أثر الخوف- بقلم: اليكس فيشمان/ يديعوت

02.12.2011 10:38 AM
ما زال لا يوجد للايرانيين قنبلة ذرية، وقد أصبحنا دولة مرتدعة مصابة بالذعر ويشلها الخوف. أيمكن ألا يكون اليوم للجيش الاسرائيلي رد معقول على التحدي الذي يُعرضها له حزب الله في لبنان؟ أيمكن ان تكون الميزانيات الضخمة التي أُنفقت على الامن منذ وقعت حرب لبنان لم تُستغل لتحسين الاستخبارات وتحسين قدرات الجيش البري، وتحسين قوة تدمير سلاحي الجو والبحر، ولشراء وسائل قتالية خاصة للجبهة الشمالية مثل قنابل وقذائف صاروخية وصواريخ ملائمة للقضاء على أهداف تحت الارض؟ أيمكن ألا تكون اسرائيل هي التي تردع حزب الله بل تكون هي المرتدعة؟.
يصعب ان نتحرر من هذا الانطباع حينما نقرأ كلام رئيس الموساد السابق مئير دغان. فمنه يتبين خوف كبير مما سيفعل بنا العرب اذا تجرأنا على مهاجمة الايرانيين، الى جانب عدم ثقة مطلق لقدرة الجيش على مجابهة تحدي حزب الله. ويحذر دغان من ان الهجوم على ايران سيجر حربا اقليمية: فايران سترد مع حزب الله وحماس باطلاق كثيف للصواريخ وقد ينضم اليهم السوريون. وهذه الحرب ستجبي ثمنا باهظا من حياة البشر. ويكفر دغان بتقديرات وزير الدفاع أنه سيكون الثمن في اسوأ الحالات 500 قتيل ويُحذر من شلل الحياة العادية في البلاد.
ان قدرة ايران على ان تصيب اسرائيل اصابة مدمرة بالصواريخ ليست عالية. واذا أخذنا في الحسبان عدد الصواريخ التقليدية العملياتية التي تملكها وقدرتها على الاطلاق مقابل القدرة الدفاعية لصواريخ "حيتس" وذراع الجيش الاسرائيلي الهجومية – فان الضرر المباشر الذي قد يُحدثه الايرانيون محدود. وبهذا فان دغان يقصد الاحتياطي الكبير من الصواريخ التي جمعها حزب الله في لبنان.
يفترض في الجيش الاسرائيلي قبل ان ينفق مليارات على محاربة الذرة الايرانية ان يكون مستعدا لمواجهة دول الدائرة الاولى. فهذا خبزه وزبده. لأن هذا الاحتياطي في لبنان قد يُستل لا في سياق هجوم اسرائيلي على ايران فقط بل في سياقات اقليمية اخرى. فلو ان الصواريخ الاربعة التي أُطلقت هذا الاسبوع على الجليل أصابت تجمعا سكانيا وأوقعت عشرات المصابين فماذا كان سيفعل المستويان السياسي والعسكري بالضبط؟ من المنطقي ان نفترض انه كان سيكون رد شديد على منشآت لحكومة لبنان أو جيش لبنان أو حزب الله، وهي نفس الجهات التي تراها اسرائيل مسؤولة عن الهدوء.
وماذا كان سيفعل حزب الله الذي يرى نفسه مدافعا عن لبنان؟ كان سيطلق القذائف الصاروخية على بلدات الشمال وكانت اسرائيل سترد مرة اخرى وتصبح الطريق من هنا الى الجولة العسكرية التالية قصيرة. فكان سيناريو دغان عن حرب تشل الحياة العادية في الدولة وتجبي ثمنا باهظا من حياة الناس يقع من غير الايرانيين ايضا.
حضر رئيس هيئة الاركان غانتس الى الكنيست وحذر من امكانية ان يضطر الجيش الاسرائيلي الى دخول غزة في المستقبل القريب. ومعنى هذا اطلاق صواريخ من غزة على بلدات اسرائيلية منها بلدات غوش دان. ويجب على من يدخل غزة بقوة كثيفة ان يأخذ في الحسبان ان ينضم حزب الله ايضا الى اطلاق الصواريخ تضامنا مع سكان القطاع. وسنجد أنفسنا مرة اخرى في مواجهة عسكرية تجبي ثمنا باهظا من حياة الناس وتشل الحياة العادية، وكل هذا من غير مهاجمة الايرانيين.
فكيف يجب على دولة اسرائيل أن تتصرف؟.
الى الآن حذرنا دغان من شخصين ليسا ذوي مسؤولية يُصرفان امور الدولة وقد يتخذان قرارات غير مسؤولة. وهو الآن مقلق. أربما يريد رئيس الموساد السابق ان يُحذر ما بين السطور من ان اسرائيل لا تستطيع ان تسمح لنفسها بأية مواجهة عسكرية مع أية جهة لأن جيشها غير مستعد ببساطة؟.
يصعب ان نصدق ان الجيش الاسرائيلي قد خان عمله وأسلم الاستعدادات وأبقى المستوى السياسي بلا أسنان. وربما لم نفهم مرة اخرى على وجه صحيح ما يقوله لنا دغان.
تصميم وتطوير