الوحيد على مستوى فلسطين .. الفنان "أبو طاقية" يبدع في فن المصغرات

غزة - وطن-صباح حمادة: في زاوية خاص داخل منزله لا تتجاوز المترين، يجلس الفنان الفلسطيني "مجدي" معظم وقته بين مجسماته الصغيرة التي تروي حكايات مختلفة مرت بالشعب الفلسطيني، وأخرى لا تزال بين يديه يجهزها بكل دقة وتركيز.

مجدي أبو طاقية (39 عاماً) فنان تشكيلي، من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بدأ مشواره بفن الرسم بأنواعه المختلفة منذ أكثر من عشرون عاماً، وصولاً لإتقانه فن الديوراما "المصغرات" منذ عام 2018 ويعتبر هو الوحيد على مستوى فلسطين الذي يتقن هذا الفن.

يروي الفنان التشكيلي أبو طاقية لـ وطن بداياته مع فن المصغرات "راودتني الفكرة منذ إصابة شقيقي برصاص متفجّر في القدم خلال مشاركته في مسيرات العودة الكبرى، حيث أخرج الأطباء تلك الرصاصة من جسده بحجمها الكامل دون أن تتفجر"، موضحاً أنه بتلك الرصاصة صنع أولى مجسماته حينما نحت تمثالاً صغيرًا بهيكل الرصاص.

نجاح أبو طاقية بتحويل الرصاصة إلى مجسم صغير، كان بمثابة نقطة انطلاقه للتوسع في "فن المصغرات" باستخدام المخلفات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

ويؤكد أن تعلم فن المصغرات ليس بالأمر السهل، فهو بحاجة لموهبة ربانية، مشيراً إلى أن من يتقن هذا الفن يدخل في تحد مع نفسه، مع كل مجسم صغير ينجزه يصبح لديه دافع بأن يصنع مجسم آخر أصغر حجما من سابقه.

ويبين الفنان التشكيلي أبو طاقية لــ وطن أن الظروف الخاصة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، تمنحه أفكار المجسمات المصغرة التي يصنعها، مشيراً أن المجسم هو عبارة عن الحادثة بشكل عام وتحتوي على المصغرات التي يقوم بصنعها لتكمل المجسم.

ومن أبرز المجسمات التي جسدها من خلال فن المصغرات، يقول "صنعت مجسما لمحمد الدرة ووالده كونه من الأحداث البارزة في قضيتنا الفلسطينية، وحادثة استشهاد المسعفة رزان النجار والمصور الصحفي ياسر مرتجي، وحادثة اجتياح حي الشجاعية خلال عدوان 2014 وغيرها من الأحداث".

ويلفت أنه شارك في العديد من المعارض داخل قطاع غزة، وكانت ردود أفعال الجمهور حافزاً قوياً له في الاستمرار بعمله، موضحاً أنه أصبح ينجز المجسم الصغير في حدود ساعة لـ ساعتين، على عكس بدايته في فن المصغرات والتي كانت تنجز خلال أيام.

ويحث الفنان التشكيلي مجدي أبو طاقية طلبة وطالبات كلية الفنون على تعلم فن المصغرات والإبداع فيه، مناشداً وزارة الثقافة باحتضان موهبته بإتقان فن المصغرات كونه الوحيد على مستوى فلسطين لينقل موهبته لآخرين.