يرعى مقبرة مخيم المغازي بلا مقابل منذ سنوات.. علي شحادة "حكاية متطوع" من غزة

30.03.2022 12:53 PM

غزة – محمود اللوح – وطن: مشياً على الأقدام من منزله وصولاً لمقبرة  المخيم الوحيدة والتي تفتقر لسور يحددها،  أشواك وقوارض ومخلفات منازل تلقى أمام بوابة المقبرة دون تحمل أدنى مسؤولية، يعمل المتطوع شحادة على تنظيفها بشكل شبه يومي، بأقل الإمكانيات والوسائل وبساعات تمتد لأكثر من ثلاث بشكل يومي

المواطن علي شحادة – أبو صبيح، من سكان مخيم المغازي وسط قطاع غزة، لم يعتاد بأن يزور قبر والده وأقاربه وأصدقاءه، وأن يراها مليئة بالنفايات والأوساخ ومخلفات الحيوانات والأشواك، وهذا ما عمل عليه منذ سنوات عديدة في عمله التطوعي، رغم استمرار قطع راتبه من قبل الحكومة الفلسطينية في رام الله بفعل تقارير كيدية " كما وصفها "

شحادة يبلغ من العمر ما يقارب 45 عاماً، ووضعه الصحي لا يسمح بذلك إلا أنه مستمر بهذه اللفته المميزة التي لاقت ترحيب وبرقيات شكر من قبل سكان المخيم ولا سيما كل من يزور هذه المقبرة من رجال ونساء وكبار السن، علماً بأن هذه المقبرة قد تم فتحها بداية الخمسينات وموجود بداخلها بأكثر من ألف ونصف مواطن مدفون بداخلها وهذا ما دعاه للاستمرار بعمله التطوعي منذ سنوات


محمد أبو حلاوة أحد سكان المخيم وأحد زوار المقبرة  يقول " بأن البلديات ووزارة الأوقاف المسئول الأول عن تنظيف المقابر ورعايتها والحفاظ على مظهرها الحضاري، ويناشدهما بتكثيف الحملات والأعمال اليومية لحماية مقبرة المخيم وحفاظاً على كرامة أمواته وهذا ما أكد عليه في سياق حديثه لوطن، داعياً لضرورة احتضان المتطوعين ودعمهم

أبو حلاوة دعا بلدية المخيم لضرورة تسيير حملات تنظيف بشكل دوري وأن يتم فرز عدد من عمال
البلدية أو استقطاب آخرين لتنظيف المقبرة والحفاظ عليها

أعمال يعتاد عليها شحادة، تساهم في إثراء المجتمع وتماسكه وسط غياب واضح من قبل الجهات الرسمية من بلديات ووزارات ومؤسسات مجتمعية غائبة عن هذا المشهد في ظل استمرار كثافة المشاريع التي تنفذ هنا وهناك والفعاليات التطوعية التي تنفذها الفصائل والأحزاب الفلسطينية والتي أصبحت غائبة عن نظافة مقبرة المخيم .
 

تصميم وتطوير