تأجير "البدلات الرجالية" في غزة.. مبادرة للتخفيف من تكاليف الزواج

01.06.2020 02:17 PM

غزة- وطن- ياسمين الدريملي: تعاني مختلف شرائح المجتمع الغزي وضعا مادياً صعبا في ظل الحصار المفروض عليها منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً، والذي كان له تبعاته على حياة ساكنيه من شتى النواحي، لعل أهمها صعوبة الزواج وتحضيراته وتوفير مستلزماته لارتفاع نفقاته نسبياً مقارنة بالدخل الشهري للمواطنين.

وتعتبر ظاهرة البطالة وتردي الظروف الاقتصادية في غزة سببا رئيسيا للصعوبات التي تواجه الشباب عند الاقبال على الزواج، حيث يبلغ عدد الشباب العاطلين عن العمل 343,800 شابا في فلسطين لعام 2019، بواقع 215,100 شابا في قطاع غزة (45% من شباب قطاع غزة عاطلين عن العمل)،كما قدرت نسبة الفقر المدقع بين الشباب الغزي بما يزيد عن 36%، وعليه قدرت نسبة الشباب الغزي الذي لم يسبق له الزواج بحوالي 68.4%.

ومن هنا، ونتيجة للأرقام والاحصائيات الآنفة الذكر، جاءت فكرة مبادرة "تأجير البدلات الشبابية" من بعض أصحاب المحلات التجارية، تماشيا مع الوضع الاقتصادي، حيث تمكن هذه المبادرة الشباب من استعارة البدل الشبابية بأسعار رمزية مقارنة مع سعر بيعها.

تأجير البدل الشبابية بأقل تكلفة عن سعرها، يقول البعض من اصحاب تلك المبادرة أن المبادرة انطلقت فعليا ووجدت تقبل كبير من مختلف أعمار الشباب لا تقتصر فقط للمقبلين على الزواج بل طالت جميع أفراد العائلة من لديهم مناسبات والهدف الاساسي من المبادرة هو تعزيز صمود الشباب الغزي من خلال السعي لتخفيف العقبات الاقتصادية أمام الشباب، حيث قامت فكرة المبيادرة بتأجير البدل الرجالية على غرار البدل النسائية، بدل من بيعها، فتراوح ثمن الاستئجار مبلغ 20 وحتى 50 دولار، بدلاً من 135 وحتى 200 دولارا،حيث تناسب أسعار تأجير البدل مع البسطاء والميسورين.

صاحب أحد محلات الملابس محمد سليم يقول لـ وطن: فكرة تأجير بدلات الشباب لم تأت صدفة بل جاءت من واقع ملموس للوضع الاقتصادي الذي يمر به القطاع من قلة فرص عمل وبطالة، حيث أصبح الشاب غير قادر على شراء بدلة بمبلغ ما يقارب ال 600 شيكل نظرا لتغير الظروف فأصبحت البدل تستأجر بسعر يناسب جميع الشباب من 50 شيقل الى 70 شيقل حسب الموديل والقماش المصنوعة منه.

كما تحدث عدد من الشبان عن المبادرة بأنها مشروع مربح وناجح لان البدل تعد الاختيار الاول والاخير للرجال في أي مناسبة اجتماعية.

يقول الشاب علي الاسود ان سعر البدل الشبابية تبدأ من 500 شيقل لتصل الى 700 شيقل وهذا عبء مالي كبير على الشاب في غزة، لذا جاءت فكرة تأجير البدل بأسعار قليلة تتناسب مع الجميع وتراعي الوضع المادي بحيث يمكن توظيف مبلغ سعر البدلة لاحتياج ثاني.

أما الشاب عبد الله ابو شملة فيشجع فكرة تأجير البدل كون الشباب يريدون الخروج بإطلالة رسمية في اداء المناسبات فتعد البدلة الانسب للرجال لذلك يرى انها مبادرة رائعة من اصحاب محلات الألبسة.

وبالتالي كان أُثر المبادرة إيجابيا على الطرفين أصحاب المحلات التجارية من ناحية والزبائن من ناحية أخرى، حيث انقذتهم نوعاً ما من الركود الاقتصادي، وبالنسبة للزبائن ساهمت في التخفيف من النفقات التحضيرية للزواج.


 

تصميم وتطوير