خاص لـ "وطن": بالفيديو.. الخليل: نقل "البسطات" يهدد قوت الباعة.. والبلدية:الهدف تنظيم المدينة
الخليل – وطن: يجر عربته بأنفاس متقطعة، يبحث عن مكان مناسب يوقفها فيه، ليعلو صوته بين أصوات الباعة المتجولين "ميرمية جبلية، نعنع بلدي يا ناس، هيو الجرجير هيو"، ينادي حمزة الهيموني (53 عامًا) - صاحب بسطة في منطقة باب الزاوية في الخليل - على بضاعته محاولًا جذب الزبائن لشرائها ليعود إلى أسرته بقوت يومه.
لكن ما حدث مع حمزة وغيره من أصحاب البسطات الذين ترتسم على وجوههم قسوة الظروف وفي ملامحهم تعابير الغضب، بعد أن فقدوا البسطات ورزق أطفالهم، فهم يريدون إعالة أبنائهم والعيش بكرامة، هذا هو مطلبهم وكلماتهم التي جاءت تزامناً مع حملة بلدية الخليل لتنظيم المدينة وإزالة التعديات عن الطرق والأرصفة وسط المدينة.
ولا يعترض المواطنون على مخططات تنظيم المدينة وإزالة التعديات، إنما يطالبون البلدية بإيجاد البدائل الملائمة قبل الشروع بإزالة بسطاتهم، وفق الهيموني، الذي قال لـوطن: أريد بديلًا، وهم كبلدية مسؤولون عني، وأنا أدفع مخالفات البسطات التي يوجههوها لي وإذا لم أقم بدفعها يتم حبسي باليوم واليومين.
ويقول صاحب بسطة بضائع متنوعة، نعيم سيد أحمد، (29 عامًا)، إن "اليوم الذي لا نبسّط فيه لا نأكل ولا نشرب فيه، ولا خيارات أمامنا سوى البسطة". مشيرًا إلى ضرورة إيجاد بديل كما هو في كل دول العالم التي لديها سوق مخصص للبسطات.
ويناشد أصحاب البسطات المسؤولين العمل على حل مشكلتهم وإعادة بسطاتهم لصعوبة إيجاد عمل بديل خلال هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المحافظة.
بدوره، يقول المواطن ناجح الهيموني (35 عامًا)، والذي يعمل على بسطة لملابس الأطفال منذ 18 عامًا: نحن منذ 15 عامًا نطالب بحل ولا يوجد حل إلى اليوم. مضيفًا: ليس هناك بديل للعمل أمامنا غير البسطة، ولا يوجد مصانع للعمل فيها، كلها أغلقت، بالمقابل يطالبوننا بالعمل في البلدة القديمة التي تشكل خطرًا علينا، بسبب المواجهات.
ويضيف: عليهم توجيه مؤسساتهم إلى هذه المناطق للعمل فيها، ومن ثم نحن نتوجه إلى هناك. مؤكدا أن: المنطقة التي يريدون نقلهم إليها لا تشهد حراكاً تجاريا،ً والمواطنون لا يرتادونها.
ويؤكد رئيس بلدية الخليل، داوود الزعتري، أن البلدية شرعت بالحملة في خطتها لتنظيم المدينة وتسهيل حركة المشاة والمركبات، مشيرًا إلى أنهم يعملون على إعادة تجهيز ساحة سوق الخضار في منطقة بير الحمص في باب الزاوية لتكون البديل لأصحاب البسطات.
وعن الخطر الذي يتهدد أصحاب البسطات الذين تقرر نقل بسطاتهم إلى منطقه "باب الزاوية"، بسبب المواجهات المستمرة ما بين الشبان وجنود الاحتلال، يقول رئيس الزعتري لــوطن: نقوم بإعاده تأهيل سوق الخضار في منطقة بير الحمص، ونحاول إيجاد ممرات وطرق لهذا السوق من قلب باب الزاوية، لأنه حالياً يوجد مدخل واحد فقطـ وهذا يعتبر مصدر قلق لأصحاب البسطات لأنهم يريدون دخول الزبائن بشكل سلس وآمن.
ويتابع: اقترح علينا أصحاب البسطات أن نقوم بفتح باب من منطقه باب الزاوية والمجلس البلدي، وتم العمل على تنفيذ هذا الطلب وقمنا بشراء أرض ومحل تجاري محيطين بالمنطقه، لفتح مدخل من قلب المدينة، ويقوم الآن القسم الهندسي بالعمل على فتح طريق مؤدية إلى السوق.
ويقول الزعتري معلقًا على شكاوى أصحاب البسطات: "نأمل أن تستمر الحملة الأخيرة لنقل البسطات، وأن نجد تفهمًا من قبل أصحابها، لأن الهدف منها ليس المساس بقوت أبنائهم أو أن البلدية تريد أن تملي على المواطنين قرارات معينة ولكننا نسعى إلى تنظيم المدينة".