"جرار حدشاه".. رواية جديدة للفلسطيني علاء أبو عامر تصدر عن مكتبة "كل شيء" في حيفا

05.10.2021 08:28 AM

وطن: صدرت للباحث والروائي الفلسطيني علاء أبو عامر، رواية جديدة، بعنوان "جرار حدشاه" عن مكتبة "كل شيء" في حيفا المحتلة. 

و"جرار حدشاه" هي رواية مركّبة من ثلاث قصص طويلة أو روايات متكاملة، تدور أحداثها بين عامي 2017-2018 تبدأ أحداثها بقصة حب تجمع شاب فلسطيني تعود جذوره إلى مدينة يافا الفلسطينية المحتلة وهو في مرحلة الدكتوراه بتخصص مقارنة الأديان في مدينة موسكو، يتعرف عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي على فتاة روسية تعمل في حقل الآثار، يكتشف مع الوقت أنها يهودية بل وصهيونية لكن قبل أن يكتشف ذلك يجمع الحب قلبيهما، ورغم تنافرهما السياسي والإيديولوجي يحاولان التوصل إلى صيغة تجعلهما يناقشان الصراع العربي الصهيوني عبر حوار العقل، هو يحاول تغييرها وهي تحاول تغييره، كلٍ باتجاه أفكاره ومعتقداته التي ورثها أو كونها عن الآخر في ظل الصراع العربي الصهيوني، وفي النهاية تنتصر الحجة والمنطق، انتصار العقل والعاطفة يقود إلى ارتباط بينهما.

في الوقت ذاته، صديقه محمود المقيم في غزة يعثر عن ألواح أثرية في منطقة تل السكن جنوب مدينة غزة، بعد أن قامت جماعة إسلامية حاكمة بتجريف التل الاثري أقدم أثر كنعاني في الشرق الأوسط،  مما يجعل من محمود المؤرخ يناضل ضد أفعالها، ويطلب من عبد الإله أحد أبطال الرواية ان يفك رموز اللغة الموجودة على القطع الاثرية بمساعدة معارفه من المختصين في روسيا، بعد أن يرسل له صورها، وهنا يلجأ عبد الإله إلى صديقته اليهودية إيرينا، التي من خلال بحثها تتفتح عينيها على التاريخ الحقيقي للشعب الفلسطيني وتكتشف خرافة الصهيونية.

تتطرق رواية علاء أبو عامر للتاريخ القديم  لفلسطين، عبر حكاية أبي مالك الفلسطيني الشخصية التوراتية وأخته هاجر عشيقة أبا رهم الثمودي. لها صبغة سياسية تاريخية رومانسية، تدور أحداثها بين غزة وموسكو والجزائر، وتجمع بين ثلاث قصص حب متداخلة ومتكاملة مع الفوارق الزمنية بين شخصياتها التي تتجسد من خلالها حقب تاريخية تختصر أحداث التاريخ الفلسطيني القديم والحديث والمعاصر.

تضع "جرار حدشاه" القارئ في حقيقة الصراع مع الحركة الصهيونية فكراً وممارسات، ضمن ما يطلق عليه حرب الرواية، وهي تسلط الضوء على حقيقة الأحداث الجارية في فلسطين وحولها. وتستند إلى الوقائع العلمية والأركولوجية وتحليل النصوص وهي ضمن المشروع البحثي للباحث والمفكر والمؤرخ علاء أبو عامر، الذي صدر له أربعة كتب في تحليل تاريخ الشرق القديم والفلسطيني منه تحديداً.

جاء في الرواية اختصاراً لأصل الصراع القائم:

"حُققت أحلام المهووسين الدينيين القدماء بقوى استعمارية حديثة. اختُرعت الأسطورة لتصبح تراثًا ملحميًا عابرًا للأزمان، ومُلهمًا للمغامرين الشجعان. وصيغت فوق الأساطير أخرى جديدة، أهمها أسطورة الملك المخلص الممسوح بالزيت المقدس؛ حيث قيل إنه سيأتي في زمانٍ ما. وضعوا له مواقيت. مرّت مواقيت وخلفها أخرى، ولم يأتِ! المطلوب من هذا الآتي – الذي لم يأتِ لكنه سوف يأتي بظنهم – أن يُنفّذ الوعدَ الإلهي ويُعطي من وُصفوا بالوَرَثة ميراثَهم. لم يأتِ الملك الممسوح بالزيت المقدس، الذي سُمي اختصارًا بالمسيح.

فكّروا كيف لهم أن يخلقوه. وفي النهاية صنعوه، جدّلوه من حبالِ الوهم. أصبحَ الوهمُ حقيقةً، وتحوّلت الحقيقة إلى وحشٍ كاسرٍ يأكل كلّ من حوله وكلّ من عاداه. هذا متوقع، أليس هذا ما يحدث دائمًا؟ عندما لا تتحقق الأسطورة، يصنعُ لها المؤمنون أرجلًا. لكنها ليست أرجلًا صالحة للسير طويلًا، فقد تتعثر بها وتسقط، كلما اكتشفَ الكذبةَ خبيرٌ مُبصرٌ. كلما أمعنَ الخبير النظر، عرفَ أنها تسيرُ على أرجلٍ عرجاءَ مسنودةٍ بعكازٍ صُنع من خشبٍ هشٍ. هكذا قال المُتفرّس في النص المقدس، وقال أيضًا: «هذا هُراء ألّفهُ صاحبُ خيالٍ مريض».

تصميم وتطوير