مضرب عن الطعام منذ 50 يوما للحصول على فرصة عمل.. سلامة يناشد المسؤولين عبر وطن لإعالة أسرته

16.12.2020 02:56 PM

غزة- أروى عاشور -وطن: حين يسقط طفل من أعلى شجرة، ويتعرض لجرح عميق يحتاج إلى اسعاف فوري ولا يستطيع والده أن يذهب به إلى المستشفى بسبب الوضع الاقتصادي السيء وعدم توفر أي نقود في البيت، يصبح هذا الموقف نقطة تحول في حياة الأسرة.

سلامة الرواغ "30 عام" يقطن في منطقة المغراقة وسط قطاع غزة، أعلن إضرابه عن الطعام لعدم قدرته على توفير الحياة الكريمة لأسرته المكونة من خمسة أفراد، بعد أن طرق جميع الأبواب للبحث عن فرصة للعمل، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وانتشار فيروس كورونا في غزة.

الرواغ يعيش في غرفة مشتركة في بيت العائلة، متآكلة وآيلة للسقوط، تملأ جدران البيت، التشققات الكبيرة، بعد أن تضرر أثناء الحرب الأخيرة على غزة، حيث تخشى العائلة أن ينهار السقف فوق رؤوس أفرادها في أي لحظة.

تروي نداء الرواغ زوجة الشاب سلامة لوطن، معاناته مع إضرابه عن الطعام منذ نحو خمسين يوما حيث بدأت تتدهور حالته الصحية يوما بعد يوم، ويعاني من الآم شديدة في محيط بطنه، وتآكل في المعدة بحسب الأطباء.

وتكمل أن الأطباء حذروا من استمراره في اضرابه عن الطعام لأن المعدة بدأت تتآكل والمشاكل بدأت في الظهور،في حين أن الأخير يرفض فك إضرابه عن الطعام حتى تقوم الجهات الرسمية في قطاع غزة بتوفير فرصة عمل له ليعيل أسرته.

وتشير الرواغ إلى أن زوجها كان يعمل لكن في ظل الأوضاع الراهنة أغلقت كافة الأبواب في وجهه، فلا يوجد عمل أو حتى مشاريع صغيرة يجني منها قوت عائلة، موضحة أنهم قد جربوا سابقا العمل في المشاريع الصغيرة وجميعها فشلت، وتكبدوا خسائر بسبب سوء الوضع الاقتصادي.

وتضيف: " سجلنا في مشاريع بطالة طرقنا جميع الأبواب من الشركات الخاصة والعامة، ولم نجد أي جواب، ومع دخول فيروس كورونا إلى قطاع غزة، أصبح الوضع أكثر سوءا"، مؤكدة أن اسم العائلة محجوب من أي مساعدات تقدم للأسر الفقيرة في قطاع غزة، ومنها المنحة القطرية للشؤون الاجتماعية.

وتشير الرواغ إلى أن هناك جهات رسمية جاءت بعد حوالي أسبوع من إضراب سلامة عن الطعام، ووعدت بتقديم المساعدة وطلبت بفك الإضراب عن الطعام، لكن مر وقت طويل ولم يحدث شيئا حتى الان، متسائلة إلى متى سيبقى زوجها مضربا عن الطعام بدون أي رد من قبل المسؤولين.

تناشد الرواغ المسؤولين وأصحاب القرار عبر وطن لإيجاد أي مصدر دخل لعائلتها سواء كان مشروعا صغيرا أو فرصة عمل، حتى يستطيعوا توفير المتطلبات الأساسية لأطفالهم الثلاثة، مع بداية دخول فصل الشتاء وازدياد الخوف من تساقط الجدران المتآكلة في أي وقت.

والد سلامة ذو الـ 70 عاما، ينظر بكل أسف وحزن على حال ابنه حين لا يأكل ولا يشرب إلا الماء، فيما لا يستطيع والده فعل أي شيء لمساعدته، نظرا لكبر سنه وعدم توفر أي عمل يستطيع أن يقوم به، واصفا الموقف بالصعب، فهل ينظر أصحاب القلوب الإنسانية لحال سلامة والذي يشبه حال باقي شباب قطاع غزة الذي يعاني من البطالة والفقر؟

تصميم وتطوير