الشيخ صالح معطان : حرمان المرأة من الميراث هو " من أكبر الكبائر وهو ظلم يقع على المرأة".

ناشطات نسويات لوطن: 3% من النساء فقط يحصلن على حقوقهن بالميراث.. مما أدى لإصابة المرأة بالقهر الاجتماعي والنفسي والفقر

16.09.2019 04:00 PM

وطن : أكدت المحامية والناشطة النسوية، لونا عريقات، أن ما نسبته 3% فقط من النساء تمكنّ من الحصول على حقوقهن بالميراث في الأراضي الفلسطينية، في ظل حالة التباطؤ والمماطلات الحاصلة في تقسيم الإرث ما بين الورثة، حيث يضيع حق النساء.

ودعت عريقات صناع القرار إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه النساء، وتفعيل وتطبيق الاتفاقيات الدولية الموقعة لنصرة النساء وحماتهن، والمضي في تعزيز وصول النساء لحقوقهن بالميراث.

وقالت عريقات في حلقة خاصة بثت على شبكة وطن الإعلامية بالتعاون مع جمعية الإغاثة الزراعية، معلقة على انخفاض نسبة حصول النساء على حقوقهن في المجتمع الفلسطيني: "هو رقم خطير جدا، ويُظهر مدى الاستقواء على النساء وتعرضهن للضغط من أجل التنازل عن حقوقهن في الميراث، غير أنه يُمارس عليها قانون (التخارج) حيث تقوم بالتنازل عن حقها لأحد الورثة من الرجال رغم أن القانون لم يحدد جنس من يتنازل".

ويذكر أن الإغاثة الزراعية قد نفذت مشروعاً حول "حق الميرات والملكية" يهدف إلى توعية النساء بحقوقهن الأساسية في الميرات والملكية، بتمويل من وكالة "الكتلان" للتعاون والتنمية، ومن خلال المؤسسة الإسبانية (ACPP).

وفي ذات السياق، أوضحت تماضر عقل، منسقة مشروع حق المرأة في الميرات والملكية في جمعية الإغاثة الزراعية، أن مشروع "دعونا نحمي حقوق الشعب الفلسطيني ضد انتهاكات حقوق الانسان" ينفذ في محافظة سلفيت وتحديدا في قريتي دير استيا وقراوة بني حسان، حيث يتم تأهيل 200 دونم في القريتين، من حيث الطرق والآبار الزراعية، بجانب تنفيذ حملات ضغط ومناصرة ومن ضمنها حملة "حق المرأة بالميراث والملكية".

وقالت عقل خلال الحلقة: يهدف المشروع بشكل أساسي إلى تحقيق الحماية ضد أي انتهاك لحقوق الإنسان سواء أكان اعتداء من قبل مستوطنين أو عادات اجتماعية وتقاليد".

كما يهدف المشروع إلى تقديم المساعدة القانونية للنساء بعد أن يتم توعيتهن بأهمية حصولهن على حقوقهن بالميراث، وإيصالهن إلى ذوي الاختصاص، وتعزيز فكرة التشاركية داخل المنزل ما بين الرجل والمرأة.

وعن فعاليات المشروع، أوضحت عقل بأن المرحلة الأولى من التأهيل والاستصلاح قد انتهت. فيما ان المرحلة الثانية للمشروع تتضمن حملات الضغط والمناصرة ومن بنيها حملة المرأة في الميرات والملكية، حيث تم تنفيذ 5 ورش في قريتي دير استيا وقراوة بني احسان وبرقين، وحضرها عدد من المشاركين من الرجال، والنساء بشكل خاص.

وعن العقبات التي واجهت المشروع، قالت عقل: "بلغ عدد طلبات الانتساب للنساء في المرحلة الأولى من المشروع فقط 3% وذلك لأن الشرط الأساسي للانتساب هو إثبات ملكية الارض، حيث أن معظم المنتسبات لا يملكن أراض مسجلة بأسمائهن".

أما فيما يخص عدم حصول المرأة الفلسطينية على حقها في الميراث، أكدت المحامية والناشطة النسوية، لونا عريقات، بأن النساء لم يتمكن بعد من الوصول إلى المعلومات القانونية التي توضح حقهن في الميرات، بجانب التباطؤ والمماطلة في تقسيم الميراث، حيث أن هناك حالات منذ أعوام الثلاثينات لم يتم فيها تقسيم الأراضي ما بين الورثة حتى اللحظة، كما أن الطابع الاجتماعي ينظر للأرض بنظرة ذكورية، حيث يعتقدون أن الأرض مرتبطة بالذكور أكثر من ارتباطها بالإناث.

وقالت: "لدينا واقع اجتماعي غير مستقر، لا تتساوى فيه القوى داخل الأسرة الواحدة، حيث أن النساء لديهن الوعي الكامل بحقوقهن ولكن من يتحكم بهن هو حسابات اجتماعية أخرى تقف عائقا أمام مطالباتهن بحقوقهن".

وبالحديث عن الإجراءات التي يجب على النساء اتباعها لنيل حقوقهن، قالت عريقات: تشهد عددا من القرى والمدن تحركات لتسجيل الحقوق في عمليات التسوية (الطابو)، وعلى النساء أن يقمن بجمع البيانات الأرثية الخاصة بهن، والسندات المتعلقة بالارض، حيث أن تسجيل الحقوق يضمن لهن الاستفادة".

فيما أكدت بأن حالات أخرى يتم التعامل معها قانونياً، حيث تحتاج النساء في تلك الحالات إلى مساندة قانونية، خاصة وأن المؤسسات القانونية توفر المساعدة فقط في قضايا الأسرة وليس في قضايا الملكية والميراث.

وأضافت: "لا زالت النساء تبحث عن المساعدة القانونية في ظل ضعف مواردها الاقتصادية".

أما الناشطة النسوية، هيام عقل، فقد تحدثت عن الآثار المترتبة عن حرمان النساء من الميراث على المستويين الاجتماعي والنفسي، وأوضحت: "تشعر المرأة بالقهر والاضطهاد لعدم حصولها على حقوقها، مما يتسبب هذا اجتماعيا بانقطاعها عن عائلتها وتفكك الروابط الأسرية، وأحيانا قد يتسبب الأمر بالقتل والعنف".

أما عن الأثر الاقتصادي، قالت عقل: "ترتفع نسبة الفقر ما بين صفوف النساء الفلسطينيات، بسبب عدم حصولهن على حقوقهن كما الرجال".

ولتغيير الصورة النمطية لدى المجتمع بمنح المرأة حقها في الميرات، أوضحت عقل بأنه من الضروري العمل على تعزيز الوعي لدى النساء بأهمية حصولهن على حقوقهن من الميرات.. ويتم ذلك بالتعاون مع المؤسسات والمراكز النسوية التي تعنى بحقوق المرأة.

وأضافت: "مشروع (الطابو) سيكشف عن أمور عدة، وعلى النساء الإصرار في المطالبة بحقوقهن في الميراث".

وأوضح الخطيب والداعية الديني، الشيخ صالح معطان، خلال اللقاء، بأن النساء أصبحن يدركن أهمية حصولهن على حقوقهن بالميراث وبشكل أفضل من السابق، وقال: "الأصل في الدين أن يحصل الجميع على حقوقهم".

وعن حرمان المرأة من الميراث، قال الشيخ معطان : " هو من أكبر الكبائر وهو ظلم يقع على المرأة".

وعن مشروع التسوية (الطابو)، أوضح معطان بأن اللجوء إليه يمنع الرجال من أن يحرموا النساء حقوقهن في الميراث، طالما أن النساء سيتخذن موقفاً جاداً في الموضوع، ويقمن بتقدير حصصهن، وفي النهاية الرجال سيرضخون.

وتابع متسائلاً.. لماذا يُطلب من المرأة أن تتنازل عن حقها لأخوتها بينما لم نجد رجلا يتنازل عن حقه لاخته!

وأشار إلى أنّ إصرار المرأة على المطالبة بحقوقها بالميراث كفيل بإلزام الرجال على الالتزام بالشرع والقانون.

تأتي هذه الحلقة الخاصة على وطن ضمن مشروع دعونا نحمي حقوق الشعب الفلسطيني ضد انتهاكات القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان"، الممول من وكالة الكتلان للتعاون والتنمية ACCD من خلال ACPP  تنفيذ الاغاثة الزراعية.

تصميم وتطوير