مصنفة لتكون على قائمة التراث العالمي.. قصة "هيلاريون" أقدم كنيسة في غزة

26.08.2020 01:43 PM

غزة- وطن- أحمد مغاري: رغم كل الحروب التي مرت بها، وكل الدمار الذي حل بها، خلال السنوات الماضية، نتيجة غارات الاحتلال المتتالية، لا تزال غزة تحتضن مقدساتها وآثارها ومعالمها التاريخية، التي تأبى السقوط رغم اعتداءات الاحتلال المتواصلة.
وفي هذا السياق، توضح الباحثة في علوم السياحة والآثار، هيام البيطار لوطن أن " غزة المحاصرة يوجد بها معالم أثرية قديمة تعود لما قبل الميلاد بسنوات، وتكتشف بين الحين والآخر، لتضاف إلى قائمة المعالم التاريخية في الوطن."

وتابعت البيطار أن من أهم ما تم اكتشافه حديثا هو " دير القديس هيلاريون" الذي يعود لعام ٣٢٩ ميلادي، والذي تأسس على يد القديس هيلاريون أثناء رحلته التعليمية في مصر حيث مر خلالها من فلسطين وبالتحديد غزة.

وقالت إن القديس هيلاريون كان في رحلة تعلم لعلوم النحو والحساب، وفي طريق عودته تعرف على القديس أنطوني وتعلم على يديه أصول الرهبة ثم عاد لموطنه في قباطه بالقرب من وداي غزة.

وأردفت البيطار أن القديس هيلاريون بعد عودته لغزة تفاجئ بموت عائلته فترك ورثه وكل ما يملك ثم توجه لأرض صحراء بعيدة عن صخب المدينة تسمى اليوم بالسوارحة بالقرب من مخيم النصيرات وبدأ بتأسيس صومعة خاصة به، ثم أقبل الناس على زيارته ليصبح لديه مجموعة من التلاميذ.

دير هيلاريون ليس مجرد معلم آثري فحسب فهو يشكل حضارة تاريخية وديانة جديدة تم التأسيس لها ما قبل القرن الرابع ميلادي، حيث كان ينشر في ذلك الوقت الوثنية والرهبانية.

وبالحديث عن اكتشاف دير هيلاريون قالت البيطار إنه " تم اكتشاف الدير عام ٩٤ مع دخول السلطة الوطنية الفلسطينية قطاع غزة، مشيرة إلى أنه قبل ذلك كان يروي الناس في كتاباتهم عن رؤيتهم لليهود برفقة علماء آثار يأخذون أعمدة وبعض الآثار.

وأكملت أنه تم التعرف عليها بأنها تعود للقديس هيلاريون من خلال وجود أرضيات الفسيفساء المتنوعة المزينة بالكلمات والنصوص، حيث تم ترجمتها لتكشف عن مؤسسها الحقيقي هيلاريون.

كما وأن الدير يحتوي على مجمع لكنيسة ومرافقها الخاصة بالإضافة لعبارات وحوض للتعمير ومطعم وصالة لاستقبال الزوار والضيوف، حيث كان يقصدها العديد من الحجاج أثناء خروجهم من فلسطين ودخولها إليها فهي تعتبر مربطا بين مصر وفلسطين، نتيجة لوقوعها في طريق المسافرين.

وأشارت البيطار أن بعض أجزاء الكنيسة والدير اندثرت نتيجة للكوارث الطبيعية التي أصابت غزة، فدمرت العديد من المباني والمنشآت، وكان دير هيلاريون أحد تلك المعالم التي اختفت في ذلك.

وتابعت: بعد فترة طويلة تم التنقيب عنها من خلال مشاريع ضخمة ممولة من الاتحاد العالمي للآثار، بالتعاون مع المدرسة الفرنسية للآثار ووزارة السياحة والثقافة في غزة، من أجل إعادة بناء الدير مشيرة إلى أنه مصنف ليكون على قائمة التراث العالمي.

ونوهت البيطار أن الدير هيلاريون وكنيسته تعتبر من أقدم الكنائس تاريخيا فقد تم إنشاؤها قبل كنيستي المهد والقيامة، حيث كانت تعتبر مزارا لمعتنقي المسيحية في الوقت الذي كانت الوثنية منتشرة فيه.

وأضافت أنها كانت بداية انتشار المسيحية خارج وداخل فلسطين وثم بعدها بما يقارب الأربعين عاما تم إنشاء كنيسة القيامة وغيرها من المقدسات الدينية المسيحية.


 

تصميم وتطوير