شبان يهود يَنشَقّون عن رحلات دعائية لدولة الاحتلال، ويتوجهون للضفة للاطلاع على واقع الفلسطينيين تحت الاحتلال

03.07.2018 01:44 PM

ترجمة خاصة-وطن: مقالة في "ذي إنترسبت"، للكاتب زياد جيلاني، حول توجه الكثير من اليهود الى الانشقاق عن الرحلات التي تنظمها منظمة "بيرث لايت إسرائيل"، والتوجه الى الضفة الغربية للاطلاع على حياة ممارسات الاحتلال وحياة الفلسطينيين، على اعتبار ان رحلات "بيرث لايت" تعتبر سياسية وموجهة (المترجم):

تقوم منظمة "بيرث لايت إسرائيل" بتنظيم أكثر من (40) ألف زيارة سنوية لشبان يهود حول العالم إلى إسرائيل، منذ أكثر من (10) سنوات. وتهدف هذه الرحلات الى تنمية العلاقة بين اليهود في العالم ودولة الاحتلال. ولكن، بينما تساعد الرحلات على ربط الشباب اليهود بالتراث والثقافة اليهودية في دولة الاحتلال، وفق الكاتب، الا انه يتعمد التعتيم على واقع الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي.

تتم رعاية هذا البرنامج من قبل متبرعين مرتبطين بقطب الكازينوهات اليهودي، شيلدون أديلسون، حيث يقدم (70) مليون دولار، كل عام، كتمويل للبرنامج.

وفي تطور لافت، قرر (5) من المشاركين في البرنامج مغادرة الحافلة في اليوم الأخير من الرحلة، والتقاء مجموعة "كسر الصمت"، وهي مجموعة مناهضة للاحتلال، يديرها جنود إسرائيليون سابقون. ومن هناك، ذهبوا إلى مدينة الخليل، حيث التقوا بفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال.

وقبل أن ينزلوا من الحافلة للتجوال في الخليل، قرأوا البيان التالي على زملائهم المشاركين:"لقد أتينا في هذه الرحلة ونحن نتطلع الى مشاهدة الواقع الحقيقي للفلسطينيين، خاصة في ضوء عمليات القتل الأخيرة لأكثر من (100) متظاهر فلسطيني في غزة، والتي حدثت عقب قرار ترمب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. ونحن نؤمن ان الزيارة الميدانية هي الطريقة الافضل لإعطائنا معلومات دقيقة وصادقة حول واقع الفلسطينيين".

يأتي المشاركون الى الأراضي المحتلة محملين بأسئلة كثيرة، حول حقيقة ما يحدث على هذه الأرض. كما يرغبون بالتفاعل مع وجهات نظر جديدة، والاستماع الى اراء مختلفة. هذا فب الوقت الذي أصبح فيه واضحا لدى اغلبية المشاركين ان "بيرث لايت إسرائيل" لا ترغب بتقديم إجابات صادقة على أسئلتهم. وأصبح من الواضح أن الشباب اليهود الذين لديهم أسئلة حاسمة حول إسرائيل غير مرحب بهم في المؤسسة.

وقد واجهت "بيرث لايت" ظروفا مشابهة، في وقت سابق، عندما مرت احدى الرحلات بالقرب من جدار الفصل العنصري، حيث خرج المشاركون من باص الرحلة، وانضموا إلى الفلسطينيين ضد الاحتجاجات على بناء الجدار.

وقالت احدى المشاركات، وهي كاثي فنستر، (25) عاما، من ولاية فيلادلفيا، وعضو في حركة "إف نَت ناو"، انها قابلت نشطاء من مجموعة "إف نَت ناو"، وهي حركة يقودها شبان يهود بهدف انهاء دعم المجتمع اليهودي الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي. ومنذ الانضمام الى الرحلات، بدأت تلك المشاركة بالتساؤل حول سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين. وبدات تسعى الى لقاء الفلسطينيين، واستكشاف واقعهم عن قرب، والى معرفة الاليات التي يتم من خلالها دعم الاحتلال من قبل اليهود الأمريكيين، في مسعى الى تعطيلها عندما يحين الوقت.

وأوضحت فنستر، "أردت معرفة المزيد، كي أستطيع التقييم، بين اليهودية وما تدعو اليه من عدالة اجتماعية من ناحية، ووانه يتناقض مع كل ذلك العنف الذي ترتكبه إسرائيل في غزة".

وتضيف، انه كلما كانت تطلب من منسقي الجولات زيارة مناطق في الضفة الغربية، او كلما بدأوا بطرح أسئلة حول الاحتلال، كان يقال لها: "هذا ليس جزءا من البرنامج". وتجلب مؤسسة "بيرث لايت إسرائيل" أكثر من (40) ألف شاب وشابة من يهود العالم الى إسرائيل كل عام. غير انها تمارس عليهم الكذب والتضليل، ولا تخبرهم الحقيقة.

وتتابع المشاركة انتقادها بالقول إنه في حين أن الرحلة تعلن نفسها على أنها غير سياسية، الا انه يتم تسليم المشاركين خريطة إسرائيل، دون إشارة او توضيح لحدود الأراضي المحتلة، مما يعني أن المنظمة تريد القول ان الفلسطينيين لا يجب الاعتراف بهم.

وتضيف، "ان هذا غير مقبول، لان الاحتلال يلوث روح اليهودية"، وفق الكاتب.

وتضيف، انها قامت خلال احدى الرحلات بالاتصال بمنظمة "كسر الصمت"، وقررت مع بعض المشاركين الاخرين الخروج من الحافلة، والذهاب الى مقابلة سكان فلسطينيين في الخليل. وأنها نجحت في عمل ذلك، رغم الضغط والتخويف الذي تعرضوا له من قبل سلطات الاحتلال، مثل انه سيتم قتلهم إذا غامروا بالدخول إلى الضفة الغربية.

وتقول المشاركة، فنستر، انه عندما وصلوا إلى الخليل، صدمت بما وجدته هناك. "لقد انطلقنا في شارع الشهداء، ورأينا صورة لما كان عليه وضع الشارع في العام 1994، فقد كان كامل السوق في الشارع مزدحما جدا. وكان من المحزن للغاية أن نرى الوضع الحالي للشارع، بسبب العنف الذي شهده. لقد تحولت كامل المنطقة الى مدينة أشباح".

وتضيف ان منظمة "إف نَت ناو" قررت التدخل ضد رحلات "بيرث لايت"، ابتداء من الصيف الحالي، وأنها ستصل إلى المشاركين في رحلات "بيرث لايت"، في كل المطارات، وستقوم بتوزيع منشورات تطلب منهم الذهاب الى الضفة الغربية، وطرح الاسئلة حول الاحتلال، وحول حياة الفلسطينيين القاسية، التي يتسبب بها الاحتلال، الى ان يتم وقف دعم اليهود الأمريكيين لإسرائيل.

ترجمة: ناصر العيسة، عن: "ذي إنترسبت"

تصميم وتطوير