البابا ينهي زيارته لفلسطين
رام الله - وطن: بعد زيارته للأقصى، أجرى قداسة البابا فرنسيس الأول جولة في الحائط الغربي للحرم (حائط البراق الذي تسيطر عليه إسرائيل) وأدى صلاة بمحاذاة الحائط وخبأ أدعية بين حجارته، ثم أجرى زيارة لمتحف "ياد فاشيم" لتخليد ضحايا النازية.
واتسمت زيارة البابا في الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل بمحاولته لكي يكون متوازنا، حيث لبى دعوة من حكومة الاحتلال للوقوف أمام نصب تذكاري لـ"ضحايا الإرهاب"، ردا على وقوفه وصلاته قرب جدار الفصل العنصري.
ثم وضع إكليلا من الزهور على قبل منظر الصهيونية بنيامين زئيف هرتسل، الواقع في ما يسمى إسرائيليا بـ "جبل هرتسل".
وفي وقت سابق أجرى البابا زيارة للمسجد الأقصى المبارك واجتمع مع المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، بحضور شخصيات مقدسية ورجال دين مسيحيين ومسلمين.
وقال المفتي إن السلام في فلسطين لا يمكن أن يتحقق إلا بإنهاء جميع مظاهر الاحتلال ونيل شعبنا حريته وحقوقه كافة، متطلعا إلى جهود البابا ودوره للعمل من أجل وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على شعبنا وأرضه ومقدساته.
وأشاد بموقف الفاتيكان من قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم بالعودة، وقال، مخاطبا البابا "نتطلع إلى جهودكم من أجل العمل على إطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال والذين زاد عددهم عن خمسة آلاف أسير".
وأشار المفتي إلى أن تحقيق السلام يتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لإنجازه حقيقة على الأرض، مضيفًا "شعبنا يصبو إلى الحرية وإنهاء الاحتلال وحصوله على حقوقه المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، في ظل سلام قائم على العدل واحترام الآخر، يعيد الحقوق لأصحابها".
وتابع: القدس عاصمة فلسطين الأبدية الروحية والسياسية، ومسجدها الأقصى مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء، أولى القبلتين، وثالث المساجد التي يشد إليها الرحال في الإسلام، هذا المسجد يتعرض للعدوان والاقتحام من قبل المتطرفين والمستوطنين برعاية سلطة الاحتلال التي تسعى لتهويده وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وتمنع مسلمي غزة ومدن الضفة من الوصول إليه للصلاة، وهذه أبسط الحقوق الإنسانية التي كفلتها القوانين والأعراف الدولية.
من جانبه قال البابا: جئت حاجّا إلى الأراضي المقدسة للقاء المسلمين واليهود والمسيحيين، وهذا التبادل الأخوي يعطينا قوة جديدة لمواجهة التحديات.
وقال إنه "لا يمكن أن ننسى بأن الحاج إبراهيم حج من أجل العدل والسلام، ونحن يجب علينا أن نكون سعاة من أجل السلام، علينا أن نكون دعاة سلام وعدل من خلال الصلاة ونحمل في قلوبنا العالم بأسره، وخاصة رحمة الله للبشر".
وأضاف البابا: في هذا المكان المقدس أوجه تحية لكل الجماعات في هذه الأرض المقدسة، مشددا على أهمية العمل من أجل العدالة والسلام وعدم استخدام العنف باسم الله.
وتوجه مباشرة من باب المغاربة إلى حائط البراق المجاور.
وكانت قوات خاصة من شرطة ومخابرات الاحتلال اقتحمت الأقصى في وقت مبكر من صباح الاثنين، وأغلقت كافة بواباته الرئيسة أمام المُصلين وأخلت ساحاته ومرافقه من المتواجدين وأبقت على بضعة موظفين فقط تمهيدا لزيارة البابا.