انتخابات مبكرة...هذا ما يخشاه نتنياهو

09.05.2018 08:21 PM

ترجمة خاصة - وطن: قبل عدة أسابيع، أعلنت عضو الكنيست، أورلي ليفي-أبيكسيس، عن تأسيس حزب سياسي جديد تحت قيادتها. ومنذ ذلك الحين، كانت استطلاعات الرأي العام تشير الى انها تحرز نتائج لطيفة، وكان كل استطلاع أفضل من سابقه.

وفي حال جرت الانتخابات في شهر أيلول 2018، فسيكون ذلك توقيتا جيدا بالنسبة لها. وعليها، كحزب جديد، ان تأخذ كل المتغيرات والموازين بعين الاعتبار ان ارادت ان تحقق حضورا في الكنيست. في الانتخابات الإسرائيلية، عادة ما تنجح "أحزاب الكشك" في تحقيق كميات أصوات ليست بالقليلة، حيث انها تجتذب ذوي الأصوات "المارة"، والناخبين المترددين، وخصوصا قبل الانتخابات بوقت قصير.

يقع الموقع الحزبي لأورلي في الجزء الغامض من الخارطة الحزبية، وهو "المنتصف السياسي". بمعنى انها لم تفرز بعد، ان كانت مع اليمين ام مع اليسار الاسرائيلي.ولا يعتبر الوسط السياسي جذابا للإسرائيليين، ولا يعتبر قويا، او متماسكا بموقف سياسي واضح وحاد. اما بالنسبة لأورلي شخصيا، فلا تعتبر جذابة لليساريين. وبالتالي من المتوقع ان تكسب الأصوات على حسابالليكود،وعلى حساب موشيه كحلون،ويائير لابيد.

ليفي-أبيكسيستحتاج الى شخصية امنية "مثالية"، مثل وزير الجيش، موشيه يعلون(بوغي). فهي لا تستطيع القفز الى عتبة الحسم الانتخابي بمفردها، وتحتاج إلى شخصية أمنية الى جانبها لاستقطاب المزيد من الأصوات. وسيضطر أحدهما، ليفي او بوغي، الى القفز عن كبريائه، وان يوافق على أن يكون في المرز (2) على قائمة الحزب.
كثيرا ما يتحدث الناس والناخبون في إسرائيل عن الساسة الاجتماعيين، وعن الأحزاب الاجتماعية. كما يفكرون بالانتخاب على أساس اعتبارات اجتماعية اقتصادية، غير ان عنصر الأمن يبقى العامل الحاسم في شؤون اسرائيل، وخصوصا في قرار الناخب الإسرائيلي.

ويمكن اخذ خطابات نتنياهو كأحد الامثلة الدقيقة لقياس الاعتبار الأمني. حيث أنك لن تجد خطاباواحدا، في أي موضوع، دون ان يذكر نتنياهو كلمات مثل "أمن المواطنين الإسرائيليين" أو "أمن الدولة". وإذا سمح له الوقت، غالبا ما يتطرق نتنياهو الى تاريخه الأمني في الوحدات الخاصة.

ليس هناك من وسيلة لمعرفة عدد مقاعد الكنيست التي حصل عليها حزب "ييش عتيد"من خلال جاذبية رئيسه يائير لابيد، وحضوره في وسائل الاعلام، وفي الرأي العام. ولكن ما من شك في انه حصل الكثير من الأصوات لان قائمته احتوت شخصيات مثل مدير "الشاباك" السابق،يعقوب بيري،وضابط المظلات السابق، عوفر شيلح، الذي أصيب في حرب لبنان، واللواء ميكي ليفي، الذي كان قائد شرطة منطقة القدس في أوائل عام 2000، عندما تعرضت المدينة لهجمات كبيرة.

وإذا من نظرنا إلى ما قبل (40) عاما، فسنرى أن الأحزاب الجديدة التي برزت ونجحت، كانت تستند بالأساس على شخصيات امنية. فعلى سبيل المثال، ترأس "الحركة الديمقراطية من أجل التغيير" رئيس الأركان السابق أيجال يادين،وكان معه رئيس الاركان السابق، حاييم ليسكوف،وغيرهم.

وليس ادل على ذلك أيضا من حالة تسيبي ليفني. حيث انه إذا ترك موضوع اختيار مرشح لمنصب رئيس الوزراء الى لجنة بحث مستقلة، فإن تسيبي ليفني ستتصدر القائمة. لأنه لا يوجد العديد من المرشحين اليوم ممن يملكون تجربة ليفني العامة والمتنوعة. فقد شغلت منصب رئيس الوزراء بالإنابة، ومنصب وزيرة الخارجية، ومنصب ووزير العدل،بالإضافة الى وزارات أخرى عديدة. كما انها أجرت مفاوضات سلام إقليمية ودولية، وكانت في الحكومة ابان حرب لبنان الثانية،وشهدت حملة "الرصاص المصبوب"،وعملية "الجرف الصامد"، وكانت جزءا لجنة من (3) أعضاء قررت مهاجمة المفاعل النووي على الأراضي السورية.

وعليه، لن تكون قوة الجذب لدى ليفي-أبيكسيسكونها امرأة، ولا لتسيبي ليفني لكونها امرأة أيضا، بل سيكون الامر الحاسم تضمينهما لعسكريين من الجيش او المخابرات في احزابهما، وهذا هو العامل الأكثر جذبا للناخب الإسرائيلي.

ترجمة: ناصر العيسة،عن: موقع "واي نت" بالإنجليزية

تصميم وتطوير