المسلخ الغزاوي...

11.11.2024 06:41 PM

كتبت سمى حسن عبد القادر: وأنت تجول ببصرك ، في الدم المسلم المراق ، على كل الجغرافيا المسلمة المنكوبة ، منذ أكثر من تسعين سنة ، سوف تكتشف أن هناك استثناءا في الدم الغزي .

فمسلموا الروهينجا مثلا دفعتهم المجازر ، إلى النزوح إلى بنغلاديش ، ليتمكنوا من المحافظة على حيواتهم ،

ومسلموا السودان، تمكنوا من النزوح إلى مناطق آمنة ،في عز اشتداد الحرب .

والشعب السوري كذلك ، وجد متنفسا  في دول الجوار  ( تركيا الأردن لبنان) وغيرهم.

وهكذا في كل التغريبات ، يفر الناس من مناطق الحروب والقتل والقصف ، إلى مناطق آمنة ، يسيحون في البلدان المجاورة ، أو في البلد المنكوب نفسه ، الذي يكون كبيرا . فيتسنى لهم العثور ، على مناطق آمنة ، بعيدة عن القتل والدمار ، كما هو الحال عند اليمنيين والسوريين ، وغيرهم.

لكن أهل قطاع غزة ، وحدهم استثناء محشورون منذ عقود ، في ذلك السجن الضيق ، الذي يسمى  ( قطاع غزة) ، ونحو ثلاثة أرباعهم مهجرون إليه، من مناطق أخرى في فلسطين ، ليزداد التكدس على التكدس .

ومنذ صبيحة عملية السابع من أكتوبر ، وهم يتحركون فيه ، من شماله إلى وسطه وجنوبه ، وأحيانا العكس .             دونما مقدرة على الإنسياح على أرض الله الواسعة ، المحيطة بالقطاع  ( مصر... الأردن. .. لبنان)، ولم يتمكن من الخروج من القطاع ، إلا مائة ألف أو يزيدون قليلا ،  من المحظوظين،  وبصعوبة بالغة . و(مبالغ خيالية)، يفرضها تجار الحروب والأزمات.

ومن عجائب الزمن، أن لم تتم هذه المسلخة البشرية ، داخل المصيدة الغزاوية ، بتكتم ، وتعتيم إعلامي ، بل حصلت وتحصل كل يوم ، بخاصية البث المباشر ، على قنوات الجزيرة والعربية وسي إن إن ، وغيرهم .               بل وتغطى أحداثها بالنقل الرديف الكثيف على مواقع التواصل الاجتماعي  ،  بمتابعات يومية للخسائر البشرية والعمرانية، على مرأى ومسمع ، العالم المتحضر ، منذ اكثر  من سنة  لا يقدر أحد على إيقافها ، أو بالأحرى لا يريد أحد إيقافها.

تصميم وتطوير