النساء يرتدين الثوب الفلسطيني تكريماً لرشيدة طليب وهي تؤدي اليمين الدستورية في الكونغرس

05.01.2019 12:02 PM

كتبت كرستينا زانوفيتش- ترجمة خاصة بوطن: اظهرت المئات من النساء في الولايات المتحدة الأمريكية تراثهم تكريماً لهذا اليوم التاريخي، من خلال ارتداء الزيّ الفلسطيني التقليدي، حيث أصبحت رشيدة طليب يوم الخميس أول امرأة فلسطينية أمريكية تؤدي اليمين أمام الكونغرس. وقبل أسابيع، أعلنت أنها سترتدي الثوب الفلسطيني وقد فعلت ذلك حقاً.

الثوب هو عبارة عن عباءة مطرزة يدوياً بألوان وتصاميم متنوعة.

وغالباً ما يرمز الثوب إلى زيّ النساء في القرية، ومعظم النساء الفلسطينيات لديهن ثوب واحد على الأقل، وينظر إلى ارتداء الثوب كإظهار للفخر لثقافتهم وتراثهم.

ارتدت النساء والفتيات ثيابهن كجزء من حملة على وسائل التواصل الاجتماعية لتكريم الفائزة من الحزب الديمقراطي رشيدة طليب في ولاية ميشيغان. وانتشرت بعض الصور على تويتر وانستغرام من خلال هاشتاغ  #TweetYourThobe، بينما سافر آخرون إلى مقر الكونغرس الرئيسي لاستقبال طليب بالاثواب.

وقالت اليس معدي التي سافرت من نيوجيرسي الى واشنطن وهي ترتدي الثوب لتحيي طليب "لقد كان يوم فخر للغاية بالنسبة لي ولجميع الشعب الفلسطيني وخاصة للفتيات والنساء الفلسطينيات." والسيدة معادي هي مهاجرة إلى الولايات المتحدة في الستينيات وأصلها من قرية فلسطينية.

ورشيدة طليب هي ابنة لوالدين فلسطينيين هاجرا إلى الولايات المتحدة، جاءت لتحتل مقعداً في الكونغرس والذي كان يحتله في السابق النائب الديمقراطي جون كونيرز، والذي ترك منصبه العام الماضي وسط اتهامات بسوء السلوك الجنسي. لقد شاركت طليب في الانتخابات العامة بعد فوزها الأساسي في أغسطس في الدائرة الثالثة عشر في مقاطعة ميشيغان.

وأضافت السيدة معادي "لقد كنت في الولايات المتحدة منذ 52 عاماً، واليوم شعرت أن فوزها هو لكل فتاة وامرأة فلسطينية أمريكية. إنها مصدر إلهام ونموذج يُحتذى به لنا جميعاً".

بروز حركة تضامن مع طليب على وسائل التواصل الاجتماعي

عندما شاركت طليب على وسائل التواصل الاجتماعي أنها سترتدي ثوباً عند تأديتها اليمين الدستورية، شعرت سوزان معادي دراج بالبهجة. ومع ذلك، لم يكن يعجب بعض الناس على وسائل الإعلام الاجتماعية هذه الخطوة، قائلين إن ارتداء الثوب الفلسطيني سيكون تصرف غير أمريكي.

أنشأت الأستاذة والروائية من ولاية ماريلاند، السيدة معادي، هاشتاغ  #TweetYourThobe على وسائل الإعلام الاجتماعية، وطلبت من الناس مشاركة الصور لأنفسهم في هذا الزيّ التقليدي. وقالت إنها تريد أن تفعل شيئاً لتثقيف الناس، بينما تحتفل أيضا بالإنجاز الذي حققته طليب.

وأضافت السيدة معادي دراج "جميع النساء الأمريكيات من أصول فلسطينية لديهن هذا الثوب. وتقوم امهاتنا باعطاءنا هذا الثوب وغالباً ما يتم تناقله من خلال العائلات". كما يتم ارتداؤه في المناسبات الخاصة جداً وحفلات الزفاف والطهور والتخرج، لذلك من المناسب جداً أن ترتدي طليب هذا الثوب، الذي أعطته لها والدتها لأداء اليمين".

وقالت السيدة معادي دراج، وهي فلسطينية من الجيل الأول من الأمريكيين، إن ارتداء طليب للثوب يعكس رسالة مهمة، وقد جاءت معادي برفقة أمها أليس معادي إلى مقر الكونغرس الرئيسي لمقابلة طليب.

وقالت "باعتقادي أن طليب ترتدي الثوب لأن والدتها صنعته لها، فهذا الثوب يشبه طريقها في إثبات عمل والدتها الشاق وحبها لها. أنا أحترمها كثيراً لارتدائها هذا الثوب".

وقد شعرت معادي دراج بالسعادة العارمة عند مشاهدتها لجميع صور الفتيات والنساء وحتى عائلات بأكملها من النساء شاركن صورهن بالثوب الفلسطيني.

وقالت معادي دراج "إن هذه الأثواب مصنوعة يدوياً، وقد يستغرق الأمر شهوراً لعمل واحدة منها" مضيفة: إنني متحمسة وقد ألهمتني هذه المشاهد لرؤية هؤلاء النسوة يظهرن في لحظة من الفخر والاحتفال".

وأضافت: "إن ثقافتنا تتعرض للتشويه في كثير من الأحيان، وتصوير ثقافتنا بهذه الطريقة الأصيلة مهم للغاية بالنسبة لي".

وتأثرت معادي أيضا بالنساء اللواتي قلن إنهن لسن فلسطينيات أيضا ومع ذلك ساهمن بنشر رسائل الدعم، وبعضهن قمن بارتداء الثوب دعماً لطليب.

 

النساء ترتدي زيّ يمثل التراث الفلسطيني

شاركت رناد عوري، والتي تسكن في  رام الله بالضفة الغربية، صورة لها مع ابنة أختها وهنا ترتديان الثوب الفلسطيني دعماً لطليب. وعملت السيدة عوري في مقر الكونغرس ( الكابيتول هيل) لمدة عامين، وبالنسبة لها كان انضمام طليب إلى الكونغرس أمراً هاماً.

وأضافت "أغلقت الأبوب بوجهي من قبل الموظفين لكوني فلسطينية ولأنني امرأة. إنه لأمر مدهش بالنسبة لي الاَن أن يكون لطليب دور ملموس بحيث لا يمكن لأحد أن ينكرهها أو يخرجها من مكتبه"، علماً أن السيدة عوري انضمنت إلى منظمة ضغط في الكونغرس وتخرجت مؤخراً من الكلية.

وقالت الشابة عوري والبالغة من العمر 22 عاماً "من الممتع جداً رؤية امرأة وفلسطينية محبّة لثقافتنا وتراثنا تسعى لأن يراها الجميع ويشعر بها."

أما زها حسّان فقد رغبت أيضاً بلقاء طليب في مقر الكونغرس يوم الخميس. وعلاوة على ذلك، كان عضو الكونغرس بيرني ساندرز هناك.

وارتدت زها حسّان ثيابها وذهبت إلى مكتب طليب لتهنئتها والترحيب بها في واشنطن. وقامت نساء أخريات بالمثل، ظهرن بالثوب الفلسطيني، علماً أن البعض منهم سافر من المدن من جميع أنحاء البلاد.

وقال السيدة حسّان، وهي زميلة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي "أنا فخورة جداً بوجود ممثلة عن فلسطين من ولاية ميتشيغان في واشنطن، فلقد كان من الصعب جداً على الفلسطينيين المشاركة في العملية السياسية".

وقالت السيدة حسّان البالغة من العمر 49 عاماً "إنه لأمر رائع وتاريخي ويعطينا أملاً في أن يكون الفلسطينيون الأمريكيون جزءاً من نسيج هذه الديمقراطية وأن يشاركون على قدم المساواة مع بقية المواطنين في هذا البلد."

وقد يشير الوجود الأمريكي- الفلسطيني في الكونغرس إلى حدوث التغيير، كما تعتقد مؤسسة حركة التضامن على الإعلام الاجتماعي معادي دراج. وقالت إنها شعرت بسعادة غامرة من المواقف الداعم للنساء الأمريكيات الفلسطينيات وغيرهن من النساء من خلفيات متنوعة.

وأضافت "هذه لحظة أمريكية بامتياز، فلدينا الكونغرس الذي أصبح يمثل البلد الذي نتوق إليه وهذا مثير للاهتمام بالنسبة لي، لقد كانت حقاً مسألة وقت فقط".

ترجمة: الاء راضي
المصدر CNN

تصميم وتطوير