إيمان.. كفيفة تكسر العقبات وتبدع في عملها

08.02.2020 04:36 PM

سلفيت- وطن- عماد شاهين: لطالما يسعى المَرءُ جاهداً في الوصول إلى حُلمه في الحياة، وخلال رحلة الوصول غالباً ما يكون هناك تحدياتٍ أو عقباتٍ قد تحول دون أن يحقق الإنسان ما يريد، لكن إذا كان الشخص يتحلى بروح الإرادة والصبر، ويؤمن بذاته وبما يملكه من قدرات، في نهاية المطاف يقطف نِتاج ما جاهد من أجله ويحصل على مبتغاه.

إيمان المصري من ذوي الإعاقة " كفيفة " من مدينة سلفيت، حصلت على شاهدة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية، وموظفة في وزارة العمل بمسمى وظيفي " رئيسة قسم علاقات العمل "، شابة مندمجة ومتعايشة بشكل شبه طبيعي مع من حولها، وموظفة متميزة بعملها وأدائها الوظيفي بشهادة زملائها.

لم تكن رحلة الوصول لما تريده بالهينة، انتقلت للدراسة في مدارس المكفوفين في القدس ورام الله وتحملت عناء الطريق والابتعاد عن الأسرة والاعتياد على أجواء مختلفة لأن هذه المدارس تتبع نظام التدريس الداخلي.

وبعد الانتهاء من المرحلة الثانوية، التحقت بجامعة الخليل فكانت من إحدى الصعوبات التي واجهتها في المرحلة الجامعية أنه لم يكن هناك منهاج جامعي مطبوع بنظام " بريل " الذي يستخدمه المكفوفون فكانت تتبع أسلوب الدراسة السمعية من خلال أشرطة التسجيل.

وبسبب البطالة المرتفعة وظروف التوظيف الصعبة وخصوصا للأشخاص من ذوي الإعاقة، حيث لم تكن لديها أي فرصة توظيف، استغرقت مدة طويلة من الزمن للحصول على وظيفة، من عام1996_2004، خلال هذه السنوات عملت متطوعة في " اتحاد المعاقين " وكانت أحد أعضاء الهيئة الإدارية في الاتحاد، ومدرسة محو الأمية للمكفوفين في اللغة الإنجليزية في مركز السلام في (شعفاط_ القدس).

بعد ثلاث سنوات من التدريس تركت إيمان الاتحاد، حيث لم تكن تشعر بالانتماء الكبير لها، لتعود من جديد إلى دوامة البحث عن وظيفة، إلى أن حصلت على وظيفة في " مديرية العمل " بمسمى وظيفي "رئيسة قسم علاقات العمل “.

تقول المصري لـ وطن: "إن نسبة الموظفين من ذوي الإعاقة في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية قليلة ويجب أن ترتفع، وتؤكد على ضرورة وجود رقابة للتحقق من ذلك، مضيفة: " أن التقنيات والمعدات التي تلائم احتياجاتهم لتسهيل عملهم غير متوفرة لارتفاع أسعارها ".

وطالبت المصري الحكومة الفلسطينية بإعطاء اهتمام أكثر لذوي الإعاقة سواء، بالتعليم أو التوظيف، وملائمة الاماكن لهم والمساعدة في شراء المعدات حتى يكونوا أكثر استقلالية في عملهم، وأقل اعتمادا على الآخرين.

 

تصميم وتطوير