عميد الخيول

27.02.2020 11:37 AM

غزة- وطن- أحمد الشنباري: كان طفلاً حينها، يلعب ويلهو كما العادة، لكن جرحاً من خيلٍ استقر في جبينهِ وترك اثراً، جعل لديه دافعاً في تربية الخيول، وبمقولته "من تعرفه الخيل لا يجهله الناس"، أصبح حمدي الغرة عميد الخيول في غزة.

وما إن تشيرُ الساعة إلى الثامنة صباحاً، يتوشح بلفافةٍ سوداء على رأسه، وفي قدميه "جزمةٍ" تصل الى ركبتيه، ليبدأ حمدي الذي تجاوز العقد الثالث من عمره طقوس هوايته وشغفه في تربية الخيول.

ففي داخل قطعة أرضٍ صغيرة تكسوها ألواح "الزينكو"، يباشر الغرة العمل مع سبعةِ خيول يحتويها الاسطبل الخاص به، يتفقد طعامها وشرابها، وفي زاوية أخرى ترى مستلزمات وأدوات معلقة على حائط، إلى جانب صندوق صغير من الأدوية.

ويوضح حمدي الذي يقطن حي الصبرة في مدينة غزة أن عمله في تربية الخيول بدأ قبل 20 عاماً كهواية متوارثة من الآباء والاجداد، ثم تطور مع مرور السنوات لتصبح الهواية مصدر رزق له ولعائلته، متفادياً بذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

يضيف" تكلفة تربية الخيول وما تحتاجه من مصاريف مادية دفعتني لتصبح الهواية إلى عمل يوفرُ مدخولاً مادياً، ومن واقع الخبرة على مدار السنوات أصبحت الخيول تشارك في المناسبات والأفراح بالإضافة إلى عقد دورات تدريبة لهواة الخيل".

ويقول " معرفة الناس بعملي وثقتهم جعلتني أقدم المساعدة لمربي الخيول من استشارات تمكنهم من التعامل مع الخيل بالإضافة إلى تقديم العلاج اللازم".

واستطاع مربي الخيول حمدي ترويضها وتعليمها للرقص بعد أن تعرف على مواصفاتها، مضيفاً " لا بد من توفر مواصفات في الخيل كالبُنية والهدوء لتساعد في تأدية الحركات الانسيابية وغالباً ما تتوفر في الخيول المصرية".

وفي خضم عمله داخل الاسطبل حضر أربعة شبان من هواة الخيل، ليبدأ حمدي بمساعدة أحد العمال بمهمة جديدة في تجهيزها من تنظيفٍ وغسل، إلى أن يضع عليها السروج الملونة، مبيناً أن الاقبال في الشتاء ضعيفاً مقارنة بفصل الصيف.

ويوضح الشاب إياس الطلاع الذي جاء من مخيم النصيرات، أن حبه للخيل دفعه للمجيء إلى الغرة ليتعرف على الخيول حيث تعلم ركوب الخيل قبل أربع سنوات وما زال يمارس هوايته إلى اليوم.
 

تصميم وتطوير