خاص لـ"وطن":بالفيديو.. طولكرم:"عائلة عامر"..المرض يفتك بنصف أفرادها

10.01.2016 12:56 PM

طولكرم – وطن – همسه التايه: تسارعت عجلات كرسيهما المتحرك، وكأنهن تريدان سباق الزمن أثناء سيرهن بجواري والإعلان عن لحظة مغادرتي لهن، وتزاحمت كلماتهن الممزوجة بالحرقة للتأكيد على ضرورة الوقوف بجانبهن ومساعدة شقيقهن "سالم" في إنهاء آلامه التي لن تندمل إلا بتوفير جهاز تنفس لإنقاذ حياته المهددة بالموت.

حنان (25 عامًا)، وعدالة عامر (22 عامًا)، من بلدة علار شمال محافظ طولكرم، شقيقتان من بين ستة كانوا ضحية لزواج الأقارب، يعانون من ضمور عضلات وعدم القدرة على الحركة.

وعن معاناة العائلة التي لا تنتهي، تقول الحاجة أم هيثم عامر، (56 عامًا)، والتي تحتضن 12 ابنا وابنة بينهم أربع بنات وولدين يعانون من ضمور عضلات: حياتي كلها معاناة، وأبنائي وعائلتي بحاجة لمساعدة الجميع، ولا يوجد لنا معيل سوى ابني الأكبر هيثم، (35 عامًا)، الذي يعمل عاملًا، ولي ابن آخر، (33 عامًا)، عاطل عن العمل، بينما بناتي الثلاث اللاتي لا يعانين من أي إعاقة يقمن بمساعدة أخواتهن ذوات الإعاقة في البيت.

وتضيف لـوطن:لا أتلقى أي مساعدات سوى مبلغ 1800 شيقل، كل ثلاثة شهور، من وزارة الشؤون الاجتماعية، مناشدة "بتأمين جهاز للتنفس لابني سالم،(30 عامًا)، وظروفي المعيشية والاقتصادية صعبة ولا أستطيع تأمين تكلفة الجهاز البالغة 8000 شيقل، ساعدوني قبل ما أفقد ابني".

ويعاني سالم من ضمور عضلات بالإضافة إلى ضعف عضلة القلب لديه وعدم قدرته على التنفس حيث  يعاني من فتحة في القصبة الهوائية متصلة بالعنق، يوضع بداخلها أنبوب خاص لخلق مجرى لالتقاط أنفاسه.

ولا يكاد الشاب سالم يفارق أروقة قسم العناية المكثفة بمستشفى "ثابت ثابت" الحكومي حتى يعود إليها مجددا ليقضي أغلب أيامه في المستشفى كونه يتعرض لنوبات غيبوبة مستمرة.

وبصوت مخنوق عبرت عنه حركات شفاهه، يطالب الشاب سالم بضرورة مساعدته على تأمين جهاز التنفس وإنقاذ حياته قبل فوات الأوان، قائلًا: ما حد ساعدني أنا ربنا بس اللي واقف معي.

وتبين أم هيثم: تتراكم عليّ الديون للمحال التجارية، بالإضافة إلى فواتير المياه والكهرباء، وعدم قدرتي وزوجي المصاب بمرض القلب والأعصاب على تأمين مصاريف المواصلات لأبنائي وبناتي ممن يذهبون للمدرسة والجامعة.

واسترسلت بالقول:عندي ولد بالصف العاشر وبنت بالصف الثامن بتمنى من كل واحد عنده ضمير يساعدني في تأمين كرسي متحرك لكليهما كي يستطيعا الذهاب للمدرسة حيث أنني لم أعد أقوى على تأمين مصاريف مواصلاتهما للمدرسة.

وتطالب الحاجة أم هيثم أهل الخير بضرورة تأمين مصاريف الجامعة والمواصلات لابنتيها هديل وعدالة لأنها لم تعد قادرة على تأمين مصاريف تعليمهن.

وحول ذلك، توضح: حرمت إحدى بناتي من التعليم لأني ما بقدر على تعليم 3 بالجامعة، ومع ذلك مش قادرة على تأمين مواصلاتهن، وبسبب حالتهن اضطر لتأمين سيارة طلب.

وتحلم الشابة هديل عامر، (24 عامًا)، والمصابة بضمور عضلات بتوفير كرسي متحرك لها وأن تكمل تحصيلها العلمي في جامعة القدس المفتوحة تخصص تربية خاصة، وتصبح مرشدة قادرة على تقديم يد العون لذوي الإعاقة.

وتتابع قائلة: التحقت بالجامعة لتحقيق حلمي رغم إعاقتي، لكني لا أستطيع مواصلة مشواري، حيث أن والدتي تعجز عن تأمين مواصلاتي وأقساطي الجامعية.

وتضيف هديل: لاستكمال مساق التدريب في الجامعة، لا أستطيع وشقيقتي الذهاب لجمعية التوحد للتدريب هنالك، بسبب المواصلات حيث أن التدريب إجباري.

بدورها، تطالب عدالة عامر، (22 عامًا)، والتي تحافظ على بقاء اسمها لامعا في لائحة الشرف، بمساعدتها وشقيقتها في تأمين مواصلاتهن للجامعة، قائلة: يوجد مواد جامعية صعبة وبحاجة لحضور المحاضرات ومع ذلك لا نستطيع بسبب عدم قدرتنا على تأمين المواصلات.

وتقول:أمي بصعوبة تستطيع تأمين مواصلاتنا فترة الامتحانات الجامعية، وبتمنى من الجميع الوقوف بجانبنا ودعمنا لإكمال مسيرتنا التعليمية.

وتشير عدالة إلى أنها تحب التعلم والتفاعل مع الناس، قائلة: "من حقنا المجتمع يدعمنا، ويتعامل معنا كما الأصحاء،لأنه من حقنا إنا نتعلم ونعيش حياة طبيعية كغيرنا".

من جهته، يؤكد مدير مكتب الشؤون الإجتماعية فرع عتيل شمال مدينة طولكرم، أحمد الزبدة لـوطن، قيام الشؤون الاجتماعية وفي كل عام بتأمين مساعدة مالية طارئة للعائلة مراعاة لوضعها.

ويشير إلى حصول والد العائلة على مخصص مالي بقيمة 1800 شيقل كل ثلاثة شهور مع تأمين صحي، بالإضافة إلى حصوله على مواد تموينية كل شهرين.

ويؤكد الزبدة على أن  الشؤون الاجتماعية تولي العائلة اهتماما خاصا لذلك تقوم بإعفاء أبنائها من الأقساط الجامعية.

رقم جوال العائلة 0597453180

تصميم وتطوير