خلال برنامج نساء مؤثرات .. عفاف غطاشة: الحكومة غير منحازة للعمال وتتبنى فلسفة السوق الحر وتنحاز لراس المال

10.05.2022 04:49 PM

رام الله : أكدت منسقة الحملة الوطنية للحد الادنى للاجور والاجر المتساوي للعمل المتساوي عفاف غطاشة ان عيد العمال مناسبة اممية يحييها عمال فلسطين والعالم الحر، تكريما للعمال الذين خاضوا اضراب بالولايات المتحدة للمطالبة بتخفيض ساعات العمل، حيث استطاع العمال بنضالهم تخفيض ساعات العمل لثمان ساعات بعد مقتل 200 عامل منهم.

وقالت غطاشة خلال برنامج "نساء مؤثرات" الذي أطلقه المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية عبر شبكة وطن الإعلامية ان عيد العمال مناسبة لإعادة تقييم وضع العمال، ومحاسبة المسؤولين حول ظروف العمال والتركيز على اي انجازات ان كانت موجودة، وهو مناسبة للتأكيد على حقوق العمال وبذل المزيد من النضال من اجل احقاق المزيد من حقوق العمال والعاملات.

وعن تراجع الفعاليات بهذه المناسبة على الساحة الفلسطينية قالت غطاشة "عندما تتراجع الاحزاب السياسية اليسارية، والنقابات، فأن ذلك ينعكس على هذه المناسبات المهمة والاممية، خاصة ان برامج الاحزاب اليسارية بنيت على اساس اجتماعي طبقي، ومع تراجع الأحزاب تراجع الاحتفاء بالمناسبات الأممية".

ودعت غطاشة " النساء والحركة النسوية والقوى الوطنية ان تأخذ بعين الاعتبار موضوع المشاركة السياسية والتميكن الاقتصادي حتى تستطيع المشاركة ويكون لها استقلالية وتأثير، الى جانب الاهتمام بهذا الجانب من الحكومة بشكل أساسي".

وتابعت " مشروع صندوق التشغيل على اهميته في ايجاد فرص عمل وتشغيل للشباب والشابات، يتيح فرصة عمل لست شهور وبمبلغ قليل دون الحد الأدنى وبعد الست شهور تنتهي هذه العلاقة، لذلك كان الاجدر ان توجه هذه الاموال للطبقات والفئات المهمشة وعلى راسها النساء، واعطاءها بشكل مباشر فرص بناء مشاريع خاصة ولذوي الاحتياجات الخاصة ولكلا الجنسين".

وعن استغلال العمال في أسواق العمل فالت غطاشة " ان فلسفة راس المال مبنية على الاستغلال، وما يسمح بترجمة هذه الفلسفة على ارض الواقع هو ضعف النقابات والناتجة عن ضعف الأحزاب، وبالتالي ليس هنالك تنظيم ووعي لدى العمال كي يعترضوا ويحتجو ونحن نفتقد لهذا كله وكذلك نفتقد دور الحكومة".

وعن الحملة الوطنية للحد الادنى للأجور والاجر المتساوي للعمل المتساوي  قالت غطاشة ان "الحملة وطنية وانطلقت من قرار الحد الأدنى للأجور كقرار نافذ في فلسطين عام 2013 ، حيث انطلقت الحملة في 2014 ورحبنا بقرار الحد الادنى للأجور ولكن تحفظنا على قيمته، وبالتالي تم اطلاق هذه الحملة واتت بشكل اساسي من مؤسسة فؤاد نصار، واتحاد لجان المرأة العاملة الفلسطينية، والكتلة العمالية التقدمية وتوسعت فيما بعد وضمت حوالي 40 مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني والاطر النسوية، وفلسفتها ليس تطبيق الحد الادنى للأجور وانما زيادتها وفق خط الفقر الوطني".

وتابعت "الحملة مارست ضغوطات على صناع القرار ووزارة العمل، واعدت دراسة بحثية حول طبيعة الحد للأجور وكيف تم اخراج هذا المبلغ حيث اكدنا على عدم الشفافية بتحديد هذه القيمة، كما عملنا ما يقارب 4 سنوات على موضوع زيادة المبلغ من خلال انشطة مختلفة ولقاءات مع وزارة العمل، وتلقينا وعود بان تكون الزيادة معقولة حسب الاطراف الثلاث، لكن انتشار جائحة كورونا صعبت المسالة وتم تجميد الحد الأدنى للأجور، ولكن بعد ذلك تم اقرار زيادة الحد الادنى للأجور التي جاءت نتيجة نضال الحملة ورحبنا بالزيادة ولكنها ليست المطلوبة، وطالبنا ان تكون فوق خط الفقر وغلاء المعيشة".

وقالت غطاشة " ان الحكومة غير منحازة للعمال وهي تتبنى فلسفة السوق الحر وتنحاز لراس المال أكثر، وليس غريب ان اقول هنالك تحالف بين البعض وراس المال فليس من مصلحتهم الوقوف بجانب العمال ورفع الحد الأدنى".

وتابعت غطاشة ان "مسؤولية المؤسسات النسوية ليس تشغيل النساء وانما النضال من اجل خلق فرص عمل والضغط على الحكومة وهي تسعى وتحاول ولكن ذلك مسؤولية الحكومة بالدرجة الاولى"، مضيفة ان "العامل يجب ان يكون في الميدان ونحن كمؤسسات نكون مساندين، كما ان النقابات يجب ان تكون قوية ولو انها كذلك لكان حملة الحد الادنى غير ضروري ان نقوم بها، لذلك على العمال محاسبة النقابات".

وأكدت غطاشة ان "العدالة الاجتماعية هي حلم لنا، ونحن بعيدين عنها وتحتاج لمزيدا من النضال فهي تحتاج الى حد أدني من الأجور، وهذا غير مطبق، والى الضمان الاجتماعي، لكن لا يوجد ضمان اجتماعي وكذلك الى قانون العمل، والذي لم يتم التعديل عليه، وبالتالي كيف سوف تطبق العدالة الاجتماعية"، مضيفة "ليس امامنا الا ان نبقى نناضل وندافع عن الطبقة المهمشة".2

وحول مكانة النساء في سوق العمل، واللواتي يتم تصنيفهن بالحلقة الاضعف ويتم التعامل معهن بطريقة دونية واستغلالهن واستثناءهن بالمناصب بالأجور، قالت غطاشة "نحن بحاجة لخطوات عملية يومية، ونحن بحملتنا دائمي الزيارات للمشاغل والمصانع وللعاملات والعاملين واشراكهم بحلقات توعوية، لكن المعيقات كثيرة وخصوصا على العاملة بسبب ان اي زيارة هي تقوي العاملة وهي ليست من صالح راس المال واصحاب العمل".

وتابعت غطاشة "رسالتنا نحن مع العمال وسوف نبقى مع العمال والصراع هو صراع طبقي ونحن ننحاز للعمال وما نريده منهم ان ينظموا أنفسهم من خلال النقابات" مضيفة " حتى يتم تحقيق القضايا لا بد من تضحيات ويجب ان يتم ازالة الخوف حتى يتم تحقيق لقمة عيش بكرامة".

ووجهت غطاشة رسالة الى وزارة العمل داعية إياها ان تنحاز للعمال وليس لراس المال وهذا يجب ان يترجم عن طريق سياساتها وقوانينها وانصاف العمال والعاملات بتطبيقها وزيادتها لقيمة الحد الأدنى للأجور.

تصميم وتطوير