"إعدام" البطيخ الفلسطيني في مهده

11.06.2014 11:47 AM

 وطن - خاص - علي دراغمة: توقع المزارع ناصر عبد الرازق أن تبلغ خسائره من زراعة البطيخ في سهل البقيعة لهذا العام قرابة مليون ونصف المليون شيقل، نتيجة إدخال كميات كبيرة من البطيخ الإسرائيلي إلى السوق الفلسطيني، الثلاثاء، وبأسعار رخيصة.

وقال عبد الرازق لــ وطن: شجعتني وزارة الزراعة على زراعة البطيخ، وأكدت على لسان وزير الزراعة السابق وليد عساف أنه سوف يوفر لنا الحماية من منافسة البطيخ الإسرائيلي، لكن وفي نفس اليوم الذي كان مقررا قطف البطيخ من مزارعنا أدخلت كميات كبيرة من البطيخ الإسرائيلي نخب أول وبأسعار زهيدة، ما يعرضنا إلى خسائر كبيرة.

وأوضح أنه قام بزراعة 400 دونم بطيخ هذا الموسم بناء على وعود رسمية بحماية المنتج الفلسطيني، لكن هذا لم يحصل، وفق قوله، مردفًا: بعض التجار أدخلوا البطيخ الإسرائيلي المنافس لنا أمس، وأقاموا احتفالًا عند وصوله إلى أسواق خضار بيتا ونابلس.

وأكد عبد الرازق أن البطيخ الفلسطيني "أعدم في مهده ولن يتمكن المزارع الفلسطيني من زراعته بعد الآن".

من جانبه، قال المهندس في وزارة الزراعة غازي الكعكاني، لــ وطن إن "كميات البطيخ التي دخلت أسواق الضفة الغربية جاءت بحماية من الجيش الإسرائيلي".

وتابع: قام مراقبو وزارة الزراعة بملاحقة شاحنة إسرائيلية  قاطرة ومقطورة محملة بالبطيخ الإسرائيلي، أمس في قرية قصرة جنوب شرق نابلس، أثناء دخولها الأسواق المحلية، لكن سائقها حاول دهس المراقبين، وتصرف بعنف. وعند مشاركة السكان المحليين في إيقاف الشاحنة، استدعى السائق عناصر من الجيش الإسرائيلي، الذين أطلقوا النار في الهواء، فأجبر المراقبون على السماح للشاحنة بالدخول.

وعلمت وطن من مصادر خاصة، أن سلطة الاحتلال "أجبرت الجهات الرسمية الفلسطينية على السماح للبطيخ الإسرائيلي بالدخول إلى الأسواق الفلسطينية من خلال تهديدها بوقف السماح لكل البضائع القادمة من خلال إسرائيل من الدخول للمناطق الفلسطينية، وعدم السماح بإدخال البضائع الفلسطينية إلى أراضي48".

وقالت المصادر إن وزارة الزراعة الفلسطينية "سمحت للتجار بشراء 33% من البطيخ الفلسطيني في حين سمحت بإدخال 67% من البطيخ الإسرائيلي، ما يمكّن التجار من التحكم في الأسعار".

بدوره، أكد وكيل وزارة الزراعة عبد الله لحلوح لـ وطن، أن الوزارة "حريصة على المزارع الفلسطيني، وهي من وزعت أشتال البطيخ المعالج على المزارعين".

وقال إن ما حصل في قرية قصرة أثناء عملية إدخال البطيخ الإسرائيلي "خارج عن المألوف".

وأضاف لحلوح أن وزارة الزراعة الفلسطينية "أول جهة فلسطينية تقوم بمنع إدخال البضائع الإسرائيلية لحماية المنتج الفلسطيني، وقرار منع دخول البطيخ كان ساريا حتى يوم الأحد الماضي".

واشار إلى أن وزارة الزراعة الفلسطينة "تمكنت من منع منتجات إسرائيلية، منها العنب والبصل والبطاطا والبندورة".

وتابع لحلوح: سلطة الاحتلال أوقفت دخول شحنة من الخيار الربيعي إلى أراضي48  على حاجز الجلمة شمال جنين، حتى السماح بدخول شاحنة البطيخ الإسرائيلي.

وقال إن لدى وزارة الزراعة "شروط بعدم السماح للمنتج الإسرائيلي بالدخول إلا إذا قام التاجر بشراء كمية من البطيخ الفلسطيني، على ألا يزيد استيراده من المنتج الإسرائيلي عن ثلثي الكمية الفلسطينية"، مردفًا أن "عمليات تنظيم الأسواق تأتي من خلال لجان ودوائر فنية ذات علاقة".

 

 

 

تصميم وتطوير