الصوص تروي قصصا من النكبة وتوثق معاناة اللاجئين في "حكاية لاجئ"

06.10.2020 02:50 PM

غزة- وطن- أحمد مغاري: ترتدي ثوبها الفلسطيني المطرز بكل عناية وبيدها قلم وأمامها مجموعة من الأوراق، لو ركزت فيها جيدا ستقرأ في السطر الأول "هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون"، وبمنتصف تلك الورقة رقم 72 بدائرة حمراء توحي بخطر لم يعرف سببه بعد، وبنهاية الصفحة كتبت "لن ننسى".

الكاتبة فائقة الصوص ترعرعت بمخيم البريج وشهدت طفولتها وشبابها فيه، اختزنت في ذاكرتها صورا لمعاناة اللاجئين وحياتهم، وتأثرت بها كثيرا خاصة بعد سفرها لدول عديدة قارنت فيها أوضاعهم المعيشية مع حياة اللاجئين في المخيم.

تقول: بعد ان تقاعدت من تدريس اللغة العربية، بدأت رحلة جديدة في الكتابة، حيث بدأت أدون ما حفر بذاكرتي من مأساة ومعاناة لشعب طرد وعاش قسرا في مخيمات بائسة، بعد ان كان يعيش حرا كريما في وطنه.

وأضافت الصوص أنها عمدت في كتابها "حكاية لاجئ" أن تسلط الضوء على أهم القضايا التي تخص اللاجئين ممثلة بعشرات القصص والحكايات التي تروي حياة شعب كافح وما زال يكافح من أجل العيش بعزة وكرامة بعيدا عن ذل التسول.

وأوردت الصوص في كتابها، تفاصيل كثيرة عن بؤس العيش في المخيمات، مشيرة ان اللاجئات كن يحملن ابريق الماء ويقطعن المسافات الطويلة من أجل قضاء حاجتهن في حمام مخصص للمخيم بأكمله، حيث لا تقتصر المعاناة هنا على عدم وجود تصريف صحي للمياه العادمة التي كانت تسري بين أزقة المخيم.

عمدت الصوص من خلال جمعها لقصص اللاجئين أن تسلط الضوء على جيل الخمسينيات والستينيات وكفاحهم من أجل حياة كريمة، ولتجعل جيل اليوم يعرف كيف كانت حياة اللاجئين من قبل وكيف وصلوا لما هم عليه الأن.

وأشارت الصوص ان جيل اليوم لا يعرف شيئا عن حياة اللاجئين وقسوتها، فقد ترعرع في حقبة زمنية متطورة، توفر لهم الكثير من وسائل الرفاهية.

وتابعت الصوص: هدفي هو توثيق معاناة اللاجئين في وقت لا يوجد فيه كتابات ومصادر حقيقة توثق حياة اللاجئين ومعاناتهم، فكل ما يذكر من كتابات وصور هو لصالح وكالة الغوث والدول الاوروبية.

وأكملت أريد أن أضع بين يدي جيل الشباب كتابا يحكي عن جيل عاش النكبة والنكسة واللجوء، وخرج منه الطبيب والمهندس والعالم، ومثل فلسطين خير تمثيل في المحافل الدولية، وكانوا خير سفراء لدولتهم وأرضهم.

الصوص تقول وبكل فخر أن كتابها " حكاية لاجئ" هو الكتاب الأول منذ72 عاما يصور حياة اللاجئين ومعاناتهم بكل تفاصيله الدقيقة دون تجميل له وبشفافية مطلقة.

تصميم وتطوير