أحمد أبو حسين يروي لوطن وجعه في البحث عن أشلاء والديه
وطن- أحمد مغاري: لم يكن أحمد فهمي أبو حسين يدرك أن مغادرته لمنزله في حي الزيتون بقطاع غزة ستكون المرة الأخيرة التي يرى فيها والديه. أجبرته آلة الحرب الإسرائيلية على الفرار، بينما بقي والده ووالدته في المنزل، معتقدًا أن كبر سنهما سيحميهما من بطش الجيش. لكن الواقع كان أقسى مما تخيل.
يقول أحمد لوطن: "كنا نتواصل معهم على مدار أربعة أيام، لكن في اليوم الخامس شعرت أن شيئًا غريبًا يحدث. نبرة صوت والدتي كانت مخيفة، وأصبحت توصيني بأشقائي وشقيقاتي، وكأنها كانت تودعنا. لم نكن نعرف أن الموت كان يقترب منهم في تلك اللحظة".
وفي العاشرة مساءً، حاول أحمد التواصل مع والده مرة أخرى، لكنه فوجئ برد فعل مختلف. قال له بصوت مضطرب إن الجيش اقتحم المنزل، وقبل أن يغلق الهاتف بسرعة، كان آخر ما سمعه صوت الضابط الإسرائيلي يأمره بإنهاء المكالمة.
بعد أيام من الاجتياح، فقد أحمد الاتصال بوالديه تمامًا. بحث عن والده في المستشفيات، وعندما وصل إلى ثلاجات الموتى، كانت الصدمة أكبر مما تصور. لم يتمكن من التعرف على جسد والده الذي تحول إلى أشلاء، إلا من خلال وشم كان على يده.
لكن المأساة لم تنتهِ عند هذا الحد. استمر أحمد في البحث عن والدته لأيام، حتى وصلته معلومات مفجعة. اكتشف أنها كانت من بين شخصين استخدمهما الجيش الإسرائيلي كدروع بشرية أثناء عملياته في حي الزيتون. وعندما وجدها أخيرًا، لم يجد سوى بقايا جسد ممزق بفعل القذائف والرصاص.
يضيف أحمد بصوت مختنق: "كان مشهدًا لا يحتمل، لم أستطع تصديق ما رأيته. الاحتلال لم يكتفِ بقتل والدي بوحشية، بل استخدم والدتي كدرع بشري قبل أن ينهوا حياتها بطريقة بشعة".
تبقى قصة أحمد وعائلته واحدة من آلاف القصص التي تشهد على معاناة الفلسطينيين في غزة.