المسلخ الغزاوي...
كتبت سمى حسن عبد القادر: وأنت تجول ببصرك ، في الدم المسلم المراق ، على كل الجغرافيا المسلمة المنكوبة ، منذ أكثر من تسعين سنة ، سوف تكتشف أن هناك استثناءا في الدم الغزي .
فمسلموا الروهينجا مثلا دفعتهم المجازر ، إلى النزوح إلى بنغلاديش ، ليتمكنوا من المحافظة على حيواتهم ،
ومسلموا السودان، تمكنوا من النزوح إلى مناطق آمنة ،في عز اشتداد الحرب .
والشعب السوري كذلك ، وجد متنفسا في دول الجوار ( تركيا الأردن لبنان) وغيرهم.
وهكذا في كل التغريبات ، يفر الناس من مناطق الحروب والقتل والقصف ، إلى مناطق آمنة ، يسيحون في البلدان المجاورة ، أو في البلد المنكوب نفسه ، الذي يكون كبيرا . فيتسنى لهم العثور ، على مناطق آمنة ، بعيدة عن القتل والدمار ، كما هو الحال عند اليمنيين والسوريين ، وغيرهم.
لكن أهل قطاع غزة ، وحدهم استثناء محشورون منذ عقود ، في ذلك السجن الضيق ، الذي يسمى ( قطاع غزة) ، ونحو ثلاثة أرباعهم مهجرون إليه، من مناطق أخرى في فلسطين ، ليزداد التكدس على التكدس .
ومنذ صبيحة عملية السابع من أكتوبر ، وهم يتحركون فيه ، من شماله إلى وسطه وجنوبه ، وأحيانا العكس . دونما مقدرة على الإنسياح على أرض الله الواسعة ، المحيطة بالقطاع ( مصر... الأردن. .. لبنان)، ولم يتمكن من الخروج من القطاع ، إلا مائة ألف أو يزيدون قليلا ، من المحظوظين، وبصعوبة بالغة . و(مبالغ خيالية)، يفرضها تجار الحروب والأزمات.
ومن عجائب الزمن، أن لم تتم هذه المسلخة البشرية ، داخل المصيدة الغزاوية ، بتكتم ، وتعتيم إعلامي ، بل حصلت وتحصل كل يوم ، بخاصية البث المباشر ، على قنوات الجزيرة والعربية وسي إن إن ، وغيرهم . بل وتغطى أحداثها بالنقل الرديف الكثيف على مواقع التواصل الاجتماعي ، بمتابعات يومية للخسائر البشرية والعمرانية، على مرأى ومسمع ، العالم المتحضر ، منذ اكثر من سنة لا يقدر أحد على إيقافها ، أو بالأحرى لا يريد أحد إيقافها.