منصور عباس يبرر صكوك الولاء لحكومة الاحتلال وتبني الرواية الصهيونية

24.12.2021 02:18 PM

رام الله – وطن: لم تكن تصريحات رئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيست الإسرائيلي، وعضو الائتلاف اليميني الحاكم منصور عباس عن اعترافه بقانون القومية ويهودية إسرائيل أقبح من التبريرات التي ساقها فيما بعد، بوصفه تلك التصريحات انها واقعية سياسية ووصف للحال القائم، وليس تبني لها.

وأثارت تصريحات عباس التي قال فيها إن "إسرائيل دولة يهودية وستبقى كذلك، والشعب اليهودي قرر أن يقيم دولة يهودية. هكذا وُلدت وهكذا ستبقى"؛ ردود فعل غاضبة من كل ابناء الشعب الفلسطيني، في كل أماكن تواجده، واعتبرته الأطر السياسية سواء في الداخل المحتل او في الأراضي المحتلة عام 1967 بأنها انهزامية وصكك ولاء للصهيونية وروايتها.

وفي محاولة لتبرير تلك التصريحات، قال عباس في تصريحات إذاعية لراديو الناس تابعها وطن " أن تصريحه لم يكن موقفا وإنما وصف حال"، وقال إن "دولة إسرائيل ولدت دولة يهودية وهكذا هي فعلاً وهذا هو الواقع ولا ينكره أحد".

وتابع عباس تبريره قائلا "لا يمكن أن يقبل الشعب اليهودي في اي حالة من الحالات أن يتنازل عن الهوية القومية لدولة اسرائيل، وأنا لا أقول إنني أريد أن تبقى كذلك أو لا تبقى كذلك، وعندما أبين هذه القراءة للمشهد ليس بالضرورة أن أتبنى هذا الموقف، تصريحي كان الهدف منه هو أن نوجه جهودنا كأبناء للمجتمع العربي إلى ما نستطيع أن نحققه على الأقل في هذه المرحلة".

وتابع "تصريحي جاء من أجل أن يطرح على المجتمع اليهودي أنه إذا كانت مسألة يهودية الدولة بالنسبة لهم محسومه، فما هو غير محسوم هو مكانة العرب في اسرائيل، والمطلوب من اليهود هو أن يردوا على هذا التصريح".

ولا يزال عباس يدافع عن مشاركته في الائتلاف اليميني الذي يقود حكومة الاحتلال برئاسة نفتالي بينيت، بل ومصادقته على جملة من القوانين التي تستهدف الفلسطينيين بالقول "أخذنا من المجتمع العربي تفويض، ثم خضنا معركة الشراكة السياسية المؤثرة في اسرائيل واستطعنا ان نكسر الحواجز التي كانت امامنا، وترجمنا كل ما هو موجود في الائتلاف إلى قرارات حكومية منها مكافحة العنف والجريمة، وهذا المسار السياسي لا يمكن أن تقوم به وأنت تتحدث فقط بالعربية للجمهور العربي. انت تخاطب الان كل المجتمع في اسرائيل، بكل تنوعهم السياسي".

وأضاف "أنا أتحدث عن مسار سياسي نسير فيه، ونريد أن نحقق ذاتنا الجماعية والفردية، ونُمكن لمجتمعنا العربي، وأن نكون جسر يُمكن الشعب الفلسطيني من استعادة ذاته وتحقيق حقوقه، والحرية والاستقلال، وأعضاء القائمة الموحدة موجودين في مكان خاص جداً ومنكشفين تماماً على المجتمع الإسرائيلي".

وقال إن الخطاب السياسي الذي يوجهه "للمجتمع الاسرائيلي" يسعى إلى ترسيخ أقدام العرب في المشهد السياسي الاسرائيلي كلاعب شرعي، سواء احتاجنا أو لم يحتاجنا لأن نكون شركاء، وهذا يعتبر مسار لنا نسعى من خلاله إلى ترسيخ وجودنا السياسي الفاعل داخل الحلبة السياسية الإسرائيلية."

وأشار إلى أن هدف القائمة الموحدة هو "السعي لإحداث تغيير في القيم السياسية الاسرائيلية ليفهم الاسرائيليون أن للعرب حق بأن يكونوا شركاء في القرار الذي يُتخذ"؛ لافتاً إلى أن "القائمة العربية الموحدة وقبلها المجتمع العربي رقم صعب في السياسة الإسرائيلية".

وتابع "نحن نسير على قاعدة تختلف كلياً عن قاعدة الأحزاب العربية، وهذه الأحزاب لها قاعدة صفرية إما أن تحقق كل شيء أو لا شيء، ولذلك القائمة العربية الموحدة تتبع الصدق مع الذات ولها امكانيات معينة تتعامل بواقعية".

وبين أن "خطاب القائمة الموحدة للمجتمع الإسرائيلي هو لإرسال رسالة له بأن هناك مصلحة مشتركة ما بين العرب واليهود".

وكان عباس قد قال خلال "مؤتمر إسرائيل للأعمال"، الذي نظمته صحيفة "غلوبس"، أن "دولة إسرائيل وُلدت كدولة يهودية وهكذا ستبقى. نحن واقعيون. ولا أريد أن أوهم أي أحد. والسؤال ليس ما هي هوية الدولة وإنما ما هي مكانة المواطن العربي فيها".

وينص "قانون القومية" العنصري على أن "إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي"، علما أن دولة الاحتلال ترفض تعيين حدودها، كما أن شركاء عباس من أحزاب اليمين في الحكومة يعتبرون أن المناطق المحتلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان هي جزء من دولة الاحتلال.

وكون "إسرائيل يهودية" بحسب القانون العنصري الذي يتبناه عباس، فإن هذا القانون لا يمنح أي مكانة للمواطنين العرب، ويرفض حق تقرير المصير للفلسطينيين، وهو حق يمنحه القانون العنصري لليهود فقط في فلسطين التاريخية كلها.

وباسم "دولة اليهود" مارست الحكومات الإسرائيلية، وكذلك الحكومة الحالية التي يشارك فيها عباس، التمييز الصارخ ضد المواطنين العرب في معظم المجالات، وبشكل خاص في سياسة هدم البيوت، خاصة في النقب حيث مخزون الأصوات التي أوصلته للكنيست. وكررت الحكومة الحالية هدم قرية العراقيب في النقب عدة مرات.

ومنذ انضمامه الى الائتلاف اليميني المتطرف، أطلق عباس جملة تصريحات أغضبت الفلسطينيين، كان آخرها الدفاع عن إرهاب المستوطنين، في أعقاب أقوال وزير الأمن الداخلي، عومير بار ليف، حول "ظاهرة عنف المستوطنين" واعتداءاتهم المتصاعدة على الفلسطينيين وأملاكهم.

واستنكر عباس، خلال مقابلة مع قناة كان العبرية، أقوال بار ليف، واعتبر أنه "يحظر التعميم تجاه أي جمهور، لا المستوطنين ولا الحريديم ولا العرب".

وإضافة إلى دفاعه عن المستوطنين وإرهابهم، فإن عباس بتصريحه هذا يقارن بين إرهاب المستوطنين، الذي يمارسونه بتشجيع من دولة الاحتلال ودعمها ضد الفلسطينيين، وبين الجريمة في المجتمع العربي التي هي نتيجة سياسة عنصرية وتقاعس شرطة الاحتلال.

اقرأ المزيد: بعد ولاءات الطاعة لحكومة الاحتلال.. منصور عباس يقود الرواية الصهيونية العنصرية

تصميم وتطوير