مسحراتي مخيم جنين.. بهجة تتخللها ذكريات الشهداء
جنين- وطن- عمرو مناصرة: ارتبطت فكرة المسحراتي منذ قديم الزمن بعادات الناس وتقاليدهم في شهر رمضان المبارك، فأصبحت اليوم جزءا من الثقافة العربية الإسلامية، ورغم اندثار هذه العادة في فلسطين في الكثير من البلدان إلا ان بعض المدن والقرى والمخيمات لا تزال تمارسها، ولكن مع بعض الإضافات واللمسات الخاصة.
قبل ثماني سنوات من الآن وبالتحديد في عام 2015 أخذ مجموعة شبانٍ من مخيم جنين على عاتقهم العمل ضمن مجموعة "مسحراتية" في المخيم، ولكن بطابع مختلف عن الطابع التقليدي المعتاد، الذي كنا نسمعه قديما في زمن الآباء والأجداد.
يقول محمد أبو حطب أحد أعضاء المجموعة، إن صاحب الفكرة هو الأسير يزن السعدي والشهيد محمد صباح والذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في أحد الاقتحامات لمخيم جنين، بتاريخ 12-2-2023.
ويضيف أن المجموعة كانت تتكون من ستة أفراد وحالياً من أربعة أفراد وهم سليم عواد ومنير سلامة ومحمد أبو حطب وعدي أبو ناعسة.
في حدود الساعة الثانية والنصف فجراً تبدأ المجموعة بتجهيز نفسها للانطلاق في أزقة المخيم وشوارعه من أجل إيقاظ الناس لتناول طعام سحورهم، وتعمل الفرقة على رسم البسمة على وجوه الأطفال من خلال الشعارات والعبارات والاناشيد التي يرددونها خلال سيرهم.
وفيما يخص الأناشيد والشعارات التي يرددونها فهي تتراوح ما بين الوطنية والدينية مثل " يا أم الشهيد"، و"يا يما ثوب جديد" وأناشيد دينية إسلامية وهتافات أخرى، ويضيف أنهم يتوجهون إلى بيوت أهالي الشهداء كنوع من المواساة والتذكير بأهمية الشهداء.
وعندما سألناه عن نظرة الأهالي لهم ومدى انزعاجهم فقال إن جميع سكان المخيم يشعروا بالسعادة أثناء مررونا من امام بيوتهم وعندمها نهتف وننشد لأطفالهم، كما يتم استقبالنا بالتمور والحلويات والعصائر.
وأكد أبو حطب أن اللباس الذي يلبسوه هو يعبر عن اعزازهم بهويتهم العربية والفلسطينية والإسلامية وفيه محافظة وإحياء لتراث الفلسطيني، أضاف أن هدفهم كمجموعة ليس إيقاد الناس لتناول سحورهم بشكل مباشر وانما توجيه رسائل لأهالي الشهداء ان أبناؤكم لم يتم نسيانهم، فالكرة أساسها وطني.