عبر "وطن وحرية"
الأسير المُحرر نجيب مفارجة ينقل رسالة الحركة الأسيرة، ويروي عذاباتها المُستمرة باستمرار العدوان
وطن: عشر سنوات كاملة أو يزيد قضاها الأسير نجيب مفارجة قيد الاعتقال الإداري على فترات متقطعة، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، آخرها اعتقاله في تشرين ثاني من العام الماضي 2023، وأفرجت سلطات الاحتلال قبل نحو شهر، عن الأسير مفارجة من بلدة بيت لقيا جنوب غرب رام الله بعد اعتقال إداري دام 10 اشهر.
ظروف الاعتقال بعد السابع من أكتوبر تتجاوز حدود العقل البشري وتصورات المنطق الإنساني
ويصف مفارجة اعتقاله الأخير بـ"الاعتقال المُختلف"، ويضيف: "10 أشهر فَصَلَت 140 شهراً سابقاً أمضيتها في السجون الإسرائيلية، لأن تجربة الاعتقال ما بعد السابع من أكتوبر ليست كما قبلها".
وتعتبر السجون الساحة الثالثة للعدوان الإسرائيلي الشامل على الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر الماضي، يقول مفارجة، ويؤكد في حديثه لبرنامج "وطن وحرية"، ويقدمه الزميل عبد الفتاح دولة، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، أن تجربته الاعتقالية الأخيرة تتجاوز حدود الوصف والتعبير، وتتجاوز حدود العقل البشري وتصورات المنطق الإنساني.
ويروي لـ"وطن وحرية" شهادات صادمة، عن واقع وحال الحركة الأسيرة، بعد سحب كامل مُنجزات الحركة الأسيرة، على مدار عقود طويلة من النضال الوطني داخل سجون الاحتلال، ودفعت الحركة الأسيرة ثمناً باهظاً لإنجازها ومُراكمتها.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي يُمارس الاحتلال أعتى أشكال التعذيب والتنكيل بحق الحركة الأسيرة، يُضاف إلى ذلك الإذلال الشديد، وشهدت أشهر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تشكيل "ميليشيات" خاصة داخل السجون للتنكيل بالأسرى.
حياة الأسرى دخلت دائرة الخطر الشديد الذي يُهدد حياتهم بشكل مباشر
ومنذ فرض حالة الطوارئ في دولة الاحتلال وإعداد قانون الطوارئ الاعتقالي، وقانون السيوف الحديدية، بعد السابع من أكتوبر الماضي، بدأت الحركة الأسيرة بمواجهة مصير مجهول، لأن الأمر لا يقتصر فقط على تحمل الحياة الاعتقالية، مع انعدام الظروف المُلائمة للعيش داخل السجون، بل أكثر من ذلك، حيث إن حياة الأسرى دخلت دائرة الخطر الشديد الذي يُهدد حياتهم بشكل مباشر.
شهادات صادمةٌ حول تعذيب الأسرى من قطاع غزة .. تكبيلٌ وتنكيلٌ وبترٌ للأطراف
ويتحدث مفارجة عن التعذيب الشديد لمعتقلين من قطاع غزة، من ضمنهم د. يوسف المنسي 72 عاماً، وشغل منصب وزير في الحكومة الفلسطينية العاشرة والحكومة الحادية عشرة، واعتقل من أحد مراكز الإيواء شمال قطاع غزة، والدكتور باسم مقداد استشاري الجراحة العامة واعتقل من مستشفى الأمل بمدينة غزة، في أكتوبر الماضي 2023، وجمعهما "المنسي ومقداد" لقاءٌ بمفارجة في سجن عوفر خلال نيسان الماضي، وينقل عنهما شهادتهما باحتجازهما في غرف باردة طيلة فصل الشتاء، وبملابس صيفية وخفيفة، إضافة إلى شهادتهما بشأن مُعتقلين من قطاع غزة، كان الاحتلال يتعمد تكبيل أيديهم وأرجلهم بالأصفاد الحديدية لمدة 23 ساعة يومياً.
ويروي فظائع نقلها الأسرى من سجن النقب، حول وجود أجزاءٍ من أجساد البشر "أصابع مبتورة، وآذان، وغيرها"، في غرف مُخصصة لتعذيب الأسرى والتنكيل بهم، وهذا ما يُفسر حالات استشهاد عشرات الأسرى داخل السجون منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ويؤكد أيضاً الاعتداء على الأسرى في سجن نفحة وتجريدهم من ملابسهم، وتعذيبهم إلى حد كسر ضلوعهم وعظام أجسادهم.
رسالة الأسرى
وفي ختام الحلقة ينقل مفارجة رسالة الأسرى في سجون الاحتلال، وتتلخص بتكثيف العمل لإسناد الأسرى وإعادة الاعتبار لقضيتهم الانسانية والوطنية العادلة، وإنهاء الانقسام وإعادة الاعتبار للُحمة الوطنية الفلسطينية.