ذاكرة الغزيين تختزن مشاهد كأنها من اهوال القيامة
وطن: لحظات مرعبة عاشتها احدى النساء النازحات في قطاع غزة،، باتت محفورة في عقلها لا تفارقُها في صحوها ونومها، حين اقتحمت قوات الاحتلال مدرسة الإيواء التي لجأت اليها وحاصرتها، ودمرتها فوق رؤوس النازحين ، وخلال ذلك تعرضت للاعتقال والضرب والتحقيق لأكثر من اثني عشر ساعة في ظروف قاسية.
وقالت إحدى النازحات لـوطن "إنها عاشت لحظات قاسية أثناء دخول الاحتلال لمدرسة النازحين بعد ان قام الاحتلال بمحاصرتهم من جميع الاتجاهات واعتقال النساء والرجال وقتل من كانوا بداخلها، اذ قام جنود الاحتلال باعتقالها وتعذيبها في معسكرات الجيش".
المشاهد القاسية واللحظات المرعبة باتت محفورةً في داخل كل غزي، خاصة الأطفال والنساء الذين عايشوا أهوالا على مدار أحد عشر شهراً من العدوان المتواصل، فقدوا خلالها عائلاتهم بالكامل ونزحوا وتشردوا، واصيبوا.
وبدورها تقول نازحة اخرى لـوطن: "إن أصعب مرحلة مرت بها خلال الحرب هي لحظة قصف الاحتلال لمدرسة للإيواء مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى في ساحة المدرسة في مشهد كأنه من أهوال يوم القيامة."
أما نازحة ثالثة من شمال غزة تقول لـوطن: "إن أصعب لحظة كانت هي وقت دخول الاحتلال لمنطقة البريج، وهروب المواطنين وسقوط الشهداء على الطرقات وإطلاق الرصاص على كل شخص يخرج من المنطقة".
بينما قالت سيدة أخرى إن أصعب لحظاتها حين ذهبت إلى المستشفى للبحث عن شقيقها المصاب، وبينما هي تبحث عنه وصل شهيد الى المستشفى فكان شقيقها وقد كانت تلك اللحظة هي من أصعب اللحظات المرعبة التي عاشتها.
ويربط أحد المواطنين النازحين خلال حديثه لـوطن ما جرى في غزة بما بأحداث النكبة قائلا "إن نزوح الأهالي في كل مرة يذكرنا بما حصل بالنكبة والنكسة، فهذه كانت من أصعب المشاهد التي رأيتها".
أما مواطن آخر يقول إن "أصعب ساعتين ونصف مروا في حياتي كانت هي لحظة قصف المخيم على المواطنين والدمار الذي لحق بالمباني والشهداء عند القصف".
آثار نفسية في غاية القسوة تركت آثارها على النساء، يبدو انها سترافقهن طوال حياتهن بفعل المجازر، والقنابل التي فتكت بأجساد الأطفال والرجال، وحالة الخوف والرعب التي كانت تسببها الانفجارات الهائلة بفعل القصف والاحزمة النارية التي عايشوها.
خلف العدوان صدمات نفسية موجعة ومؤلمة لدى كل رجل وامرأة وطفل في غزة، ستبقى قدرتهم على امتصاص الصدمة وتجاوزها اعجازا خاصة إذا لم يتلقوا تأهيلا وعلاجا نفسيا ما بعد الصدمة.