يطالبون بتعويضهم...

مزارعو البطاطا في الأغوار يتكبدون خسائر بالملايين.. ويحملون الزراعة عبر وطن المسؤولية

26.09.2020 10:33 AM

جنين- وطن- محمد عتيق: شهدت الأغوار الشمالية هذا العام خسائر فادحة في القطاع الزراعي على وجه الخصوص، ففي الأشهر الأولى لصيف 2020 تأثر موسم البطيخ ليعلن خراب المحصول بعد تعرضه لموجه حر وتهريب التجار للبطيخ الإسرائيلي، واليوم يشهد محصول آخر نفس التهديد لكن قد يمتد الضرر لأكثر من موسم.

يعد موسم البطاطا في الأغوار الشمالية من أفضل المواسم لا سيما وأنه موسم طويل ويحظى بسوق خارجي جيد نوعاً ما، بدأت أطراف الأزمة بعد أن ابتاع المزارعون شتلات البطاطا من شركة الشرباتي المسؤول عنها أحد التجار، لكن بعد زراعة الشتلة وقضاء الفترة المطلوبة من أجل قطفها، تبين أن الشتلات مصابة بمرض حجري والتي من المفترض أن تكون وزارة الزراعة هي المسؤولة عن كشف مثل هذا النوع من الأمراض.

يقول المزارع ثائر دراغمة من الأغوار الشمالية والمالك لقرابة 300 دونم زراعي تلف فيه محصول البطاطا:" استورد أحد التجار بذور البطاطا التي نشتريها منه منذ عشرات السنوات، فابتعنا منه ثلاثة أصناف من البطاطا، اثنان منها للمائدة وواحد مخصص لمصانع "الشبس"، وكان فيه المرض الحجري الذي تسبب أيضاً بتوقف الأردن عن استيراد أطنان البطاطا".

وبحسب الاتفاقيات الدولية المتعلقة في الزراعة العالمية ووزارة الصحة، فإنه إذا تم اكتشاف مرض حجري في المحصول فإنه يمنع على البلد والمنطقة المصابة من تصدير منتجاتها لمدة لا تقل عن سنتين، مما يشكل عبئا وخسائر مادية كبيرة تقدر بملايين الشواكل للتجار والمزارعين على حد سواء.

وتأتي هذه الأضرار نتيجة تلف محصول كامل، وعدم التمكن من زراعته لعامين مستقبلا، وحل عقود موقعة بين شركات الشيبس والمزارعين كانت تشكل مصدر دخل قوي في فلسطين.

من جهة أخرى أكد المزارع الحاج عبد الحكيم عبد الرازق لوطن:" أن زراعة محصول البطاطا هذا العام جرت كما العادة، حيث تم استلام بذور البطاطا من وزارة الزراعة في الشهر الثاني للسنة وظهرت المشكلة في شهر نيسان فكان الإنتاج صفرا، وكان هناك 2000 دونم مزروع من تلك البذرة موزعة على ثلاث محافظات هي نابلس، طوباس، وجنين وجميعها ذات انتاج سيء جداً".

وأضاف دراغمة:" بعد معرفة وزارة الزراعة بخسائرنا، قررت وزارة الزراعة تشكيل لجنة متخصصة وتقديم عينات لمختبرات في الداخل المحتل في "أسدود" وكانت تكاليف اللجنة قرابة 7000آلاف شيكل كانت على نفقاتنا الخاصة، وبعد ظهور نتيجة الفحص التي تبين أنها سلبية قررت وزارة الزراعة أن تخرج تقريراً فنياً لها وإلى الآن لا تزال تصدر فيه منذ قرابة خمسة شهور".

وأكد عبد الرازق لوطن" أن خسائر المحصول لكل المزارعين تقدر من 10 إلى 12 مليون شيكل، مبينا أنه كان الخلل واضحاً من دائرة الوقاية التابعة لوزارة الزراعة، ففي العادة ووفقا للبروتوكولات يجب علينا ان نراجع وزارة الزراعة لأنها هي المسؤولة عن فحوصات الأشتال مخبرياً، وبالتالي على وزارة الزراعة أن تتحمل المسؤولية."

وأضاف عبد الرازق:" أن الخسائر التي تكبدها في موسم البطيخ وموسم البطاطا تجبره على عدم القدرة على استكمال عمله، مشيرا أنه إذا لم تتحمل وزارة الزراعة ووزير الزراعة رياض العطاري مسؤوليته عن هذه الخسارة، فإن المنطقة تعود بيد الاحتلال كما كانت، لاسيما بعد محاولاتهم السيطرة على آبار المنطقة".

 

تصميم وتطوير