والد الشهيد الأسير محمد منير موسى لـوطن: "ابني محمد دفع روحه ثمناً لفلسطينيته"
وطن: بصدمةٍ وألمٍ تلقت عائلة الشهيد محمد منير موسى في بيت لحم، خبر استشهاد نجلها الأسير ويبلغ من العمر 37 عاماً في مستشفى سوروكا الإسرائيلي، بعد أن تم نقله من سجن ريمون العسكري.
هذا الخبر المفجع وصل إلى العائلة مثل الصاعقة، وارتقى الأسير محمد منير موسى يوم الجمعة الماضي ووافق 11.10.2024، ولكن سلطات الاحتلال تأخرت في الإعلان عن استشهاده حتى صباح الاحد الماضي ووافق 13.10.2024، وتم إبلاغ ذويه عبر نادي الأسير الفلسطيني، ما أضفى على المصيبة مزيداً من الألم والأسى.
إهمال طبي مُتعمد وظروفٌ اعتقالية قاسية
والد الأسير الشهيد محمد منير موسى يتحدث لبرنامج "وطن وحرية"، ويقدمه الزميل عبد الفتاح دولة، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، بمرارة عن واقعة استشهاد نجله محمد، مؤكداً أن ظروف اعتقاله كانت قاسية جداً، وفقاً لشهادات الأسرى المفرج عنهم من سجن ريمون مؤخراً.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، قد استعرضت إفادة لأحد الأسرى المفرج عنهم مؤخراً، والذي رافق الشهيد محمد منير موسى في المدة الأخيرة من اعتقاله، وتحديدا في الفترة الممتدة من شهر آذار حتى شهر أيلول الماضي، وتتضمن الإفادة وصفاً لظروف الأسرى في القسم رقم (6) في سجن ريمون، حيث كان يقبع الأسير الشهيد محمد موسى.
ووفقاً لشهادة الأسير (و.ر.)، فإن الشّهيد محمد منير موسى، كان يعاني من مرض السكريّ، وتعرض لجريمة طبيّة، لا تقتصر على عدم تزويده بالأنسولين المقرر له من قبل الأطباء كنوع، ونسبة، بل إن الخطورة التي طالت الشهيد محمد موسى، والعشرات من الأسرى القابعين في قسم (6) في سجن (ريمون) كانت جرّاء انتشار مرض سكايبوس (الجرب)، والذي تسبب لاحقاً بمشكلات صحيّة مزمنة لدى العديد من الأسرى، وهذا ما بدأ يعاني منه الشهيد محمد في بداية أيلول الماضي، وحتى يوم الإفراج عن الأسير (و.ر.) في 23 أيلول الماضي، حيث بدأ محمد يعاني من آلام شديدة في جسده، وانتفاخات.
ويوضح والد الشهيد محمد أن ظروف الاعتقال السيئة وممارسات التعذيب الجسدي، أدت إلى تفاقم الحالة الصحية لنجله قُبيل ارتقائه.
الشهيد الأسير "موسى" أصيب بمرض السكريّ جراء تعرضه لصدمة شديدة
ويؤكد ضيفُنا منير موسى الدوايمة والد الأسير الشهيد محمد، أن نجله الشهيد كان يتمتع بصحة جيدة قبل اعتقاله في شهر نيسان من العام الماضي 2023، مشيراً إلى أن الصدمة الشديدة التي تعرض لها نجله محمد وإطلاق الرصاص عليه داخل منزله عند اعتقاله، تسببت بإصابته بمرض السكريّ.
ويضيف أن الإهمال الطبي المُتعمد الذي تعرض له نجله الشهيد تسبب بتدهور حالته الصحية، مشيراً إلى أن تجربة نجله الاعتقالية الأولى كانت تجربته الأخيرة في الحياة، حيث إن شهية الاحتلال الإسرائيلي المفتوحة على الدم الفلسطيني، لم تُتِح له الفرصة للعودة إلى حضن عائلته وإلى حياة الحرية.
رحيلٌ مُبكر
ويستذكر الوالد، الذي يكتنفه الحزن، ملامح نجله الشهيد وصفاته، معبراً عن ألمه الشديد على فقدانه، إذ كان محمد شخصيةً محبوبةً ومتفانيةً في مساعدة الآخرين، ويقول: "دفع ابني محمد روحه ثمناً لفلسطينيته".
ويتابع: "رحل ابني مُبكراً وتركني أواجه أسئلة طفلاته الثلاث، اللواتي فُجعن باستشهاد والدهن دونما سابق إنذار".
وفي ختام حديثه يشدد على ضرورة إسناد الأسرى في السجون، والوقوف إلى جانبهم بما يليق بتضحياتهم، في مواجهتهم المفتوحة مع السجان.
وباستشهاد الأسير محمد منير موسى من بيت لحم، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الى (41) أسيرا استشهدوا داخل سجون الاحتلال منذ السابع من أكتوبر، منهم (24) أسيراً من قطاع غزة.