خاص لـ 'وطن': بالفيديو... (13) عائلة تقطن الكهوف في الخليل

16.10.2013 09:51 AM
الخليل - وطن - حمزة السلايمة: من قال إن زمن الحياة في الكهوف و"المُغر" قد ولى، فعليه زيارة خربة "المفقرة" في عمق جبال يطا جنوب مدينة الخليل، حيث تقطن هنالك نحو (13 عائلة) داخل الكهوف المحفورة بالصخور، دون أدنى مقومات الحياة الإنسانية نتيجة سياسات الاحتلال التي تمنعهم من البناء.

تعيش العائلات في خربة "المفقرة" دون مستوى خط الفقر المدقع، بلا كهرباء وماء وخدمات صحية وتعليمية، أو شوارع الزراعية، بالإضافة إلى الإهمال والتهميش من قبل الجهات الفلسطينية الرسمية، ومؤسسات المجتمع المدني.

ويطر أطفال الخربة للمشي مسافة ثلاثة كيلومترات، عبر الشوارع والجبال الوعرة للوصول إلى خربة "التواني" المجاورة حيث المدرسة الوحيدة التي تخدم خرب شرق يطا.

يعمل سكان "المقفرة" في الزراعة وتربية الماشية، ولا يوجد لهم مصدر آخر للعيش، بعد أن منعت دولة الاحتلال الرعاة من الوصول إلى مناطق الرعي في الجبال المجاورة.

داخل الكهف الذي يمتد أفقياً بعمق 8 أمتار، تقطن عائلة الحاجة أم أشرف الحمامدة "50عاما" والمكونة من 20 فرداً، منذ أكثر من 30 عاماً.

وحيث تصعب الرؤية فيه، ويكاد ضوء الشمس يتسلل للكهف من بوابة عتيقة مهترئة، تابعت عدسة "وطن" الحاجة أم أشرف وهي تحاول ترتيب بعض مقتنياتها وتقول: " نعيش هنا منذ أعوام كثيرة، ورثنا الكهف والأرض المجاورة له عن آبائنا وأجدادنا".

وتابعت أم أشرف "أنجبت داخل الكهف سبعة أولاد وخمس بنات، وعندما كبرت العائلة تمكنا من بناء غرفتين من الطوب بقرب الكهف، إلا أن الاحتلال هدم المنزل ومنعنا من إعادة بنائه لنعود مرة أخرى إلى هذا الكهف".

وتوضح الحاجة، أنها عملت على تقسيم الكهف إلى ثلاثة أقسام لتلبية حوائج عائلتها، فإحداها للنوم والآخر مطبخ والأخير لتخزين الحبوب والشعير والتبن.

وتقول إن "المسؤولين يأتون لزيارتنا ويقدمون لنا الوعود بجلب الكهرباء والماء للمنطقة منذ ثلاثة أعوام لكن دون جدوى ".


وتتلهف أم الشرف لليوم الذي ترى فيه الكهرباء تنير لها عتمة الكهف بدلاً من الشموع والفوانيس التي تعمل بالكاز، خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء السابق سلام فياض للمنطقة العام الماضي وتقديمه وعود بتحسين الخدمات في الخربة.

بدوره يطالب رئيس مجلس الخدمات المشترك لريف يطا صابر الهريني، الجهات الرسمية بتوفير الدعم السياسي والمادي لمساعدة أهالي المنطقة على الصمود في أراضيهم.

ويقول الهريني" إن الاحتلال يعمل على منع أي نشاط خدماتي هنا بهدف ترحيل السكان والسيطرة على مساكنهم وأراضيهم، مؤكداً أن الاحتلال يمنع تزويد المنطقة بخطوط المياه، وأن سكانها يعتمدون على مياه الأمطار.

ويدعو الهريني السلطة الفلسطينية والمؤسسات الدولية والحقوقية، إلى مساعدة الخربة في الحصول على الكهرباء عن طريق توفير مصادر الطاقة البديلة، وخاصة ألواح الطاقة الشمسية.

ويبين أن حالة الكهوف التي يعيش بداخلها المواطنون خطرة وغير صحية وبحاجة للترميم قبل حلول فصل الشتاء خشية من أن تنهار على رؤوس قاطنيها.
تصميم وتطوير