الأول من نوعه في فلسطين.. فاطمة تُنشئ أول مشروع لزراعة "الكركم"

12.09.2021 03:30 PM

نابلس- وطن- محمد عتيق:

رحلة البحث عن العلاج كانت ولادة فكرة مشروعها، فبعد البحث الطويل عن الكركم الطازج في الأسواق والذي لم تنجح في العثور عليه، جائتها فكرة إنشاء مشروع يقوم بتزويد السوق بالكركم الطازج.

فاطمة ترابي من بلدة صرة غرب مدينة نابلس تنجح في إنشاء أول مشروع لزراعة الكركم في فلسطين.

تقول ترابي: كنت أبحث عن الكركم كوصفة طبية للعلاج البديل، فاستخدمته مع الحليب لعلاج العظام، لكن مع تكراري لشرائه من السوق، لم أجد الطازج منه، حيث كنت أعاني من سوء جودة المنتج المستورد، والذي مضى عليه زمن في التخزين، فكانت جودته ليست بالجيدة، فانتابني شعور وفكرة العثور على المنتج الطازج لدي".

لم يكن الحصول على معلومات حول الكركم سهلة وميسرة لترابي، فقد استغرق ذلك منها وقتاً طويلا بسبب ندرة الموضوع في فلسطين وشح المعلومات المتوفرة حوله وقلة المختصين فيه.

وتضيف ترابي: بدأت البحث عن مصادر الكركم عن طريق الانترنت، فتوصلت إلى أن الهند هو موطنه الأصلي، ويزرع أيضاً في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم أُفلح في العثور على كثير من المعلومات عن زراعته في فلسطين.

وتتابع ترابي: بدأت التواصل مع المهندسين الزراعيين في الضفة الغربية والداخل المحتل بعدما حصلت على بعض المعلومات عن زراعته الكركم، وحصلت على معلومات إضافية من المهندسين ومن صاحب المزرعة الوحيدة الموجودة في الداخل الفلسطيني المحتل.

وبالصدفة سمعت ترابي عن مشروع "نجاحها" والذي تنفذه الاغاثة الزراعية لدعم االمشاريع الريادية، فتقدمت بفكرة مشروعها واستطاعت الحصول على تمويل مكنها من الانطلاق بحلمها بعد ان كان مقتصرا على زراعة الكركم لنفسها أصبحت تزرعه وتزود السوق الفلسطيني به.

واجهت ترابي عدة تحديات من أجل البدء بتنفذ مشروعها كان أهمها هو إيجاد قطعة أرض مناسبة لانشاء المشروع عليها، فقرية صرة التي تسكن بها تفتقر للأراضي الزراعية التي تصلح لزراعة الكركم، ولكن مع اصرارها تخطت هذا التحدي واستطاعت انشاء دفيئة زراعية ومباشرة العمل.

فتقول ترابي: وصلت إلى مرحلة ترك فكرة المشروع قبل بدايته، بسبب قريتنا التي تفتقر للأراضي الزراعية المناسبة لمشروعي، لكن شغف لانجاز المشروع كان يدفعني للبدء، وتكلل نجاحي بإقامة البيت البلاستيكي وزراعة الخيار العضوي، كتجربة زراعية، ومنها انطلقت مباشرة للكركم".

تعتبر ترابي نجاح مشروعها ليس مرتبط بكمية الإنتاج وإنما بايجاد صنف زراعي جديد نادر الوجود في الأسواق.

وتصف ترابي نجاح مشروعها بـ: نجاح مشروعي ليس مرتبطاً بكمية الإنتاج، ونسبته، بل بتجسيد أول مشروع لزراعة الكركم في فلسطين، وأنه النواة الأولى لزراعة هذا الصنف، خاصة بعد استنساخ هذا المشروع إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية.

وتختم ترابي حديثها: لا أخشى منافسة السوق المحلي المغرق بالبضاعة المستوردة، كونه عاجز عن توفير المنتج الطازج، تزامنا مع بحث الناس عن المنتجات الوطنية والصحية الخالية من المواد المصنعة والحافظة".

تصميم وتطوير