كيري ومقترحاته الأمنية هل تحقق حلم السلام المنشود؟؟
رام الله – وطن – فارس المالكي : تفاصيل مثيرة وخطيرة هي ما نشرت مؤخراً في بعض وسائل الإعلام حول المقترحات التي طرحها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري على القيادة الفلسطينية.
مقترحات تركزت بالدرجة الأولى على الجانب الأمني، تضمنت "بقاء السيطرة الإسرائيلية على المواقع العسكرية الحالية في غور الأردن لعشر سنوات قابلة للتجديد، بدلاً من العشرين سنة التي أعلن عنها سابقاً، وإقامة محطات للإنذار المبكر على قمة جبل العاصور شرق رام الله، وهو ثاني أعلى قمة بعد جبل الشيخ.
يرى النائب د.مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية بتلك المقترحات بأنها تبني واضح للرؤية الإسرائيلية بأن الأمن هو أساس كل الاتفاقات وهو أمن إسرائيل وليس أمن الطرفين، وأنه قبول لكل المطالبات الإسرائيلية بما في ذلك سيطرتها على الحدود والمعابر ورؤوس الجبال دون ضمان بأنه مع نهاية عشر سنوات سيحدث تغيير لأنه يعتمد على التقييم الإسرائيلي للسلوك الأمني الفلسطيني.
وحول مستقبل المفاوضات، قال البرغوثي إنها يقع في أمرين إما أن يفرض على الجانب الفلسطيني تنازلات لا يمكن أن يقبلها الشعب الفلسطيني مثل التنازل عن القدس وحق العودة والقبول بالوجود الإسرائيلي على الحدود، أو أن تفشل المفاوضات، واصفاً الحديث بأن المفاوضات ستجلب الدولة الفلسطينية المنشودة "بالوهم".
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض بأن جولات كيري التي تكررت للمنطقة أكثر من ثمان مرات في غضون أشهر قليلة تحمل في طياتها مخاطر سيما أن كيري في معظم زياراته تبنى الحل الأمني للقضية الفلسطينية كما بدا واضحاً في المقترحات التي أعلن عنها مؤخراز
وأكد عوض أن مقترحات كيري "تعني تكريس الاحتلال وإعادة إنتاجه من جديد وإطالة عمره تحت مسميات مختلفة"، محذراً من القبول بالحلول المؤقتة، لأن ذلك يعني إعادة نهج اتفاق أوسلو والذي لايزال يدفع الفلسطينيون ثمنه حتى يومنا هذا.