وزارة الثقافة: انتهاكات الاحتلال ضد قطاع الثقافة الفلسطيني تتواصل وتتركز بالقدس

10.01.2023 11:35 AM

وطن: قالت وزارة الثقافة في بيان لها بان العام 2022 شهد استمراراً للممارسات والانتهكابات التي تقوم بها قوات الاحتلال وأجهزتها المختلفة بحق الثقافة الفلسطينية من عاملين ومؤسسات ونشاطات.

واشارت الى ان تلك الاعتداءات ترتكز على ترسيخ سياسات المحو والإحلال وتهويد المكان ومحاربة الرواية الفلسطينية، وقالت: خلال العام الماضي 2022 عانى قطاع الثقافة من سياسات الاحتلال واجراءاته واعتداءاته وشملت تلك الاعتداءات الفنانين الأفراد والمؤسسات وتعددت أوجهها من اعتقال وإغلاق ومنع من الحركة وحظر نشاطات وسرقة الأثار والموورث، هذا عدا عن منع العديد من الفنانين والمثقفين من المشاركة بالفعاليات الفنية والثقافية في الخارج لاسيما في قطاع غزة، وإعاقة تنقلهم بين المدن الفلسطينية. 

ونوهت الى ان الهجمة الاحتلالية ضد الثقافة الفلسطينية تتركز في مدينة القدس العاصمة حيث تقوم سلطات الاحتلال بمحاربة الفعل الثقافي ولا تتوانى عن منع تنظيمه او وقفه باستخدام القوة. فطوال السنوات الماضية تعرضت مؤسسات القدس للملاحقة والإغلاق والاعتداء وضرب العاملين فيها ومعاقبتهم وخلال ذلك تم إغلاق ثمانية وعشرين مؤسسة وجمعية وهيئة فلسطينية في القدس، من ضمنها جمعيات بيت الشرق، ومكتبة جماعة القدس في البلدة القديمة، والعبث بمحتوياتها وملفاتها، والعديد من الانذارات والاخطارات بالاغلاق. 

واضافت: هذا النمط من التصرف العدواني لم يتوقف في أي لحظة، فخلال الربع الأخير من العام 2022 تعرضت جمعية البستان ببلدة سلوان للتهديد بالإغلاق بذريعة طلب توضيح حول نشاطاتها وأهدافها، ومن جهة أخرى أقدم مستوطنون، على إطلاق الرصاص داخل مؤسسة "برج اللقلق" في القدس القديمة حيث اقتحموا مقر الجمعية وأطلقوا الرصاص داخلها.

وتتعرض المؤسسات الثقافية في المدينة إلى حصار مالي من خلال فرض الضرائب العالية عليها سواء ضريبة الدخل أوالأملاك والتأمين الوطني، وتشكل ضريبة الأملاك الكابوس الحقيقي لهذه المؤسسات والتي تهدد بقائها، وتصل إلى مبالغ طائلة سنوياً كما هو الحال مع مؤسسة يبوس (398 ألف شيكل) ومسرح الحكواتي (100 ألف شيكل).  وفي حال عدم دفع هذه المبالغ تتعرض المؤسسات للمزيد من المضايقات التي تؤدي للإغلاق.

كما تعاني تلك المؤسسات من اجراءات وتعقيدات مسجل الجمعيات الاسرائيلي ورقابته الشديدة والتي تطلب معلومات عن كل نشاط بالصور والأرقام والجمهور بأطيافه وخلفياته، ومنع مباشر لأي حضور أو دعم رسمي فلسطيني، وقد وصلت لهذه المؤسسات منها الحكواتي تهديد وانذار اسرائيلي أخير بالاغلاق اذا ثبت حصوله على أي دعم أو حضور رسمي فلسطيني.  

كما تقوم سلطات الاحتلال بملاحقة المشاركين بالنشاطات الثقافية خاصة التي تنظم داخل أسوار البلدة القديمة وتلك التي تقع في منطقة الشيخ جراح ومعظم الأحياء المقدسية المهددة، والتي يصعب تنظيم النشاطات فيها بسبب المواجهات المستمرة مع جيش الاحتلال الذي يعمل على تفريغ المكان من سكانه الفلسطينيين، وتعتقل الشباب والأطفال وتعاقبهم بسياسة الحبس المنزلي، 

وتعاني المؤسسات المقدسية أيضاً من تجميد حساباتها البنكية من قبل سلطات الاحتلال وهذا يمس بوضعها القانوني وبالتالي ذرائع جديدة لإغلاقها وإعاقة عملها وحصولها على اي تمويل واعاقة حتى عملية دفعها للضرائب ومصاريفها عموماً، وضمن هذا السياق يعاني مسرح الحكواتي من تجميد حساباته منذ خمس سنوات.  كذلك يتم منع الفنانين والكتاب من المحافظات المختلفة من المشاركة في نشاطات تلك الجمعيات وبالتالي يتم فرض حصار على تلك الجمعيات وعزلها عن سياقها الثقافي والمجتمعي الفلسطيني العام.

واوضحت وزارة الثقافة في بيانها ان مدينة الخليل تتعرض ايضا لسلسة شبيهة من الإجراءات الهادفة لتهويد المدينة واستلاب هويتها ووجها العربي، من خلال محاولات تفريغ البلدة القديمة من السكان وتقسيمها والتضييق على حركتهم، وان الوضع أسوأ بكثير حين يتعلق بتنظيم النشاطات الثقافية والوجود الثقافي في البلدة القديمة، ولعل ما تتعرض له جمعية مسرح أحلام الشباب في البلدة القديمة من اعتداءات من قبل قطعان المستوطنين بين فترة وأخرى دليل على ذلك حيث تم تسجيل اثني عشر واقعة اعتداء على الجمعية وزوارها من الأطفال خلال العام الماضي. 

و تعرض مكتب وزارة الثقافة في المدينة لاقتحام قوات الاحتلال، والعبث بمحتوياته، وقاموا بتفجير الباب الرئيسي وتخريب بعض الأعمال الفنية والكتب الموجودة فيه. كما اقتحمت قوات الاحتلال مؤسسة بيسان للبحوث والإنماء، وعبثت بمحتوياته، وصادرت بعض ممتلكاته.

كما منعت قوات الاحتلال، المشاركين في يوم التراث الفلسطيني الذي تنظمه وزارة الثقافة بمشاركة مركز "نرسان" الثقافي في الخليل من المشاركة في المهرجان بمناسبة يوم التراث في أكتوبر في خلة الضبع بمسافر يطا جنوب الخليل، وتم منع لجنة الدفاع عن مسافر يطا من الوصول إلى المهرجان، واحتجزت المشاركين في المهرجان.

ونوهت الى ان الأماكن الأثرية في المحافظات كافة تتعرض إلى عمليات نهب وسرقة واعتداءات مستمرة من الجيش ومن المستوطنين. كما ويتعرض الفنانون والكتاب للاعتقال والتعذيب والتوقيف، ويتم حرمان كتاب وفناني قطاع غزة من المشاركة في الفعاليات الثقافية خارج القطاع.

تصميم وتطوير