نبيل عمرو لوطن : قدمت مبادرتي للرئيس بشكلٍ شخصي، ولا قطيعة سياسية معه ولكن !

07.08.2017 02:08 PM

رام الله – وطن – فارس المالكي : اكد عضو المجلس الوطني الفلسطيني والقيادي في حركة فتح نبيل عمرو ان المبادرة التي تقدّم بها للرئيس محمود عباس مؤخرا ليس لها علاقة بملف الانقسام الداخلي لسبب بسيط ان قضية انهاء الانقسام اصبحت " موديلا " ، ومع ذلك فإن موضوع الانقسام متضمن في سياق العودة الى منظمة التحرير وان هذه المنظمة لازال الجميع متفق على انها الممثل الشرعي للفلسطينيين بخاصة في ظل الجدل حول شرعية المجلس التشريعي بانه لا يمثل الكل الفلسطيني لكن هذا الجدل غير موجود بشأن منظمة التحرير التي تمثل كل الفلسطينيين لذلك .

اما فيما يتعلق بتوقيت اطلاق المبادرة فقد اكد عمرو أنه يأتي في سياق كيفية التعاطي مع نتائج انجاز الاقصى والذي اعاد معنويات كانت غائبة عن الفلسطينيين وان المواطن المقدسي الذي حاولت اسرائيل بشتى الوسائل سلخه عن الوطن واذا به في الطليعة ويتصدى ويذل اجراءات نتنياهو وهذا الامر خلق واقعا نفسيا عند الفلسطينيين اشعرهم بأن اسرائيل يمكن التصدي لها ، لكن الذي لفت النظر انه ما ان ازيلت البوابات الالكترونية وبدأت الاحتفالات بالانجاز حتى عاد السجال الداخلي الى اسوء مما كان عليه قبل معركة الاقصى وبالتالي اعتقد ان الذي يمكن ان يجمع الفلسطينيين من جديد فقط هي منظمة التحرير لو عادت الى العمل وتخلَّ مقاطعوها ومحاربوها ومتجاهلوها عن مواقفهم منها .

نعيش ُمرحلةً صعبة ، ويجب عدم التفرد باتخاذ القرارات المصيرية :

كما اكد عمرو في لقاء خاص مع تلفزيون وطن ان الوضع الفلسطيني اصبح في غاية الصعوبة والتعقيد وان اي رئيس يرغب في التفرد بالقرارات يكون بذلك قد بدأ العمل ضد نفسه قبل ان يعمل ضد الاخرين ،  وبالتالي نحن نحتاج لحمل الاعباء في المرحلة القادمة وبدايتها في منتهى الصعوبة ، فالفلسطينيون دخلوا مرحلة صعبة من خلال تراجع الادارة الامريكية عن وعودها في طرح مباردة لعل فيها بعض من الموضوعية ومن خلال الضغط على القيادة الفلسطينية للتكيّف مع الطلبات الاسرائيلية وهي مرحلة صعبة جدا ثم بعد ذلك الاجراءات الانتقامية التي يتخذها ضد القدس وبالتالي اليوم نحن بحاجة الى مؤسسة لتحمل مع الرئيس ومع الحكومة ومع اللجنة التنفيذية ومع دوائر المنظمة نحتاج الى جسم قوي ينهض بالاعباء القادمة ، ومن هنا ادعو مجددا وبإلحاح الى منظمة التحرير فهي الوطن المعنوي والسياسي للفلسطينيين. مضيفاً: الفلسطينيون لم يجمعوا على السلطة ولكنهم اجمعوا على منظمة التحرير .

المجلس الوطني لم يمت بعد ، وهذا يضرب الشرعية الوطنية :

كما اكد عمرو انه لا يصلح ان نقول ان المجلس الوطني الفلسطيني في عداد الموتى ، واذا كان الحديث عن سن اعضائه فالطبقة السياسية الفلسطينية جميعها هي ضمن هذا المجلس ، والمجلس الوطني حتى الان يحتاج الى ترميم وكذلك المنظمة الى اعادة البناء ولكن لما لا نستفيد من الشرعية القائمة التي يتمتع بها هذا المجلس والذي يعترف به الشعب الفلسطيني ويعترف به العالم وهو الذي فتح للفلسطينيين الابواب امام العالم كله ومن الخطأ استبداله بالاطار المؤقت للمنظمة لان لا احد يستبدل الدائم بالمؤقت لذلك اعتقد ان كل ما يقال عن منظمة التحرير يجب اعادة النظر فيه ، وبالتالي انا اقترح هنا لماذا لا نعقد جلسة للمجلس الوطني خلال ثلاثة اشهر بوضعه الحالي ومن حق الفصائل ان تغير اعضائها ، ويجب ان يبقى المجلس الوطني حاضنة للجميع وبالتالي ارفض القول ان المجلس الوطني ميت لان ذلك يضرب الشرعية الفلسطينية .

تقدّمت بمبادرتي بشكلٍ شخصي للرئيس ، ويمكن البناء عليها مستقبلا :

كما اشار عمرو انه ومن خلال مبادرته التي تقدم بها بشكل شخصي للرئيس حملت رسالتين الاولى انها تعبر عن عضويته في المجلس الوطني وممارسته لهذه العضوية وبطريقة مختلفة عن الاخرين ، والرسالة الثانية هي طرح موضوع للنقاش من اجل بلورة شيئٍ جماعيٍ فيما بعد وهذا ممكن الى جانب ان بعض الاراء الموجودة في هذه المبادرة والتي تمثلني لا اريد ان احملها للاخرين ، فعلى سبيل المثال انا لي موقف سلبي في لقاءات بيروت ولا استيطع ان ابني على هذه اللقاءات التي مضى عليها ستة شهور ولم تقدّم شيئا .

لا قطيعة سياسية مع الرئيس محمود عباس ، ولكن :

كما اكد نبيل عمرو انه لا يوجد قطيعة في السياسة ولا يوجد مسوغٍ لان يكون هناك قطيعة بيني وبين الرئيس محمود عباس، بين عضو في الهيئة السياسية الفلسطينية سواءً في التشريعي او فتح او مجلس وطني والرئيس ابو مازن ، فهو رئيس منتخب للشعب الفلسطيني ورئيس لحركة فتح ورئيس لمنظمة التحرير وبالتالي لا يوجد قطيعة والدليل انني عندما تقدّمت بهذه المبادرة كان بالامكان ان اقدّمها لرئيس المجلس الوطني ولكن انا قدّمتها للرئيس عباس وهو نوع من التواصل وايضا هنالك اصدقاء مشتركين اقدم ارائي لهم وهم ينقلونها للرئيس الى جانب امتلاكي لمنابر عديدة اقدّم فيها رأيي للرئيس ولغير الرئيس وبالتالي لايوجد قطيعة انما على مستوى العلاقات الشخصية واجتماعات هذا غير موجود وليس بالضرورة ذلك ، وبالتالي ارفض كلمة قطيعة ولكن هي ليست علاقة على ما يرام .

بالامكان عقد جلسة للمجلس الوطني خلال ثلاثة شهور .

كما اكد عمرو ان تجربة الفلسطينيين على مدى التاريخ اثبتت أنه بالامكان عقد جلسة للمجلس الوطني مهما كانت الظروف ، المجلس الوطني دائما كان يعقد واحيانا كان هناك جهد دولي لذلك بخاصة حينما كانت القيادة الفلسطينية في المنفى وعندما كان يعقد في الجزائر او في الاردن كانت تجري اتصالات دولية هائلة لتأمين انعقاده وحمايته والتعاطي مع قراراته كان ينظر اليه كبرلمان بخاصة وان المجلس الوطني كان ينظر اليه كمؤسسة فلسطينية معترفٍ بها دوليا وكعنوان اساسي للفلسطينيين ، وبالتالي بالامكان ان نعقد جلسة للمجلس وان نبدأ من الان جهدا لاقناع الجميع المشاركة فيه فوجود مثلا حركة حماس ضروريا فيه ولكن اذا ارتأت هذه الحركة ان الظروف غير مواتية لها للمشاركة يمكن عقد الجلسة بدونها مع الترحيب بها في اي وقت حالها كحال حركة الجهاد الاسلامي وحزب التحرير الاسلامي وهذا الامر ينطبق ايضا على الجبهة الشعبية والديمقراطية وغيرها من القوى .

منظمة التحرير الضمان الوحيد لتحوّل السلطة الى دولة .

ولم يخف عضو المجلس الوطني صعوبة ان تقوم منظمة التحرير بدورها كما كان في السابق في ظل حالة الترهل التي تعاني منها مؤكدا في السياق ذاته انه يجب ان لا ينظر لمنظمة التحرير من زاوية فقط ادوار مؤسساتها وجيشها فهذه تمثل رموزا لسيادة وطنية في المنفى ورموز لسيادة وطنية ناقصة حتى الان فهي بحكم ان جزءا كبيرا من الشعب الفلسطيني لا يزال يرزح تحت الاحتلال وهو موجود في دول وكيانات لايستطيع ان يمارس فيها حريته السياسية وبالتالي يجب مراعاة ذلك عند تقييم منظمة التحرير وفي تحديد الخطوات القادمة لكيفية استعادة نفوذها ولدورها ، وبالتالي في تقديري ان المنظمة تتكرس يوما بعد يوم كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وهذا امر ايجابي يجب المحافظ عليها ولكن مع ذلك ضرورة الاشارة الى انها على مستوى المؤسسات هي في ضعفٍ وهذا التناقض يجب ان يزول من خلال تقوية مؤسساتها وهو امرٌ متاحٌ فمؤسسات المنظمة اشبه بمؤسسات السلطة بالامكان تطويرها وان يكون هناك تكامل بالادوار بين مؤسسات السلطة ومؤسسات منظمة التحرير في الداخل والخارج على حدٍ سواء ، وبالتالي يجب وقف حالة التنافر بين الجهتين لانه وببساطة منظمة التحرير هي الضمان الاساسي لتحول السلطة الى دولة ما دامت المنظمة قائمة وقوية بإطاراتها وعلاقاتها مع الجمهور الفلسطيني وبمؤسساتها ودوائرها .

فشلت و أُفشلت بأن اكون عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح :

كما اكد عمرو ان فشله في ان يصبح عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح الذي عقد في بيت لحم قبل سنوات يمثل فشلا من زاوية وإفشالا له من زاوية أخرى ، مؤكدا في السياق ذاته انه يمتلك برنامجا وان طموحه ان يكون عضوا في اللجنة المركزية يأتي بالدرجة الاولى لتقديمه برنامجا واجندة يمثلها وربما لا تعجب اطرافا داخل فتح ولها نفوذ اكبر منه داخل الحركة مشددا في الوقت ذاته انه لم يسعى لان يكون عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح  بهدف الوجاهة .

تصميم وتطوير