خاص لـ "وطن": بالفيديو.. المطاعم في غزة.. استثمارٌ محفوف بالمخاطر

10.01.2016 11:13 AM

غزة – وطن – عمر فروانة: بعيدًا عن المعاناة والواقع المرير في غزة، التي عانت من الحروب والحصارمنذ عشرة أعوام، تبدو لك للوهلة الأولى وأنت تسير في بعض شوارعها الجميلة المتواجدة وسط المدينة، أنك في مكان آخر بعيدًا عن المأساة التي يعيشها المواطنون، لوجود عدة مطاعم ومنشآت سياحية،ظهرت خلال الأشهر القليلة الماضية.

بالرغم من إغلاق عدد من المطاعم والمنشآت السياحية خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، لعدم نجاحها بالاستمرار، إلا أن بعض أصحاب رؤوس الأموال ما يزالون يجدون فيها استثمارًا جيدًا لأموالهم، فأنشأوا مطاعم جديدة.

يقول صاحب أحد المطاعم التي أغلقت في الآونة الأخيرة، حازم فروانة، لوطن:"افتتحت في عام 2013 مطعمًا للجاتوهات والمعجنات، وأغلقته في العام الذي يليه مباشرة، نظرًا لسوء الأوضاع التي يمر بها القطاع، واستمرار أزمة انقطاع الكهرباء، بالإضافة إلى تدني الرواتب وارتفاع معدل الضرائب والإيجارات، التي أثقلت كاهل أصحاب تلك المشاريعوأتت سلبًا على الحياة المعيشية".

ولم يحد إغلاق تلك المطاعم، من ظهور محلات أخرى جديدة ومعاصرة، رغم الركود الاقتصادي المتفشي في القطاع.

يقول صاحب أحد المطاعم السورية، التي افتتحت في الآونة الأخيرة بغزة، والسوري الجنسية وريف حميدو، لـوطن: في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان غزة، فإن المتنفس الوحيد للسكان هي المطاعم والبحر. مشيرًا إلى أن الاستثمار في المطاعم هو للتعرف على المأكولات الجديدة.

وافتتح حميدو مطعمه مؤخرًا وأطلق عليه اسم "سوريانا"، نسبة إلى موطنه الأصلي سوريا،بعد أن أجبرته الظروف والصراع السوري للنزوح إلى غزة.

ويشير إلى وجود مطاعم جديدة في السوق كمطاعم سورية وإيطالية، وهو ماخلق حالة من التشجيع في استثمار تلك المنشآت.
ويضيف حميدو: تشغل المطاعم أيدي عاملة، في ظل انتشار البطالة والفقر بين الأسر الفلسطينية، وتكون سترًا للعائلات الغزية المحتاجة.

وفي ذات السياق، يوضح مدير العلاقات العامة في شركة ومطعم الأمير للمأكولات والمثلجات"Glace" ،يوسف الوادية،لــوطن، أنهم توجهوا للاستثمار في قطاع المطاعم بعدما تضرر الاقتصاد الفلسطيني من خلال تدمير المصانع بشكل عام.

ويوضح أنهم واكبوا تطورًا في تصميم مشروعهم الاستثماري، وفقًا للمواصفات العالمية وعمل منتجات جديدة وأكثر جودة في السوق، من أجل جذب الزبائن إليها.

بدوره،يقول مدير عام هيئة المطاعم والفنادق في غزة، صلاح أبو حصيرة، لـوطن إن "انتشار المطاعم في القطاع هي ظاهرة شبه ملحوظة، جاءت نظرًا لتردي الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وإغلاق المعابر الحدودية، ما شجع المستثمرين المحليين على إنشائها"، مردفا "لكنها تعمل بطاقة ضعيفة وقليلة، نظرا لقلة الرواتب التي يتقاضاها الموظفون".

ويضيف أبو حصيرة "تم إنشاء ما يزيد عن 70 مطعمًا ومنشأة سياحية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، في حين أنشأ 20 منها خلال العام الجاري، بينما أغلق ما يقارب 40 آخرين خلال العامين الأخيرين، من إجمالي المطاعم البالغة عددها 320 مطعمًا ومنشأة سياحية في القطاع.

واعتبر بأن المطاعم والمنشآت السياحية، هي متنفس بديل للعائلات الغزية التي تعثرت في السفر للخارج، بهدف قضاء فترة الإجازات الموسمية والمناسبات.

ويرجع أبو حصيرة إغلاق المطاعم إلى حالة الركود التي شهدها السوق المحلي الفلسطيني، ومعاناته من ازدياد الفائض في العرض وقلة الطلب.

تصميم وتطوير