أطفال يدفعون ثمن جريمة ارتكبها والدهم.. "أم فارس" تناشد عبر "وطن" لحماية أطفالها وإعالتهم

26.02.2020 02:47 PM

غزة- وطن- أمل بريكة: بدأت أم فارس تروي قصتها والدموع تنسكب على وجنتيها، بعدما قست عليها الحياة وساءت ظروفها، وأصبحت الدموع ملاذاً لها ولأطفالها الأربعة، أكبرهم في الصف الخامس الابتدائي، جميعهم يعيشون في غرفة صغيرة، تم انشاؤها بتبرع من أهل الخير، حيث أصبحت فيما بعد للمعيشة والطعام والدراسة والنوم وكل شيء.

تفيد أم فارس بأنه منذ أكثر من خمس سنوات، انقلبت حياة أسرتها رأساً على عقب، بعد تورط زوجها بالاشتراك في جريمة قتل، تسببت في مقتل زوج شقيقتها و(ابن عمه) في الوقت ذاته، نتيجة لذلك حصل مؤخراً على حكم محكمة يقضي بموجبه 15 عاماً في أحد سجون غزة المركزية.

من هنا بدأت المشاكل تتفاقم على ظهر أم فارس وأطفالها، الذي يعاني اثنين منهم من أزمة صدرية بالغة وازدياد في سرعة دقات القلب، ليزداد تأثرهم عند أي تغيير في الطقس كـ (الغبرة)، ما يجعلهم محتاجين لأدوية مكلفة وغير متوفرة في العيادات.

تؤكد أم فارس أنها في إحدى المرات رهنت بطاقتها الشخصية لأحد الأشخاص الذين تلجأ إليهم لأخد مبلغ من المال على سبيل الدين، كي تتمكن من توفير العلاج اللازم لأطفالها وشرائه من الصيدلية الخاصة، ولخطورة حال إحدى طفلاتها اضطرت لوضع بخاخة لها في المدرسة، ليتمكن أستاذها من اعطائها إياها كي لا تتأزم حالتها وتفقد الوعي.

وتضيف أم فارس بأنها هي الأخرى تعاني من وجود غضاريف في الفقرتين الرابعة والخامسة، تطرحها أرضاً ولا تستطيع القيام بأية أعمال على إثر ذلك، الأمر الذي يجعلها تلجأ إلى المسكنات التي تحصل عليها من عيادة الوكالة بشكل مجاني، لعدم توفر المال وغياب المعيل الأساسي للأسرة.

تسرد أم فارس معاناتها والدموع تذرف من عينيها، فتقول لـ وطن: منذ بدء العام الدراسي صيف 2019 وأطفالي يذهبون إلى المدرسة بلا مصروف، ويعودون ليجتمعوا على طبق واحد لتناول غذائهم بعد قضاء ساعات طويلة في المدرسة.

وتقول أم فارس، بأنها تعمل في غرفتها الضيقة على ماكينة الخياطة، والقليل من الجيران يحبكون ملابسهم عندها، وما توفره من بضعة شواقل تنفقه مصروفاً لأطفالها الصغار، أما الأكبر سناً تجعلهم يتحملون بدون مصروف مدرسي.

وإلى جانب الظروف الصحية والاقتصادية التي تعانيها الأسرة، فإن حياتهم باتت مهددة بالخطر في ظل التهديدات التي يقوم بها زوجة وأبناء المجني عليه بحق أطفالها، ففي الفترة الأخيرة تعرضت طفلتها بعد عودتها من المدرسة بقيام أحدهم بالاعتداء عليها بآلة حادة أدت إلى تمزيق ثيابها وسقوط دماؤها، تقدمت على إثرها للجهات المختصة ولكن دون جدوى.

وتقول أم فارس بأنها هي وأطفالها يتعرضون لشتم وقذف من قبلهم، فتسأل ما ذنب هؤلاء الأطفال لكي يكونوا ضحية لما حدث؟ وقد لا يكونوا على وعي تام بما يدور من حولهم، بالإضافة إلى النظرة الدونية من المجتمع كونهم أبناء (القاتل).

تتابع أم فارس، ناشدت وزارة الإسكان أكثر من مرة، وعند ارسال الباحث الاجتماعي لنقطة سكنها يسألونها أين قطعة الأرض التي سنقوم بالبناء عليها؟ مُجيبة بعدم توفرها لسوء الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها في ظل تخلي الجميع عنها، وخوفها الشديد على أطفالها المهددين بالقتل جعل حياتهم أشبه ببيت الرعب، وبالكاد تستطيع أن توفر الطعام.

أم فارس وعبر وطن، تجدد مناشدتها للجهات المختصة بضرورة توفير شقة سكنية، لتكون الملاذ الآمن لها ولأطفالها كي يعيشو بسلام بعيداً عن جميع مهددات الحماية الأسرية والاجتماعية.

تصميم وتطوير