مبعوث ترمب: الفلسطينيون يستحقون من هو أفضل بكثير من صائب عريقات

11.06.2018 03:50 PM

ترجمة خاصة- وطن: نشر جيسون غرينبلات، مبعوث ترمب الخاص الى الشق الأوسط، مقالة في صحيفة "هارتس" الإسرائيلية، هاجم فيها أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات، واصفا إياه بانه "كثير الكلام والخطابة دون نتائج او منافع" لشعبه وقضيته. فيما يلي ترجمة المقالة:

أكتب هذ المقالة ردا على "الهبّة" التي أطلقها الدكتور صائب عريقات في مقالته المعنونة "شركاء في الاحتلال: ترمب يحرض ضد الفلسطينيين وإسرائيل هي الرصاص" ، والتي نشرها بتاريخ 17 أيار 2018، على صفحات "هارتس" أيضا، موجها عبرها نقدا لاذعا لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وأضاف، "بينما أتفهم غضب الدكتور عريقات من قرار الرئيس ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الا انني اعتقد ان من الاجدى والأكثر فائدة لعريقات، كقائد فلسطيني، ان يصرف وقته لمناقشة القضايا التي تتطلب الاهتمام المباشر من القادة الفلسطينيين، واولها ان يسهموا في خلق بيئة مواتية للسلام".

وأضاف، "لسوء الحظ، ساق الدكتور عريقات في مقالته الكثير من الكلام غير المفيد، والمنافي للدقة، والكثير من الادعاءات الكاذبة، وفق الكاتب. وهو ما يستدعي منا جميعا أن نرفض هذا الكلام إذا كنا نأمل في تحقيق السلام. ولفترة طويلة، تجاهلت الولايات المتحدة مثل هذه الادعاءات ولم تتوقف عندها. غير ان تجاهل الكلمات البغيضة، والادعاءات الكاذبة، لم يجلب السلام، ولن يحقق السلام أبدا، ولهذا وجدت ان من الأنسب كتابة مقالتي، وفق قوله".

وأضاف، من ذات المنطلق، من الجيد أن نكون واضحين بشأن خطة السلام الخاصة بنا: فنحن نرى انه من خلال نقل السفارة الأمريكية إلى "عاصمة إسرائيل" في القدس، فقد قمنا بتوفير أساس واقعي للمفاوضات المباشرة. وبالتالي، لم تكن هذه الخطوة، جزءاً من محاولة أمريكية لفرض اتفاق مكتوب من إسرائيل على الفلسطينيين، كما زعم الدكتور عريقات.

واضاف، على العكس من ذلك، فقد بين الرئيس ترمب، في إعلانه الرسمي في 6 ديسمبر 2017 بخصوص القدس، أن "حدود السيادة الإسرائيلية في القدس تخضع لمفاوضات الوضع النهائي بين الطرفين، وان الولايات المتحدة تواصل دعمها للوضع الراهن في  "جبل الهيكل  ، وفق تعبير غرينبلات  - وطن "، المعروف أيضا باسم "الحرم الشريف "،

وأضاف، "يجب على الدكتور عريقات ان يعترف ان الفترة الأخيرة شهدت تصعيدا ملحوظا في الصواريخ التي تطلقها حماس والجماعات المسلحة الاخرى على إسرائيل. وكان هذا تعبيرا عن حجم الخطر الذي يمكن ان تتسبب به حماس والجماعات الأخرى".

ولم تنجح هذه الاعمال من قبل حماس إلا في تفاقم الوضع الإنساني الصعب في غزة. وقد ألحقت الهجمات التي شنتها حماس ضررا كبيرا بمعبر "كرم أبو سالم"، الذي يمثل نقطة العبور التجارية الرئيسية في غزة، وكذلك خطوط النقل والوقود التي تمر عبر هذا المعبر. ومما لا شك فيه ان الأمر الأكثر صعوبة وأحرجا لحماس هو الصواريخ لم تصب أحدا، بل أصابت إحدى محطات توليد الكهرباء القليلة العاملة في غزة، مما نجم عنه اغراق الفلسطينيين، الذين يعانون اصلا من النقص الحاد في الكهرباء، في ظلام دامس.

ولا يجب على القادة الفلسطينيين تعليق فشلهم على العراقيل التي تضعها حماس في طريق عملهم. بل يجب على السلطة الفلسطينية ان تتخذ منها فرصة للقيام بواجباتها، واتخاذ الخيارات الصحيحة لما فيه مصلحة الفلسطينيين.

علما ان المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، قام مرارا وتكرارا بتقديم المساعدة الى الفلسطينيين، وكان آخرها خلال شهر اذار 2018، في اجتماع البيت الأبيض، الذي رفضت السلطة الفلسطينية حضوره.

وأضاف، "عندما يصبح الدكتور عريقات، والسلطة الفلسطينية، جاهزون لرفض عنف حماس، وأكاذيبها، والعمل معنا، من أجل تقديم الإغاثة إلى غزة، فإننا سنؤمن، حينها فقط، أنه يمكن إحراز تقدم حقيقي يضع الأساس لمستقبل أكثر أملا"، وفق مصطلح الكاتب.

وأضاف، "هناك عدد من المشاريع الجيدة التي يمكن تنفيذها، والتي من شأنها أن تسهم بشكل مباشر ي تحسين نوعية الحياة في غزة. كما يمكن ان تشكل الأساس لبناء اقتصاد مستدام للفلسطينيين هناك. ولهذا، لقد حان الوقت للقادة الفلسطينيين للتوقف عن الخطابات، وإعطاء الشعب الفلسطيني شيئا غير الكلمات والخطابات. يجب على القيادة الفلسطينية أن تخلق حياة أفضل، وان لا تترك تلك الأرواح وتضحي بها لصالح مشروع حماس"، وفق الكاتب.

وأضاف، "لقد استمعت خلال الأشهر الماضية، الى الكثير من الآراء الفلسطينية، والتي لا يوافق الكثير منها على أفكار الدكتور عريقات، أو منهجه. ومع ذلك، فإن الشيء المحزن هو أن معظم الناس لن يتمكنوا من الالتقاء والتجمع والحديث والانتقاد بصدق وانفتاح وعلانية، لأنهم يخشون من ان يتحول الحديث بعلانية الى وبال على رؤوسهم.

دكتور عريقات، لقد اعتدنا على سماع صوتك منذ عقود، ولم يحقق أي شيء قريب من التطلعات والآمال الفلسطينية، أو أي شيء قريب من اتفاقية سلام شاملة. ولهذا، فاننا بانتظار وجهات نظر فلسطينية أخرى، قد تساعدنا في الوصول إلى اتفاق سلام شامل، يمكن أن تكون فيه حياة الفلسطينيين والإسرائيليين أفضل مما هي عليه الان.

انه وقت القيادة لحمل المسؤولية الان، وليس وقت الاجتماعات، فقد انتهت الكثير من اجتماعات المسؤولين الحكوميين بتكرار نفس النقاط والاقوال والخطابات. والان يريد الشعب الفلسطيني عملا حقيقياً، ويحتاج إلى حلول صادقة، وواقعية، وحاسمة.

ان الفكرة القائلة بأن إسرائيل ستندثر، وان القدس ليست عاصمتها، ما هو الا سراب، وفق الكاتب. مثلما أن مقولة أن الولايات المتحدة لن تكون المحاور الحاسم لعملية السلام هي أيضا سراب، وفق زعم الكاتب.

ترجمة: ناصر العيسة، عن: "هارتس"

تصميم وتطوير