لا أحد يلتفت لمعاناتهم..

أطفال التوحد بلا تعليم ولا تأمين وأهاليهم يناشدون عبر وطن!

28.02.2019 02:45 PM

وطن- وفاء عاروري: هو جزء من هذا العالم، ولكنه في ذات الوقت يعيش وحيدا في عالمه، هكذا هو الطفل أحمد القاضي، "10 سنوات"، المصاب بالتوحد.

وفي وقت لا يجد فيه الكثير من أطفال التوحد من يفهم حالتهم، فقد فهمت والدة أحمد، ختام القاضي حالته، لدرجة انها لجأت حتى للموسيقى من أجل محاولة إدماجه في المجتمع، حيث تضعه والدته في مركز للتأهيل والعلاج في مدينة رام الله، من أجل تحقيق ذلك.

القاضي التي شكلت مجموعة لإسناد أطفال التوحد، قالت خلال لقائها مع وطن، إن هذه الفئة مهمشة بشكل كبير في متجمعنا، ولا يعرف عنها الناس كثيرا، لا يعرف عنها إلا أهالي الاطفال نفسهم، رغم أنها ليست شريحة قليلة وكل يوم تزداد في المجتمع.

وأكدت القاضي ان أحد أهم المشاكل التي تواجه هؤلاء الاطفال هي محاولة إنكار المجتمع لها، حيث يحاول كثيرون إخفاء وجود التوحد لدى الكثير من الأطفال، إلى جانب اهمال المؤسسات الرسمية لها، وقلة خبرة المؤسسات الخاصة.

وأشارت القاضي أن التوحد هو اضطراب "سلوكي عصبي"، يفقد الطفل فيه التواصل بينه وبين المجتمع المحيط إما لفظيا أوغير لفظيا.

وقابلت وطن والد طفل التوحد فادي شتيه، الذي يحاول هو الاخر بمساعدة عائلته الاندماج في مجتمعه، ولكن المجتمع نفسه لا يحاول استيعابه بالمطلق.

خالد شتية، والد فادي، أكد لـ وطن إنه اتضح أنه لدى فادي "طيف التوحد" بعد مراجعة أكثر من طبيب، وقال: أطفال"طيف التوحد"  يعيشون حياة غير طبيعية،ويكون لديهم إفراط في الحركة، ويكون غير مرتاح في البيئة المحيطة فيه.

خمسة الاف طفل مصاب التوحد في فلسطين، يعانون من مشاكل متعددة، لجأوا لـ وطن من أجل ايصال رسالتهم إلى المسؤولين وصناع القرار، فلا المجتمع يرحب بأطفال التوحد ولا حتى المدارس والمراكز الصحية، ليفقد المتوحدون أبسط حقوقهم في التعليم والصحة.

وطالبت ختام القاضي والدة أحمد، عبر وطن، الحكومة بالنظر إلى هؤلاء الأطفال بشكل جدي وأن يكون لديهم فرصة في التعليم وفرصة في الحصول على تأمين صحي، لضمان استمرار حياتهم بشكل طبيعي وتوفير فرص ادماج لهم في المجتمع.

من جهته أكد عدنان مليح، أخصائي علاج وظيفي، لـ وطن، أن وضع أطفال التوحد في مراكز علاج طبيعي يمنحهم فرصة أكبر للتحسن والعيش حياة طبيعية، وأضاف: كلما كان العلاج بعمر أصغر كل ما كانت فرصته للتحسن أكبر.

وبالإضافة الى ما سبق فإن عائلات هؤلاء الأطفال تتكبد مصاريف عالية جدا من أجل وضع أطفالهم في مراكز علاج وظيفي، في ظل رفض المدارس الحكومية والخاصة لهم، ولكن يبقى السؤال أين الجهات الرسمية ودورها تجاه هؤلاء الاطفال ومنحهم الحق في العيش حياة كريمة؟

تصميم وتطوير