خاص لـ "وطن": بالفيديو.. غزة: "سعد" يخترع "البترول الفلسطيني" بتكرار طاقة البنزين الحرارية

14.12.2015 10:58 AM

غزة – وطن – عز الدين أبو عيشة: من بين جنبات غرفة لا تتجاوز مساحتها الأربعة أمتار، تكون الفكرة وليدة اللحظة، كما الإبداع مشغل كل الطاقات، فلا معيق أمام العقول التي تبحث عن التميز؛ سلسلة من الأفكار الدوليّة تبحث عن حلول لتفادي مشكلة انتهاء البترول في المستقبل واكبها عقل فلسطيني عانى من ثلاثة حروب.

فاستطاع إبراهيم سعد، (20 عامًا)، طالب في المستوى الثّاني من دراسته الجامعية، تخصص كيمياء في جامعة الأزهر بغزة، اختراع جهاز أسماه "البترول الفلسطيني"، برسالة تحد للظروف التي يعيشها الفلسطيني.

ويقول سعد، إنّ "مبدأ عمل الجهاز يقوم على تخزين الطّاقة الحرارية النّاتجة عن حرق البنزين، ومن ثم تحويلها إلى طاقة كهربائية عن طريق خلايا السّراميك التي تعتمد على التّبريد الكثيف من خلال مراوح صممت خصيصًا لها".

ويضيف: يزود الجهاز بلتر بنزين، يتفاعل مع عدد من المواد الدّاخلة التي تعمل وفق عمليات عكسية، وتتحول النّواتج متفاعلات وتبقى هذه العملية مستمرة، فإذا تمّ حرق الوقود سيصبح دخان، ويمكن عودة الدّخان كبنزين بعملية دورية.

وتابع سعد: يتم كسر الروابط الكيميائية لإنتاج مركبات جديدة، حيث يتم كسر ملح الكبريت إلى هيدروكسيد الصّوديوم الذي ينتج طاقة حرارية، لتجمع الطّاقة الكلية في قالب الألمنيوم.

ويضيف: تتنقل الطّاقة إلى بطاريات صغيرة تحتمل قدرات تخزين عالية جدًا لتستطيع التّزويد بالكهرباء، وتستخدم ساعة الفحص لقراءة مدى تخزين الكهرباء في البطارية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ القدرة الإنتاجية لهذا الجهاز تبلغ ربع كيلو كهرباء ثابتة تستطيع تشغيل لاب توب قرابة 6 ساعات متواصلة.
ويلفت سعد إلى أنّ تكلفة جهاز البترول الفلسطيني تُقدر بحوالي 10 آلاف دولار أمريكي، ويحتاج إلى تطوير بملغ كبير، متمنيًا من أحد الشركات دعمه.

وعن المُدّة التي يحتاجها في التّنفيذ، يشير إلى أنّ التّنفيذ ينقسم إلى جزئين الأول خرائط ومعادلات كيميائية وتجارب إلكترونية عبر مختبرات محوسبة ويحتاج 20 يومًا، والمرحلة الثّانية التّطبيق العملي للمشروع الذي يستغرق قرابة أسبوعين.

وتُعالج اختراعات إبراهيم مشاكل الطّاقة والبيئة التي يعاني منها النّاس في العالم بظل الاكتظاظ البشري الهائل.

ويُقدّر عدد مشاريع سعد قرابة 20 اختراعًا، معظمهم في مجال الطاقة والبيئة، ومن ضمن إنجازاته جهاز "تحليل IR الأشعة تحت الحمراء، ومولد غاز الأوزون، ومفاعل هيدروجيني ينتج غاز من الماء، وسخان باستخدام المجال الكهرومغناطيسي يعتمد على طاقة ١٢ فولت، فيما السّخان العادي يحتاج إلى ٢٥٠٠٠ واط".

وعن الصّعوبات التي تواجهه، يشير إلى أنّ الحالة الاقتصادية تعلب دورًا بارزًا في تجاربه التي يحتاج إلى تكرارها دائما حتى يصل إلى النّتيجة الصّحيحة، وتحتاج مواده المخبرية مبالغًا مالية طائلة، لكن العجز فيه عائقًا كبيرًا أمام أحلامه ومخططاته.

ويتابع: أنا مستمر في اختراعاتي بالرغم من العائق المادي؛ فمن مدخراتي ومصروفي الشّخصي أشتري مستلزماتي ذات الأسعار العالية وغالبًا ما تكون مقطوعة نظرًا لإغلاق المعابر.

ويبين سعد: إذا حصلت على دعم مادي سأطور هذا الجهاز وأعمل العديد من التّعديلات الكثيرة، لإدخاله الخدمة المنزلية ليستفيد منه كل بيت في القطاع بأقل تكلفة مادية للتغلب على أزمة الكهرباء.

وحول استلهامه الاختراعات، يوضح أنّه لا يتقيد بأفكار محدّدة، بل مصدر مشاريعه المشاكل التي يعاني منها المواطنون، فيبحث عن حلول عملية قابلة للتطبيق والاستخدام التّجاري.

وعن خططه المستقبلية يقول سعد: توجد سلسلة من المشاريع منها ثلاجة تعمل بدون تيار كهربائي، ونظام متنقل سريع الفعالية للتبريد المركزي، واستخدام تدفق الماء في البيت لتوليد كمية عالية من الكهرباء، وجهاز لامتصاص دخنة السّيارة، وإنتاج الكهرباء من صنبور المياه.

ويطمح دخول موسوعة غينيس كأصغر كيميائي عربي، وأنّ يشارك في مؤتمرات عملية دولية لتمثيل فلسطين.

وكان خبراء النفط توقعوا بأن يكون نهاية النفط في عام 2030، حيث يستهلك العالم يوميًا قرابة 80 مليون برميل من البترول غير المكرر، بحسب إحصائية نشرتها "الموسوعة الحرة ويكيبيديا".

يذكر أنّ حاجة قطاع غزة يوميًا من المحروقات بلغت 5 ملايين لتر بنزين، و20 مليون لتر من السولار، بالإضافة إلى 12 ألف طن غاز منزلي، و20 مليون لتر سولار صناعي لمحطة الكهرباء.

تصميم وتطوير