووظيفتها التاريخية هي استبدال نتنياهو واخراجه من رئاسة الحكومة، لذلك لا اعتقد انها ستعمر طويلا، لن تصمد امام القضايا السياسية الحارقة، هذه الحكومة ازاحت كل القضايا الخلافية في الساحة الاسرائيلية.

وأضاف النابلسي خلال برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الزميلة ريم العمري عبر شبكة وطن الإعلامية، هذه الحكومة تدّعي انها حكومة انقاذ وحكومة لتجسير الهوات الموجودة اليوم داخل المجتمع الاسرائيلي، فالمجتمع الاسرائيلي يعيش حالة حرب اهلية غير معلنة، وهذه الحكومة وضعت امامها هدف استبدال نتنياهو واعادة وحدة المجتمع الاسرائيلي.

ولفت الى أن نتنياهو يقوم بوضع القضايا السياسية على الطاولة من جديد، فمسيرة الاعلام ستكون بعد يومين من تنصيب الحكومة الجديدة، هو يتعمد أن يضع القضايا السياسية امامها، ولا استغرب وجود نتنياهو في هذه المسيرة، لأنه يريد حشر واسقاط هذه الحكومة، ولا اعتقد انها ستصمد لأكثر من سنة.

وبيّن النابلسي أن هذه الحكومة تقوم على تكريس فكرة ان الحاكم يجب ان يكون يمينياً، وهذا يدلل على ان اليمين قد هيمن على شكل السياسة في "إسرائيل" حتى لو كانت الحكومة اغلبها من الوسط او وسط متحالف مع اليسار.

وأكد ان بينيت يمثل نسخة من نتنياهو الشخص وهو كنتنياهو اقتصاديا وهو رأس مالي اكثر منه حتى، ورغم كل التشابه بينهما، بالإضافة لذلك هو زعيم الصهيونية الدينية التي تعتبر التيار الحديث القديم الذي نماه نتنياهو وتحالف معه تاريخيا.

ويعتبر بينيت اول رئيس حكومة احتلال من تيار الصهيونية الدينية، وهو اخطر تيار، ويأتي اليوم في اطار صراع ديني مختلف ويعتمد على التوراة كإجابة للمسائل السياسية الموجودة، وهذا جدا خطير.

على صعيد الاستيطان، أوضح النابلسي أن بينيت اعلن أنه رجل "اسرائيل الكبرى"، وله تصريح مثير للاهتمام ، يقول ان فلسطين دولتين واحدة في غزة والاخرى في الاردن، يعني ان الصراع في الضفة الغربية له محسوم.

وأكد أن الخلل وليد سياسة فلسطينية على مدار 13 سنة سابقة كانت تدعي ان الازمة في نتنياهو وليس في "إسرائيل" كبنية استعمارية، لذلك تبنى المواطنون الرواية التي بناها النظام السياسي والقوى والاحزاب السياسية الفلسطينية.

وتابع: بينيت يعتبر أن من الخطيئة الدينية ان يتفاوض مع الفلسطيني على ارض "إسرائيل"، ثانيا الصهيونية الدينية تستمد شرعية وجودها من وجود المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية، أي أنه يرى ان منبع الرواية التوراتية وشرعية وجود اليهود في فلسطين  نابع من الضفة الغربية وليس من اراضي 48.

وأعرب النابلسي عن اعتقاده أن اليمين في "إسرائيل" لن يجري مفاوضات مع الفلسطيني، لأنه لا يوجد حكومة ولا مجتمع ولا مؤسسات تملك الجرأة والقاعدة الشعبية الكافية لإجراء اي عملية سياسية مع الحالة الفلسطينية.

تصميم وتطوير