الانتخابات حق معطل ينتظر التنفيذ الآن، وغيابها مأساة على القضية الفلسطينية
دويك: الانتخابات ليست ترفا وإنما مسألة دستورية وحقوقية وقانونية، والاستمرار بتعطيلها سيؤدي إلى نتائج كارثية
البرغوثي: غياب الانتخابات مأساة كبيرة يجب ان تعالج بأسرع وقت، ولكي ننجح في التصدي لصفقة القرن واستعادة ثقة الشعب واشراكه في مقاومة الاحتلال، يجب اجراؤها
وطن: أكد مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان د.عمار دويك أن الانتخابات حق دستوري للمواطنين في المشاركة السياسية واختيار ممثليهم، لان الشعب مصدر السلطات حسب القانون الاساسي وقانون الانتخابات، والمبدأ الاساسي ان تكون الانتخابات دورية وليست لمرة واحدة.
واعتبر دويك خلال برنامج "عدل" الذي يقدمه المحامي أنس الكسواني، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، بالشراكة مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، أن الانتخابات ليست ترفا وإنما مسألة دستورية وحقوقية وقانونية.
وقال إن هذا الحق معطل ، والانتخابات التشريعي والرئاسية استحقت منذ 10 سنوات، وعطلت لاسباب سياسية، وليست مبررة، واصبح لدينا استحقاق بعد قرار المحكمة الدستورية عام 2018 بحل المجلس التشريعي والزام الرئيس بتحديد موعد الانتخابات، ولكن مر عامين على هذا القرار ولم تجرى الانتخابات.
ديوك أضاف: نرى أن الانتخابات هي حق لكنه معطل الان بشكل غير دستوري، ما يمس حقوق المواطنين بالمشاركة السياسية واقصاء فئة الشباب عن المشاركة السياسية، كما يضعف شرعية التمثيل الفلسطيني خارجيا، ويضعف شرعية المؤسسات داخليا ويعطل اهم مؤسسة ديمقراطية وهي المجلس التشريعي، حيث تصدر التشريعات بقرارات بقوانين بعيدا عن البرلمان، وعملية اصدار القرارات بقوانين تغيب عنها الشفافية في اغلب الحالات ولا يوجد مؤسسة تراقب على عمل السلطة التنفيذية، بالتالي تعمل بعيدا عن الرقابة البرلمانية، وهذا ترك اثارا سلبية على حالة حقوق الانسان والنزاهة والشفافية في العمل الحكومي ومستوى الخدمات التي تقدم للمواطنين وعلى القضايا المجتمعية.
وتابع: الخوف الاكبر هو في حال شغور منصب الرئيس ، ما هي الخطوات التي ستحصل؟ لا أحد يعلم فقد يحدث اقتتال أو فراغ في السلطة، وهو ما لا تحمد عقبا علينا داخليا ويمس مشروعنا الوطني وصمودنا.
وقال دويك إن كثيرا من الأزمات نحدث في مجتمعنا في الوضع الحالي، لذلك لو كان لدينا برلمان منتخب لكانت الامور اوضح وعملية صناعة التشريعات اكثر شفافية والقوانين تأخذ شرعية اكبر لانها تمثل ارادة الشعب، واصلاح القضاء لكان لم يثر جدلا كما يجري الآن.
دويك: الاستمرار بتعطيل الانتخابات سيؤدي إلى نتائج كارثية
وأكد دويك أن الخطورة على مستقبلنا، خاصة أن لدينا نظام سياسي منقسم في الضفة وغزة، ما أثر على الحقوق وظلم كثيرين في حياتهم ودفّعهم ثمنا كبيرا، واذا لم تجرى الانتخابات سوف يتجذر الانقسام وقد نرى دولا تعترف بكيانين سياسيين، فالقضية وطنية وقانونية وسياسية ودستورية، والتاريخ لن يسامح اي شخص يعطل حقنا في المشاركة السياسية ، وفي حال حصل فراغ في السلطة وحصل الاقتتال لا سمح الله، سيتحمل مسؤولية هذا الدم هو من يعطل اجراء الانتخابات.
وأضاف: لا شكل ان هناك نخب وشخصيات مستفيدة من الوضع القائم وتسعى لاستدامته ، وتضع العراقيل وتسوق المبررات لاستدامة الوضع القائم، لكن الاستدامة مستحيلة، وفي حال الاستمرار بتعطيل الانتخابات ستكون النتائج كارثية.
وبيّن دويك أنه دائما يتم استجلاب الذرائع للهروب من اجراء الانتخابات، لكن كل هذه الذرائع لها حلول وطنية وعملية وقانونية ولوجستية .
وحول سؤال: هل ترى ان اجراء الانتخابات قبل توحيد منظومة العدالة ممكن؟
أجاب دويك: نعم ممكن فالقضايا الانتخابية تنظر فيها محكمة خاصة وهي محكمة الانتخابات، وحتى مبادرة الرئيس لإجراء الانتخابات فيها اشارة الى ان المحكمة تكون مشكلة من قضاة موثوقين ولدينا قضاة موثوقين ويلقون قبولا من الجميع، فبتالي القضاء ليس مشكلة.
دويك: التقارب الحاصل الآن بين فتح وحماس فرصة لإجراء الانتخابات
وأضاف: مبادرة الرئيس لاجراء الانتخابات التي نقلها د.حنا ناصر الى غزة والجميع وافق عليها تعالج كل القضايا. وتابع: اعتقد ان هناك فرصة كبيرة جدا الان في ظل حالة التقارب واجتماع امناء الفصائل الذي يجرى لأول مرة منذ سنوات طويلة وايضا زيارة الوفد الحكومي لغزة، ومؤتمر الصحفي الذي عقده اللواء جبريل رجوب وصالح العاروري تفتح فرصة جدية لاجراء الانتخابات، بالتالي يجب على الجميع ان يطالب ويضغط باتجاه اجراء الانتخابات.
واعتبر دويك أن الشباب تم اقصائهم عن الانتخابات والمؤسسات بشكل كامل، بسبب عدم إجراء الانتخابات منذ سنوات طويلة. وقال: بالنظر الى اجتماعات اللجنة التنفيذية والمركزية والمجلس المركزي والاطر القيادية والامناء العامين نجد تغلب فئة الذكور الذين تغلب اعمارهم فوق ال70 عاما .
وأضاف: الشباب لديهم تعطش كبير للمشاركة ولديهم قدرات مهمشة وبالتالي الانتخابات فرصة لمشاركتهم وطرح قضاياهم .
وفيما يتعلق بمشاركة المرأة، بيّن دويك أن القانون وضع كوتة للمرأة لضمان وجود تمثيل لها بنسبة 12-15%، ونأمل ان تتضاعف هذه النسبة لتصل الى 30% على الاقل.
البرغوثي: نظامنا السياسي يعاني من أزمة عميقة وغياب الانتخابات مأساة كبيرة يجب ان تعالج بأسرع وقت
من جانبه، قال أمين عام حركة المبادرة الوطنية د.مصطفى البرغوثي إنه قد تكون بعض الفصائل مرتاحة بدون انتخابات، خاصة التي لم تحصل على اصوات في الانتخابات الماضية، فهم ربما يشعرون بالقلق.
وأضاف: في الكلمة التي القيتها في اجتماع امناء الفصائل الخميس الماضي، اكدت على ضرورة اجراء الانتخابات الديمقراطية العامة وتلبية مطالب الشعب الفلسطيني في كل مكان للمجلس الوطني الفلسطيني.
وأكد البرغوثي أن النظام السياسي الفلسطيني يعاني من ازمة عميقة تجعله عرضة لتدخلات خارجية وضغوط تريد كسر ارادتنا الوطنية في وجه صفقة القرن. فلو اجريت الانتخابات كان وضع الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير افضل مما نحن عليه اليوم، إذ لا يوجد فصل بين السلطات فكلها بيد السلطة التنفيذية، وما جرى اليوم في رام الله من منع اعتصام القضاة يدل على ان السلطة القضائية بيد السلطة التنفيذية.
وقال: من غير الطبيعي أن يكون المجلس التشريعي قد أصدر في كل فترات عمله مئة قانون، في مقابل إصدار أكثر من 150 قرار بقانون بعد تعطل المجلس التشريعي، ومن غير الطبيعي عدم وجود مجلس تشريعي يراقب اداء السلطة التنفيذية والحكومة، واليوم أكثر من 50% من الشعب الفلسطيني لم تتح لهم الفرصة في التصويت بالانتخابات.
وأضاف: غياب الانتخابات مأساة كبيرة يجب ان تعالج باسرع وقت ممكن، واجتماع امناء الفصائل يجب ان يوفر الارضية لانهاء الانقسام حتى تجرى الانتخابات في القدس والضفة وغزة، ويجب اعطاء حق الشعب في الاختيار بانتخابات ديمقراطية نزيهة وبدون ذلك لا يمكن استعادة ثقة المواطنين.
واعتبر البرغوثي أن هناك خلافات الآن على مواضيع قانون حماية الاسرة، ولو كان المجلس التشريعي قائما لقام بدوره في الاستماع لمختلف الجهات ويمكن القيام بالضغط من خلاله، لكن اليوم لا توجد آلية في التعبير عن رأي الشعب من خلال مؤسسة ديمقراطية منتخبة.
وتابع: يجب اجراء الانتخابات حتى لو عطلتها اسرائيل في القدس، لان معارضة اسرائيل لاجراء الانتخابات في القدس هي فرصة ذهبية لنا كي نتخلص من القيود البائسة التي فرضت على الانتخابات السابقة في القدس مثل مراكز البريد وكأن المقدسيين يصوتون في بلد أخر وليس في فلسطين، كما منعت اسرائيل الدعاية الانتخابية في القدس وانا شخصية تعرضت للاعتقال 5 مرات حين حاولت التحدث مع الناخبين في القدس في عام 2005، وفي عام 2006.
وقال: قبل عام كان خلاف بين الفصائل حول اجراء الانتخابات، وتوسطنا مع الدكتور حنا ناصر وتوصلنا الى وثيقة من 11 نقطة وقبلتها جميع القوى وحلت موضوع الانتخابات بالتمثيل النسبي الكامل ووافقت عليها حماس وحلت مشكلة إجراء الانتخابات الرئاسية بعد التشريعية، أما قضية الانتخابات في القدس كان لا يجب ان تمنع الانتخابات لكنها استخدمت كذريعة لعدم اجرائها، ورفض الاحتلال اجراء الانتخابات في القدس يمكن استخدامه في شن المقاومة الشعبية في وجه الاحتلال حتى يرى العالم أن الفلسطينيين يحاولون التصويت بينما يمنعهم الاحتلال.
البرغوثي: تعزيز القيادة الفلسطينية من خلال الانتخابات شرط من شروط نجاح نظامنا الوطني
وأوضح أن "التقارب الحاصل يساعد على اجراء الانتخابات وليس العكس، لكن بصارحة أن الاخوة في فتح وحماس سياعنون من فقدان الثقة من قبل المواطنين اذا لم تجرى الانتخابات، وخاصة أن الشعب يعاني من ازمة الثقة في القيادات السياسية، ومكانة حركة فتح التي نحترمها ومكانة حركة حماس التي نحترمها ايضا تتعزز باجراء الانتخابات لان في نهاية المطاف قد يقول أي شاب للمسؤول انني لم انتخبك ، خاصة اليوم ان الديمقراطية الفلسطينية اصبحت اهم السبل لمواجهة المؤامرات والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في خلق قيادات بديلة غير وطنية تقدم تنازلات لاسرائيل، لذلك تعزيز القيادة الفلسطينية من خلال الانتخابات شرط من شروط نجاح نظامنا الوطني".
وقال إن الموقع القيادي الفلسطيني لا يكتسب الا بشرعيتين أولهما الشرعية الوطني بالاخلاص للقضية الوطنية وثانيهما الشرعية الديمقراطية بالانتخاب الديمقراطية من قبل الشعب.
البرغوثي أشار إلى أن "حرية الرأي السياسي اصبحت تعاني كثيرا جراء حالة الاستقطاب ، واحيانا نبدي رأينا حول قضية معينة يفسر قولنا انه انحياز لهذا الجانب او لذلك الجانب على الرغم انه لا يوجد انحياز".
وأكد أن العبرة في التطبيق العملي لاجتماع امناء العامين للفصائل، نتج عنه لجنتين مهمتين يجب ان تبدأن علمهما احداهما لجنة لوضع خطة لانهاء الانقسام تنتهي الخطة خلال 5 اسابيع وعندها يبدأ التطبيق ويجب ان نرى حكومة وحدة وعندها يمكن ان يفتح الباب امام اجراء الانتخابات.
كما أكد على ضرورة تصعيد المقاومة الشعبية الآن في وجه صفقة القرن والتطبيع ومحاولات الغاء القضية الفلسطينية في الرأي العام العالمي.
واختتم البرغوثي حديثه بالقول: لكي ننجح في التصدي لصفقة القرن واستعادة ثقة الشعب واشراكه في مقاومة مخططات الاحتلال، يجب اجراء انتخابات ديمقراطية.