بالفيديو ... أسرى محررون وأهالي أسرى لـ"وطن": ننتظر رواتبنا على قارعة الطريق.. وما يمارس ضدنا في مراكز البريد "إذلالٌ وامتهانٌ لكرامتنا"

06.05.2021 03:45 PM

وطن: هدير أصوات يتناهى في رام الله ، هدير لم يكن ناجمًا عن الظواهر اليومية للمدينة؛ بل هو استغاثات حناجر أهالي الأسرى أمام مكتب البريد، وأجسادهم مكدّسة في تحت الشمس، وأفواههم لا تنبس إلّا بعبارة تساؤلية: "أين كرامتنا؟!"... سؤال ليس عصيًا عن الإجابة، لكنه يؤسّس لأسئلة أخرى تهدد كبرياء والد أسير، وكرامة شعب يجلس أهالي المضحين منه تحت الشمس. قد يستذكر أحدهم ويستذكر ما قاله لابنه الأسير: "يا ابني لا تتركنا وحدنا"، وتهدّد أيضا كبرياء والدة أسير ترتدي هندامها القروي وتحدّق مستذكرةً أحفادها التي استيقظت من أجلهم، مع خيوط الفجر الأولى، لتحضر لهم راتب أبيهم كي يشتروا ملابس العيد.

جالت "وطن" بخطى وئيدة بمحاذاة طابور متقطّع لأسرى محررين وأهالي أسرى أمام مركز البريد في رام الله لاستلام رواتبهم، واستمعت منصتةً لصراخهم. الأسير رأفت القروي تحدّث لـ"وطن" واصفاً: "مشهد وقوف أهالي الأسرى أمام مكتب البريد بالمقيت ويندى له الجبين، وهذا المشهد معيب يجب أن ينتهي في أقرب وقت، لذلك؛ أطالب الجهات المسؤولة والمؤسسات المعنية بالأسرى إنهاء هذا المشهد".

وأضاف القروي قائلًا: "الأسرى المحرّرون يطالبون بصرف رواتبهم عبر البنوك؛ لأنّ القضية ليست راتبًا؛ بل هي رمزية الحصول عليه، والاحتلال يحاول زرع ثقافة تقول للأجيال القادمة، مفادها؛ أنّك إذا أردت أن تناضل سيكون مصيرك على باب البريد، أو لن تحصل على راتب أصلًا".

زوجة أسير تحدّثت لـ"وطن" مستكملةً توصيف واقع الحال: "أنا هنا منذ الصباح، ومنذ وصولي لاحظت الفوضى. ما يجري بحقنا إذلال، هل هذه مكافأة الأسرى الذين قدّموا أعمارهم؟!".

وبتنهيدةٍ تشي بحسرة دفينة؛ استهلّ والد أسير حديثه لـوطن قائلًا:"والله (قالها ثلاث مرّات) مشهد متعب ومحزن ومؤلم جدًا لعائلات الأسرى وأسرهم، محزن أن ترى أهالي الأسرى لا يستطيعون أخذ أبسط حقوقهم كالمواطنين الآخرين الذين يتقاضون رواتبهم عبر البنوك".

والد أسير آخر أبدى خلال حديثه امتعاضه من إجراءات الحصول على الرواتب موضحًا: "لا توجد سياسة صحيحة، ولا احترام للأسرى وأسرهم، ولا يوجد تنظيم أو ترتيب، وهذه الفوضى لها عدة حلول، بينها؛ صرف الرواتب عبر البنوك، الأمر الذي يضمن احترام الأسرى وأسرهم وعائلاتهم".

واتفق أهالي الأسرى خلال حديثهم لـ"وطن" على ضرورة استحداث آلية تضمن الحفاظ على كرامتهم، مطالبين المؤسّسات الرسمية بالمساواة بينهم وبين الآخرين في آلية تقاضي الرواتب، مؤكدين أنّه للبنوك دور رئيس في هذا الأمر.

وكان رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين للواء قدري ابو بكر قد كشف لـوطن في الثالث والعشرين من شهر اذار الماضي عن أن عملية صرف رواتب الأسرى من بداية شهر نيسان ستكون بعيداً عن البنوك بسبب المنع الإسرائيلي المعروف منذ فترة، وأوضح أبو بكر، أن اجتماعا تم بين وزارة المالية والاتصالات وسلطة النقد وتم الوصول لقرار بأن يتم الصرف للأسرى عبر البريد، بعيداً عن البنوك، لحل هذه الأزمة، لمزيد من التفصيل.. إضغط هنا

تصميم وتطوير