يعيش في المقبرة منذ ولادته.. الشاب جرادة مدير مقبرة الانجليز يرث مهنة أجداده

28.01.2020 04:00 PM

غزة- وطن- أحمد الشنباري:

على جانب شارع صلاح الدين الرئيس تقع مقبرة الانجليز الشهيرة في قطاع غزة، فبين القبور المنتظمة ذات الشواهد المنقوشة بأسماء الضحايا، يعيش الشاب إبراهيم جرادة (29 عاماً) داخل المقبرة، فقد ولد وترعرع بين القبور، رغم أن لم يعاني يوما من الفقر او الحرمان ليلجأ الى حياة القبور، وإنما هو عمل ورثه عن والده الذي ورثه أيضاً عن اجداده منذ عام 1923.

وما ان تدخل المقبرة ترى إبراهيم يسير بين القبور، متفقداً شواهدها بعد ان قضى وقته في العمل المكتبي كمدير للمقبرة، حيث شرح عمل العائلة الممتد لسنوات طويلة في المقبرة قائلاً " اعمل في هذه المقبرة منذ ثلاث سنوات، بينما عائلتي قضت 100 عام داخل مقبرة الانجليز في بئر السبع ومن ثم انتقلت للعمل في غزة بعد عام 1948".

ويضيف: "يعتمد عمل العائلة على الجانب الجمالي من قص العشب وزراعة الورد (البستنة) وفق المعايير التي تفرضها المؤسسة الراعية".

ويعتبر إبراهيم الشاب الوحيد الذي يعيش بين القبور، العمل فيها جزء من حياته لاسيما بانه نشأ وترعرع منذ طفولته على صور الشواهد والقبور.

ويوضح جرادة ان ثقة المؤسسة الراعية بالعائلة في العمل منذ 1923 في بئر السبع بالإضافة الى تحديهم الظروف كقطع الكهرباء والعمل في ظروف امنية خطيرة الى جانب نقص الإمكانيات أحيانا، والحفاظ على مقدرات المقبرة ساعدهم في الاستمرار على رعايتها الى اليوم.

ويشير إبراهيم ان زيارة ذوي الضحايا من الصعوبات التي تواجههم لكنهم اعتمدوا طريقة البريد في إيصال أكاليل الورد بأسمائهم لتوضع على القبور، ومن ثم يتم ارسال الصور لهم.

وتعتبر مقبرة الإنجليز في غزة أو مقبرة "world Gaza cemetery" شاهدة على الأحداث التاريخية التي مرت في فلسطين خاصة أوائل القرن العشرين وأوائل الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، وتضم المقبرة قرابة 3000 جثة لجنود الحلفاء برتب عسكرية مختلفة.

تصميم وتطوير